كشف مصدر سياسي في الائتلاف السوري المعارض امس أن رئيس الائتلاف أحمد الجربا وقادة عسكريين وسياسيين "أقاموا غرفة عمليات عسكرية على الحدود السورية-التركية نظرا لصعوبة التطورات الميدانية في الداخل بعد أن استولى مقاتلون متشددون على مقر قيادة الأركان العسكرية التابعة للجيش الحر". وقال المصدر إنه" إلى جانب اجتماعات القيادات العسكرية في الجيش الحر مع بعضهم البعض ، شارك عدد من السياسيين أيضا في جانب من تلك الاجتماعات وان الجربا تابع تلك الاجتماعات المتواصلة أولا بأول". وأضاف المصدر أن "الجربا يتابع، ويشارك في اجتماعات سورية سياسية في القاهرة بين شخصيات من كل الأطياف لان الائتلاف هو الذي سيشكل وفد المعارضة المشارك في "جنيف 2". ووصف المصدر "الاجتماعات في كل من تركيا ومصر بالماراثونية" ، مضيفا أنه "يعتقد أن بين السياسيين المشاركين في اجتماعات القاهرة شخصيات من هيئة التنسيق وتيارات سياسية أخرى". وكان الجربا أعلن في الكويت قبل أيام أن "هناك جهودا لتوحيد المعارضة المسلحة على الأرض خلال الشهر الجاري بما فيها الجبهة الإسلامية". على صعيد متصل نفت القيادة العسكرية العليا للجيش السوري الحر يوم الخميس تقارير تفيد بأن رئيس اركان الجيش الحر الجنرال سليم إدريس لاذ بالفرار بعد سيطرة جماعات إسلامية على مقر إقامته على الحدود التركية. وقال لؤي المقداد المنسق الإعلامي للجيش السوري الحر من تركيا "إننا ننفي تماما هذا التقرير الذي لا أساس له من الصحة وغير الصادق الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال". وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد نقلت عن مسؤولين حكوميين أمريكيين لم تسمهم الاربعاء أن إدريس فر إلى تركيا بعد ان سيطر متمردون من الجبهة الإسلامية على مقره الرئيسي في معبر باب الهوى في 6 كانون اول/ديسمبر ثم توجه بعد ذلك إلى قطر يوم الاحد. واضاف : "نقول للجميع أن الجنرال إدريس موجود حاليا على الحدود السورية التركية وإنه كان يقوم في الأيام الثلاثة الماضية بتنفيذ مهامه العسكرية ويجتمع مع مختلف الألوية، بما في ذلك الجبهة الإسلامية". وتابع : "نطالب صحيفة وول ستريت جورنال باعتذار فوري لأنها نشرت تقريرا لا أساس له من الصحة دون أن تراجع قيادة الجيش السوري الحر". ويأتي ذلك عقب اعراب الولاياتالمتحدة يوم الاربعاء عن قلقها الشديد ازاء قيام ائتلاف جديد يطلق على نفسه اسم الجبهة الاسلامية بالاستيلاء على مقر ومخزن المجلس العسكري الاعلى للجيش السوري الحر في شمال سورية واعلنت عن تعليق المساعدات غيرالفتاكة الى المعارضين المسلحين. ونظر الى عملية الاستيلاء على المخزن ومقر المجلس الاعلى للجيش السوري الحر الذي يعاني من انشقاق عناصره وانضمامهم إلى مجموعات اسلامية لديها مزيد من الموارد على انها تقويض للجيش السوري الحر. في غضون ذلك أكد وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل مواصلة بلاده دعم المعارضة المعتدلة في سورية وإدريس قائد الجيش السوري الحر. ووصف هاغل الوضع في سورية بالمعقد ، مشيرا الى ان الولاياتالمتحدة تعكف على تقييم تقارير بشأن تقدم قوات المعارضة المتطرفة وهو الأمر الذي عزز عملية تعليق المساعدات غير الفتاكة للمعارضة في شمال سورية. ومع ذلك شدد هاغل على أن واشنطن ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية. وقال هاغل "عندما يتم تنحية المعارضة المعتدلة فإن هذا ليس بالأمر الجيد، ولكن هذا هو ما نتعامل معه". وأضاف هاغل:" لذلك علينا أن نتعامل معه ، وسنتعامل معه. سيكون الأمر صعبا. ولكننا نأخذ الأمر هكذا .. سنعمل مع المعارضة المعتدلة، ومع حلفائنا في المنطقة، وسنستمر في القيام بذلك ".