هل تستطيع أن تقاوم الحب اذا طرق بابك (ساعاتنا في الحب لها أجنحة، ولها في الفراق مخالب - شكسبير).. هل تستطيع أن تطفئ نار البغض اذا اشتعلت بقلبك (ليس ثمة نار كالوجد ولا قرح كالبغض - ساكياموني).. هل تستطيع أن تتجنب الكره والحقد والحسد وكافة الصفات.. هل ممكن أن تكون كريما إذا كنت بخيلا.. هل ممكن أن تتهور عندما تكون عاقلا.. هل يمكن أن نتحكم بصفاتنا.. نهذبها أو نغيرها أو نحسن منها؟ هناك صفات يكتسبها الانسان بالفطرة.. ومهما عملنا لا يمكن أن نغيرها.. وهناك صفات يكتسبها الفرد من بيئته والمحيطين به ومن ظروف الحياة وتقلباتها.. هناك صفات ثابتة وأخرى متغيرة.. وجميعها مرجعها الانسان ذاته. هل يستطيع الانسان أن يغير شخصيته.. هل ممكن أن ينقلب من الشر الى الخير ومن البخل الى الكرم والتشاؤم الى التفاؤل ومن البغض الى الحب.. هل نملك نحن مفاتيح التغيير أم انها صفات تولد معنا بالفطرة وتلازمنا الى آخر العمر؟!. هل تتكون شخصيتنا برغباتنا وبقرارات منا.. نعلم أحيانا أن الحب قد ينقلب الى بغض اذا ما صُدم الانسان صدمة شديدة بمن يحب، كالخيانة مثلا.. ونؤمن بأن هناك عداوات قد تتحول الى صداقات لأسباب عديدة.. لكن هناك صفات لدى البعض لا يستطيع تغييرها ولا يمكن نزعها من داخله. من الممكن أن تقلع عن التدخين.. وممكن أن تتخلص من عادات سلوكية كثيرة متى ما رغبت بذلك.. ومتى ما استقر في يقينك وصدق قلبك رغبة التغيير التي تسعى اليها.. من الممكن أن نقلل كمية الشر بداخلنا.. من الممكن أن نستبدله بالحب.. الحب اجمل من الشر وأفيد للصحة.. الشر يولد الضغط والقهر وامراضاً مستعصية.. والحب يقود الى السعادة والسرور ويقولون إنه أصبح الآن هناك علاج ناجح للكثير من الأمراض المزمنة.. استبدل شرّك بالحب لكل الناس ولن تندم.. انثر الحب بلا حساب ولا انتظار لمردود.. اجعل الحب شعارك واسمك وثفتك.. لن تندم بل ستشعر بسعادة عارمة. اذا استطعت أن لا تكون حجر عثرة في طريق خلق الله فافعل.. اذا استطعت ان تكون مصدر سعادة فلا تتأخر.. اذا كان بمقدورك أن تزيد مساحة البهجة والسرور لبنى البشر فأرجوك عجل بذلك.. واذا ما شعرت أنك مصدر للنكد والأذية ومنبع للغل فقد حان وقت التغيير. انظر حولك انظر في دائرتك الضيقة المحيطة.. ابدأ بهم.. ابدأ بالتغيير.. اعمل لأجل اسعادهم.. اذا كنت يوما ما قاسيا أو ظالما او غير منصف فلا تدع الوقت يمر إلا وتكون قد أصلحت كل ذلك. ودمتم سالمين.