أعرب رئيس الحكومة الباكستانية نواز شريف لوزير الخارجية الأميركية جون كيري، عن قلق بلاده بشأن الهجمات التي تنفذها الطائرات الأميركية من دون طيار على أراضيها. ونقلت قناة "جيو تي في" الباكستانية امس عن مصادر، أن شريف تلقى أمس اتصالاً من كيري عبر خلاله عن قلق باكستان من هجمات الطائرات من دون طيار الأميركية. من جانبها اتفقت أحزاب المعارضة الباكستانية مع حكومة نواز شريف على مواصلة الجهود من أجل إقناع حركة طالبان الباكستانية على عدم التراجع عن عملية المصالحة مع الحكومة الباكستانية بسبب مقتل قائدها حكيم الله محسود في غارة أمريكية في منطقة "وزيرستان الشمالية" القبلية الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين باكستانوأفغانستان. جاء ذلك في اجتماع للبرلمان الاتحادي الباكستاني في العاصمة الباكستانية إسلام آباد حيث توصل الحزب الحاكم وكافة أحزاب المعارضة إلى سياسة موحدة تجاه مواصلة عملية السلام مع حركة طالبان الباكستانية. هذا وكانت أحزاب المعارضة الباكستانية وفي مقدمتها حزب الإنصاف الباكستاني بقيادة عمران خان وحزب الجماعة الإسلامية قد طرحت مشروع إغلاق المعابر والطرق البرية الباكستانية التي تستخدمها قوات الناتو المتمركزة في أفغانستان لنقل التموين العسكري عبر الأراضي الباكستانية، إلا أنه وبسبب عدم اتفاق الأحزاب الممتثلة في البرلمان الباكستاني لم يتم اعتماد هذا المشروع، بينما تم الاتفاق على مواصلة دراسة الجوانب السلبية للغارات الأمريكية داخل الأراضي الباكستانية، فيما طالب رؤساء أحزاب المعارضة في البرلمان الاتحادي الباكستاني من الحكومة الباكستانية بالابتعاد عن الحرب الدولية ضد الإرهاب واعتبروها حرباً غربية لا علاقة لباكستان بها. وقد سبق اجتماع البرلمان الاتحادي الباكستاني اجتماع مماثل عقد في برلمان إقليم "خيبربختونخواه" الشمال الغربي من باكستان ، تبنت فيه حكومة الإقليم قراراً بالإجماع بقطع إمدادات قوات حلف الناتو المتمركزة في أفغانستان عبر الأراضي الباكستانية رداً على استمرار الغارات الأمريكية على الأراضي الباكستانية. من جانبه أوضح عمران خان زعيم حركة (الإنصاف) الباكستانية الذي يقود الحزب الحاكم في حكومة إقليم "خيبربختونخواه" الشمال الغربي من باكستان بأن القصف الجوى الذي أودى بحياة حكيم الله محسود قد أكد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا ترغب في إحلال السلام في باكستان.