سعت هيئة الأركان في «الجيش السوري الحر» أمس، إلى تهدئة المخاوف الغربية من وقوع المساعدات التي يتم إرسالها إلى المعارضة في أيدي متشددين إسلاميين، وأكدت أن دخول «الجبهة الإسلامية» إلى مقرات «الحر» في باب الهوى على الحدود التركية تم بناء على طلب قيادة الأركان نفسها بعدما تعرضت لهجوم شنته جماعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام». لكن «الجبهة الإسلامية» قالت إنها عندما وصلت كانت مستودعات «الجيش الحر» فارغة، ما يؤكد معلومات وزعها ناشطون عن سيطرة عناصر من «القاعدة» على مساعدات تم إرسالها من دول غربية عبر تركيا. ولم تتضح نوعية المعدات التي استولت عليها «الدولة الإسلامية» أو «جبهة النصرة»، علماً أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا أكدتا في السابق أن المساعدات «غير فتاكة». ودفع هجوم «الدولة الإسلامية» على مقرات «الجيش الحر» ثم دخول «الجبهة الإسلامية» إليها، بالحكومتين الأميركية والبريطانية إلى إعلان تعليق المساعدات «غير الفتاكة»، باستثناء الإنسانية التي تُرسل عبر هيئات إغاثية. واستنكر «الجيش الحر» أمس الخطوة الأميركية - البريطانية، لكنه قلل من تأثيرها الميداني. وجاء ذلك في وقعت بدأت مفاعيل العاصفة الثلجية التي ضربت سورية (ومنطقة شرق المتوسط) في الظهور. وأفاد ناشطون أن ثلاثة أطفال ماتوا برداً في محافظتي حمص وحلب، ووزعوا صوراً وأشرطة فيديو تُظهر أطفالاً تجمدوا من شدة الصقيع. كما أعلن ناشطون وفاة 13 معتقلاً جراء «البرد والجوع» في سجن حلب المركزي الذي تحاصره كتائب الثوار منذ شهور. وفي بلدة عدرا المختلطة دينياً ومذهبياً في الغوطة الشرقية لدمشق، أفيد أمس أن مقاتلين إسلاميين بينهم عناصر من «جبهة النصرة» و «جيش الإسلام» تمكّنوا من اقتحام أحياء في البلدة وارتكبوا مجزرة ذات طابع ديني بقتلهم ما لا يقل عن 15 مواطناً من العلويين والدروز. وذكرت تقارير أخرى أن عدد القتلى بلغ الأربعين. وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الجيش السوري أرسل تعزيزات إلى عدرا «لإعادة الأمن» إليها بعد تقارير عن وقوع «مجزرة» فيها. في غضون ذلك، دعا الناطق الرسمي باسم «الائتلاف الوطني» لؤي صافي «الجيش الحر» و «الجبهة الإسلامية» إلى «توحيد صفوفهما القتالية تحت مشروع وطني موحد تجاه نظام مجرم يستخدم ميليشيات طائفية لقتل السوريين». وعزا صافي، وفق بيان وزعه «الائتلاف»، التوترات التي يشهدها شمال سورية بين الطرفين إلى «تدخلات خارجية تتنافس لتحديد مسيرة الثورة السورية مستغلة الضعف التنظيمي للقوى الثورية والكتائب المقاتلة». ورداً على تعليق الولاياتالمتحدة «المساعدات لشمال سورية»، أكد صافي أن الدعم الأميركي للثورة السورية اقتصر في الفترة السابقة على مساعدات «غير فتاكة». وقال: «لا سلاح أميركياً من الأساس، والسلاح يدخل بدعم من الدول الصديقة وبعلم الولاياتالمتحدة»، معتبراً «أن تعليق الدعم شيء موقت» في ظلّ ما وصفه ب «الصراع المؤسف بين المقاتلين». من جهته، نفى قائد أركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس لموقع «زمان الوصل» السوري أن يكون غادر الأراضي السورية أو التركية إلى قطر، موضحاً أنه في حال سفر دائم بهدف تأمين الدعم للثوار في الداخل. وجاء نفيه بعدما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين، أن إدريس اضطر إلى الهرب من سورية بعدما استولى مقاتلون متطرفون على مواقع «الجيش الحر» ومستودعات تحوي عتاداً عسكرياً كانت واشنطن تسلّمه للمجلس العسكري الأعلى التابع ل «الجيش الحر». وأكد اللواء إدريس في تصريحه أن ما حدث بين «الأركان والجبهة الإسلامية شابه الكثير من اللغط، الذي نتجنب الحديث عنه في هذه الفترة»، إلا أنه أشار إلى «أن التواصل ما زال قائماً مع الجبهة لاحتواء الموقف». وأفاد أن «الجبهة الإسلامية» دخلت أحد مستودعات «الحر»، إلا أن «بقية المستودعات الأخرى ما زالت في قبضة الأركان ولم تتعرض لأي هجوم»، موضحاً «أنه من غير اللائق بالثوار أن يأتوا لنجدة الأركان ومن ثم يسيطروا على مستودعات الأسلحة».