بدت عدة جثث لضحايا إعصار هايان المدمر الذي ضرب الفلبين ملقاة في شوارع البلاد أمس الخميس، في الوقت الذي أخذت فيه المساعدات بالوصول للضحايا في المناطق الاكثر تضررا. وتحفر فرق الانقاذ في الوحل ووسط الركام بحثا عن الجثث في تاكلوبان سيتي، عاصمة إقليم ليتي. ومازالت جثث تم انتشالها ملقاة في الشوارع، انتظارا لوصول أكياس لحفظها. وقالت الوكالة الوطنية للإغاثة من الكوارث إن 2357 شخصا على الأقل لقوا حتفهم بعد أن اجتاح الإعصار هايان الفلبين في الثامن من الشهر الجاري، والذي تسبب في تسوية مدن وبلدات بالأرض. متطوعان ينقلان جثماناً إلى مقبرة جماعية في تاكلوبان.(أ.ف.ب) وقال الفريدو جيماو، أحد عمال الانقاذ في مانيلا «نحن نتحرك بأقصى سرعة لان المواطنين يشتكون إلينا». واعترف وزير الدفاع الفلبيني فولتير جازمين بأن عملية انتشال الجثث شهدت عراقيل بسبب كمية الحطام الهائلة التي نجمت عن الرياح العاتية المصاحبة لهايان في تاكلوبان وغيرها من المناطق المتضررة. وقال جازمين «لدينا مشكلة بسبب الحطام.. بدأنا انتشال الجثث بعد يومين من هبوب الاعصار.. علينا أن نعطي أولوية للأحياء بدلا من الموتى». ويخشى عديد من الناجين من الرائحة الكريهة، وأعربوا عن خوفهم من أنها قد تصيبهم بالمرض رغم تأكيدات مسؤولي الصحة بأنه ليس من المرجح أن تسبب الجثث في نشر أمراض. وقال عمر فومار (39 عاما) وهو حارس أمن يقيم في مخيم قرب مطار تاكلوبان مع عشرة من أقاربه «نريد أن نغادر المكان لاننا نخشى أن يصاب الناس بالامراض.. المكان قذر للغاية هنا ولم يتم إزالة الجثث». وأفاد مكتب الشؤون الانسانية بالأمم المتحدة أن أكثر من 11 مليون شخص تضرروا بسبب إعصار هايان، بينهم ما يقرب من 600 ألف شخص مشرد في حاجة ماسة للطعام والمياه والمأوى. نازحون ينتظرون نقلهم أمام سور مطار تاكلوبان (أ.ف.ب) ويوزّع الجنود المياه والارز من شاحنات في مدينة تاكلوبان، حيث نهب بعض الناجين المحال التجارية والمراكز التجارية.وقال إدواردو ديل روساريو مدير الوكالة الوطنية للإغاثة من الكوارث إن المزيد من عمال الاغاثة والامدادات في طريقهم إلى المناطق المتضررة، وليس فقط تاكلوبان سيتي في ظل شكاوى بشأن تجاهل المناطق الاخرى. وأضاف إن القوات الجوية بدأت في إسقاط مواد الاغاثة من الطائرات في المناطق التي لا يتسن الوصول إليها برا. وأفادت الوكالة الوطنية بأن ما يقرب من 4000 شخص أصيبوا في الاعصار في حين فقد ما لايقل عن 77 شخصا. وقدرت حجم خسائر البنية التحتية وقطاع الزراعة بأكثر من 4 مليارات بيسو ( 352 مليون ريال سعودي).