دار حولها ببطء. وراح ينحني أمامها حتى أذعنت. مارغريت باستوك (مغازلة الطائر الاسود). *** أحيانا تصبح الحياة بالغة التعقيد وكأن لك أربع أرجل على الأرض وراس مربع مكسو بأوراق الأشجار تنظر للعالم من خلال أصابعك... أليست الحياة هنا صعبة؟؟ هل أتحدث عن مهرجان اللذة المسروقة بداخلنا، عن ضحكاتنا وأحاديثنا التي لم تنقطع، عن الأشياء الجميلة التي تأتي وعندما نفتح أعيننا للقبض عليها بقوة تكون قد هربت بسرعة؟ هل أتحدث عن البشر في كل تحولاتهم التي لا تستقر على حالة ولا شكل؟ حكايتنا القلقة المرتبكة للبشر المنكسرين والمحتارين، كم نحن بحاجة إلى بعضنا نحن البشر ولازلنا ولكنها حماقات الجهل والأنانية وتفضيل الوحدة هي التي تفقدنا أجمل ما حولنا. رغبت أن أكون شبه عرافة استبصر ما يخبئه القدر لنا، سِنة من النوم فقط لأتمكن من رؤيتنا في المستقبل، يخيل إلى أننا كالفراشات التي تقترب من النور وكلما اقتربت أكثر زاد احتماليه هلاكها بكل تأكيد، وصرنا كالشعاع الذي ينزلق من بين أصابع الحياة ولا نستطيع القبض عليه، بعض الاشياء في الحياة تكون مثل تلك الغصة في الحلق التي لا تترك سبيلا للعبور. إذن لنحب الحياة على طريقة قيس أو على طريقة شكسبير ف الحب الحقيقي هو الحب غير المشروط، الحب لا يشترط ولكن يؤكد. ولا يتحقق بدون الاعتراف بالاختلافات وتقبلها، وطالما أننا نعتقد بطريقة خاطئة أن من نحبهم يجب أن يكون شعورهم وتفكيرهم وسلوكهم على نمط ما نحن عليه، فإننا نعرقل الحب الحقيقي، وبمجرد أن نعترف أننا مختلفين تتهاوى العوائق النفسية والعقلية. بالرغم من أن الحب يعطينا الفرصة لأن نوجد اندماجا مع خواص من نحب إلا أن المطلب الأساسي لكي يتم هذا التكامل والتمازج هو الوعي بالاختلاف. وعندما نختلف عن بعضنا فهذا يعني أن خلفيتنا في الحياة مختلفة والمواقف التي مرت بنا وعاصرناها مختلفة (ليست كل مواقف الحياة وتجاربها جميلة بل هناك ما أدمى قلوبنا ووشمها بالألم، وهناك ما غير مفاهيمنا وصقلها) نحن أحيانا نحس بالاستياء من الاختلافات بيننا، ونقاومها بالغضب أو الرفض، وكل منا يرغب أن يحس البشر في حياته بنفس طريقة تفكيره، وان يتصرفوا كذلك بمثل تصرفاته، نحاول أن نحسّن صورتهم، بينما من الأفضل أن يجدوا منا القبول والتقدير والثقة. * لحظة حب: في الحب تصبح ضحكاتنا عالية ممتدة كالنهر ورهيفة تشبه حساسية الورد المفرطة، مع حنين لا تجففه المناديل.