وصف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار حجم الاستثمار العربي في مجال السياحة الذي لم يتجاوز 85 مليار دولار بالمتواضع، مؤكداً سموه أن الاستقرار السياسي والاجتماعي هو ما يحتاجه العالم العربي للنهوض الاقتصادي والتطور في مجال السياحة التي تعد أحد أهم المجالات في التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل. وشكر سموه مملكة البحرين على استضافتها هذا الاجتماع كما شكر معالي الشيخة مي آل خليفة على حسن الضيافة وما تقوم به من جهود مميزة في مجال السياحة والثقافة والمحافظة على مواقع التراث وتحويلها الى موارد اقتصادية. جاء ذلك في تصريح صحافي لسموه عقب مشاركته في اجتماعات الدورة السادسة عشرة للمجلس الوزاري العربي للسياحة التي عقدت بالمنامة أمس الأربعاء. وقال سموه إن العالم العربي غني بالموارد الاقتصادية والطبيعية والمواقع الأثرية والتراثية، مبيناً أن العرب بطبيعتهم متميزون بأخلاقهم وقيمهم وكرمهم ومحبتهم للضيف وحبهم للعمل، ما يستوجب أخذ العالم العربي مكانه الطبيعي بين دول العالم في مجال التطوير السياحي. وتطرق سموه إلى دور السياحة في النهضة الاقتصادية لأن السياحة هي قطاع ضخم جداً وهي على مستوى العالم مصنف من أول ثلاثة قطاعات في مجال الاستثمار وتوفير فرص العمل، لذلك من المهم جداً ان يشهد العالم العربي الاستقرار المأمول الذي يسهم في نهضته الاقتصادية وتطوره السياحي. وقال إن المملكة العربية السعودية بفضل ما تتمتع به من استقرار أصبحت من الدول التي تشهد تطورا وتدفقاً اقتصادياً هائلاً، إضافة إلى التنمية والتطوير في مجال السياحة ما يصدر من الدولة من قرارات متتابعة تهدف إلى تطوير السياحة في المملكة. وعن الأثر السلبي للاضطرابات التي تشهدها بعض الدول العربية على السياحة قال سموه: إن السياحة تتأثر كثيرا بالاضطرابات لارتباط نموها دائماً بالاستقرار الامني والسياسي والاجتماعي، والعالم العربي يمر بمخاض كبير، والمهم أنه بتوفيق الله ثم بجهد المخلصين من ابناء العالم العربي سيتم تجاوز هذا الوضع للأفضل، والحمد لله العالم العربي ينعم بخيرات كبيرة ولكن يحتاج الى الاستقرار وحسن الادارة، ونحن نستشرف ان كثيرا من الدول التي يمر بهذا المخاض بدأت تشهد مرحلة نضج بعد مرحلة تجارب ومخاضات كانت انفعالية الى حد ما. وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أن الاقتراحات التي طرحها في الاجتماع لتطوير أعمال المجلس الوزاري العربي للسياحة تمحورت حول آليات لتطوير أعمال المجلس وأدائه لتحقيق تطلعات العالم العربي في المجال السياحي. وقال سموه إننا نعمل الان في عصر جديد مبيناً أن العالم العربي يتوقع تطويرا شاملا وعميقا للاعمال التي تخدم مصالحه وتحدد مساراته المستقبلية، مشدداً سموه على دور المجلس الوزاري العربي للسياحة في أحداث نقلة في مجال تداول القرارات والمشاريع، وفي انجاز المسارات التطويرية وتطبيقها على الواقع، لذلك كان لنا فرصة ان نقدم بعض المقترحات من ضمنها ان يستلم الوزراء انفسهم بعض الملفات ويشرفوا على تنفيذها وهذا قرار تم اليوم الترحيب به. وأضاف أن المقترحات تضمنت تحديد مسارات زمنية للإنجازات بمساهمة كل الدول ليس مالياً بل عينيا بالخبراء والدراسات لتفعيل أنشطة المجلس. وكانت وزيرة الثقافة بمملكة البحرين الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ألقت كلمة افتتاحية لاجتماعات الدورة عبرت فيها عن الشكر والتقدير للامير سلطان بن سلمان على دعمه لأعمال منظمة السياحة العربية والعمل السياحي في الوطن العربي بشكل عام. وأشارت إلى أن اختيار المنامة عاصمة للسياحة العربية هذا العام أسهم في إنجاز عدد من المشاريع والفعاليات التي حفزت في رفع عدد السياح لمملكة البحرين إلى مليون سائح هذا العام، مؤكدة أن السياحة تحقق دورها في دعمها الأساسي للتنمية الاقتصادية. وبينت في كلمتها دور السياحة كرافد اقتصادي ونشاط اجتماعي ومقرب للشعوب بعيداً عن التعصب والحزبيات. وناقش الاجتماع عدداً من البنود، أهمها تنفيذ برنامج «اعرف وطنك العربي» لسياحة الشباب، إضافة إلى قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي بجامعة الدول العربية بشأن ميثاق المحافظة على التراث العمراني في الدول العربية، وكذلك تفعيل إطار التعاون بين جامعة الدول العربية ودول أميركا الجنوبية في مجال السياحة، إلى جانب متابعة تقرير لجنة خبراء الاستراتيجية السياحية العربية، فضلا عن بحث مسابقة جائزة المجلس الوزاري العربي للسياحة في مجال جودة المطاعم المصنفة سياحياً.