حياة الإنسان ملأى بالمعاناة وهذه هي طبيعة الحياة الدنيا، فلا نعيم وراحة بال إلا في الجنة، ولعل أكثر ما ينغص العيش هو فقد أغلى الأحباب (الأم) فليس هناك فقد مر مثل فقد الأم الحنون فقد فاق كل حدود الألم والمرارة والحزن. فقد أدهشني فقد أمي - عليها رحمة الله- أربع سنوات من الفقد الأليم ورحيل أمي، أربع سنوات من الفقد ألهبت مشاعري وكدرت صفو عيشي كلما تذكرت طفولتي وأنا فتى صغير ضعيف، وأنا شاب قوي في ظل رعاية والدتي وعنايتها كلما تذكرت دموعها من أجلي، عطاءها، دعاءها لي، تلطفها، توددها، سؤالها، مرضها، وأخيراً وفاتها. كيف أسلو من غير أمي؟! كيف وقتي يحلو؟! فالأحزان مني تدنو. عجبي لحزن لا ينطفئ وغصات من المرارة لا تنمحي مرارة الفقد تنمو في عقلي في خاطري تجري في دمي. أماه فؤادي العملاق الذي لم يعرف الحزن إلا حين وفاتك تحطم وانكمش وأصبح قزماً لا يحتمل الحزن كثير الأسى وعقلي ما نسي عهوداً بقرب أمي قد سلا صدري قد اكتوى بلهيب الفقد والنوى فامنحني صبراً يارب الورى. أمي بماذا أصفك يا بهجة الفؤاد يامهجة النفس يافريدة الطبع والأخلاق بربي كاد يقتلني الفراق وأيامي أصبحت كلها حدادا، ولكن ما يسلي خاطري أن الله هو الأبقى وأن إليه الرجعى. أمي ليجزك الله المولى القدير إنعاماً ورضواناً وجنات، ورجائي أن يجمعني الله بأمي في الجنان. أمي رحلت وهو قدر والقلب انفطر ولكن هو الصبر على فقد نبع الحنان وأغلى إنسان يالهذا الزمان!!