اعلن وزير الداخلية اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس امس الاثنين ان معظم ركاب وافراد طاقم الطائرة القبرصية ال 121 التي تحطمت الاحد في شمال شرق اثينا قضوا على الارجح قبل سقوطها. وقال الوزير اليوناني في بيان «يبدو ان الوفاة في معظم الحالات حصلت قبل تحطم الطائرة لكن علينا تأكيد هذه المعلومات». واضاف «اقول ذلك بتحفظ لأننا ندرس جميع الاحتمالات». ولم يوضح الوزير سبب الوفيات لكن بحسب تلفزيون «نيت» العام سيكشف التشريح ما اذا قضى الجميع اختناقاً بسبب قلة الاكسجين في الطائرة. ومساء الاحد اعلن متحدث باسم الحكومة اليونانية تيودور روسوبولوس ان قائد الطائرة اشار في رسالته الأخيرة الى مشاكل في نظامي الضغط والتكييف. وذكر الطياران اللذان كانا يقودان مقاتلتي «الاف - 16» اللتين ارسلتا لمرافقة الطائرة بعد فقدان الاتصال بها انهما شاهدا قبيل سقوطها «مساعد الطيار منحنيا الى الامام وربما فاقداً الوعي والطيار غائباً عن مكانه» بينما كانت اقنعة الاكسجين مشغلة في القمرة. وتحطمت الطائرة التابعة لشركة هليوس القبرصية في منطقة جبلية وقتل جميع من كانوا على متنها ويبلغ عددهم 121 شخصا بينهم 48 طفلاً بعد أن أبلغ قائد الطائرة مهندسي المراقبة الجوية بأن الطائرة تعاني من مشاكل في نظام تكييف الهواء. وفقدت الطائرة بوينغ 737 التي كانت تقل على متنها 115 راكبا وطاقما من ستة أفراد الاتصال ببرج المراقبة الجوية وتحطمت بعد دقائق من انقطاع الاتصال. وكانت الطائرة في طريقها إلى العاصمة التشيكية براغ بعد توقفها في أثينا. ووقع الحادث على بعد 40 كيلومترا شمال مدينة أثينا. وبينما بدأ أقارب الضحايا في التوافد على أثينا امس واصلت السلطات اليونانية البحث في أسباب وقوع الحادث وتحديد ما إذا كان السبب في وقوعه مشكلة في الضغط بقمرة القيادة أم النقص في إمداد الاكسجين وهو ما أعلنته وزارة الدفاع اليونانية. وكانت السلطات أرسلت مقاتلتين من طراز إف-16 لتعقب الطائرة بعد انقطاع الاتصال بينها وبين برج المراقبة في مطار أثينا الدولي بمجرد دخولها مجال اليونان الجوي فوق بحر إيجه بعد 23 دقيقة تقريبا من إقلاعها. وقال جيورجوس ديميتريو المتحدث باسم شركة هليوس للصحفيين في مطار أثينا إن فرق الانقاذ في مكان الحادث قالت إنه لا توجد علامات على وجود أحياء. وكان أغلبية الركاب من القبارصة اليونانيين بينهم 48 من صغار السن متوجهين في رحلة إلى براغ. ووصف المسئولون الحادث بأنه الاسوأ من نوعه في تاريخ اليونان. ولم يتضح سبب الحادث لكن المسئولين يشكون في أنه يرجع إلى مشكلة فنية ربما بسبب انخفاض الضغط الجوي وأنه ليس عملا «إرهابيا». وقال ماريوس كورويان المتحدث باسم الرئيس تاسوس بابادوبولوس «المؤشرات الاولية في قبرص واليونان توضح أن الحادث ليس عملا (إرهابيا).» وأضاف «يبدو أن الطائرة كانت تعمل بالطيار الالي عندما تحطمت». وبدأت قبرص امس فترة حداد من ثلاثة ايام اثر مقتل ركاب وافراد طاقم طائرة «هيليوس» القبرصية. ونكست الاعلام على المباني الرسمية خلال فترة الحداد التي تأتي خلال الموسم السياحي. ويفترض ان يصل اقارب الضحايا الى اليونان للتعرف على الجثث التي كانت اغلبيتها متفحمة بحسب المعلومات الاولية الواردة من اثينا. واعلنت السلطات اليونانية امس انه عثر على 119 جثة من جثث ركاب وافراد طاقم الطائرة القبرصية ال121 بينهم 21 طفلا وعلى الصندوق الاسود الثاني. وقال رئيس لجنة التحقيق في الطيران المدني اكريفوس تسولاكيس انه عثر على الصندوق الاسود الثاني الذي يتضمن التسجيلات الصوتية وسير رحلة الطائرة القبرصية المنكوبة وانها «في حالة سيئة جدا». واضاف «لا اعرف ما اذا سنتمكن من استخدامها» مشيرا الى انه سيتم ارسال الصندوقين الى باريس لتحليلهما بموجب اتفاق فرنسي يوناني. وصاح احد اقرباء الضحايا في وجه المسؤولين عن شركة هيليوس في لارنكا (جنوب) «سفاحون! لقد قتلوا اولادي». وكانت الرحلة رقم 552 اقلعت الاحد في الساعة 9,00 بالتوقيت المحلي (6,00 تغ) من مطار لارنكا متوجهة الى براغ. وتوسل اخر «اعيدوا الي اولادي». وتجمع نحو 300 شخص في مطعم المطار الاحد وانتظروا لاكثر من ست ساعات قبل تلقي المعلومات الاولية بشأن حادث التحطم. ونقل عدد منهم الى سيارات الاسعاف التي كانت متوقفة خارج المطار بعد اصابتهم بالاغماء وعوارض صحية. وقال البعض الى المسؤولين عن الشركة «ابلغونا ما اذا قضى اقاربنا. نريد الاسماء لقد انتظرنا ما يكفي». ومن جانبه قال برودروموس برودرومو «اننا ننتظر انباء بفارغ الصبر ولا احد يبلغنا باي شيء» الذي تخوف من ان يكون احد اقاربه من افراد الطاقم. واعرب الرئيس القبرصي تاسوس بابادوبولوس الذي قطع عطلته وشكل خلية ازمة مع المسؤولين في المطار عن «صدمته العميقة» و«حزنه الكبير» لهذه الكارثة. وقال في بيان «في هذه الاوقات العصيبة اريد ان اؤكد للاهالي باننا سنقوم بكل ما في وسعنا لمساعدتهم». وقد اتصل الزعيم القبرصي التركي محمد علي طلعت هاتفيا بالرئيس القبرصي اليوناني تاسوس بابادوبولوس ليقدم التعازي بضحايا الكارثة.وقال بيان للحكومة القبرصية ان طياراً المانياً وأسرة ارمنية من أربعة افراد كانوا الاجانب الوحيدين من بين 121 قتلوا في حادث تحطم طائرة الركاب القبرصية. وقال بيان الحكومة القبرصية معلنا عن القائمة الرسمية لحادث تحطم الطائرة القبرصية في اليونان ان من بين القتلى 12 يونانياً و104 قبارصة.