ضرب المنتخب السعودي لكرة القدم أكثر من عصفور بحجر واحد في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس آسيا 2015 في استراليا، وبات محط الانظار لمحو آثار اعوام من الخيبة، وإذا كان التأهل للنهائيات وصدارة المجموعة أعاد الثقة للكرة السعودية بعد سنوات عجاف، فان تثبيت النجوم الواعدين أقدامهم على خارطة المنتخب الأخضر في المستقبل هو أهم مكتسبات المرحلة المقبلة. وضمن المدرب الأسباني لوبيز كارو الذي يتولى مهمته من دون ضغوط كبيرة أن يخوض نهائيات آسيا بمنتخب أغلب عناصره من الشباب. الزياني: القائمة الحالية ستكون جيل الانتصارات والبطولات والألقاب وكان "الاخضر" ضامنا تأهله الى نهائيات اسيا بعد تحقيقه الفوز في الجولات الاربع الاولى من التصفيات، لكنه عاد من الصين بتعادل صفر-صفر بعد ان قدم لاعبوه اداء جيدا وواجه ضغط منافسيهم فضلا عن جماهيرهم الكبيرة التي حضرت المباراة. لوبيز: لدينا ما نقدمه لاستعادة ثقة الشارع الرياضي واستفاد الأسباني لوبيز من اختيارات سلفه الهولندي فرانك رايكارد الذي ضم سالم الدوسري من الهلال وفهد المولد من الاتحاد ومصطفى بصاص من الأهلي وزميله منصور الحربي، بالإضافة إلى ياسر الشهراني وإبراهيم غالب وأحمد عسيري ويحيى الشهري وجميع هؤلاء في العشرينات من العمر، وإذا كان السواد الأعظم من اللاعبين من اختيارات رايكارد، فإن لوبيز لم يتركمهم على دكة الاحتياط، بل غامر بهم في التشكيل الأساسي ونجح في قيادتهم الى تسجيل حضور قوي في التصفيات الآسيوية الحالية. الزياني ويرى النقاد داخل الوسط الإعلامي الرياضي في السعودية أنه من الممكن للمنتخب الحالي أن يكون نواة حقيقية لمحاكاة المنتخب الذي اشرف عليه البرازيلي هيليو سيزار دوس انغوس ووصل معه الى المباراة النهائية لكأس اسيا 2007 في جاكرتا قبل ان يخسر امام العراق بهدف دون رد، مستعبدين في الوقت ذاته أن يحمل الجيل الحالي مواصفات جيل الثمانينات وتسعينات القرن الماضي. أما "عميد المدربين السعوديين"خليل الزياني الذي حقق مع الأخضر السعودي لقب كأس آسيا الاول عام 1984 وتأهل معه أيضاً الى اولمبياد لوس أنجليس في العام ذاته، فيرى "أن المنتخب الحالي بعناصره الشابة ربما يكون جيل انتصارات وبطولات وألقاب"، ممتدحا واقعية الأسباني لوبيز، ومؤكدا أن المنتخب "تتطور" تحت إشرافه. ويرى نجم الكرة السعودية السابق ومدرب نادي الهلال الحالي سامي الجابر أن لوبيز "يسير في الطريق الصحيح بتشكيلته الشابة التي تساهم في إعداد المنتخب للاستحقاقات الكبرى في المستقبل". ولم يعتمد لوبيز على العناصر الشابة في خط واحد، بل نوع الاختيارات في كل الخطوط في الدفاع والوسط والهجوم. وأبدى رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد رضاه التام على عمل الجهاز الفني للأخضر، مشيرا إلى أن النتائج والمستويات تؤكد أن "هناك عملا كبيرا سيصل بالكرة السعودية لسابق عهدها". ويعد إعلان تشكلية المنتخب السعودي أزمة دائمة في الوسط الإعلامي وعلى المستوى الجماهيري، فمع إعلان القائمة تبدأ حالة المد والجزر على اختيار بعض الأسماء واستبعاد أخرى إلا انه مع الأسباني كانت ردة الفعل عادية باستثناء عدم ضم حارس النصر عبدالله العنزي الذي وجد دعما إعلاميا وجماهيريا نظير مستوياته المتطورة مع فريقه. وقد خلت القائمة أكثر من مرة في عهد لوبيز من اسمه قبل أن يضمه قبل مواجهة العراق في الجولة قبل الماضية لكنه استبعد بداعي الإصابة، فيما عدا ذلك كانت اختيارات الأسباني موقع رضا من قبل الجميع إلا في ما ندر. التوليفة الجيدة في القائمة الخضراء ساعدت لوبيز على ايجاد التوازن فيها ما بين لاعبي الخبرة وفي طليعتهم سعود كريري وتيسير الجاسم ووليد عبدالله وأسامه هوساوي وحسن معاذ وناصر الشمراني ونايف هزازي، ولاعبو الشباب، وهذه الواقعية في التشكيلة أثمرت نتائج ومستويات ملموسة، حيث لم يكابر في اختيار اسماء كثيرة لم تتواجد مع المدرب السابق رايكارد وأبقى على نفس الأسماء مع تغيير طفيف بعد "خليجي 22" في المنامة مطلع العام الحالي، وهي المرحلة التي بدأ فيها بالإشراف على المنتخب. وقال لوبيز عقب التأهل "المنتخب السعودي لديه الكثير ليقدمه في المرحلة المقبلة بعد استعادة الثقة بين الجمهور واللاعبين"، مؤكدا أنه "سيعمل على تقدم المنتخب السعودي في التصنيف الدولي".