إذا كنا نضحي بخروف أو اكثر ونقول عنها أضحية أو أضاحي، وهي تتميز عن أي خراف أو ماشية تذبح لوجه الله في غير أيام عيد الأضحى. في بعض البلدان العربية يسمى (خروف العيد) وقد تطلق النكت الكثيرة على ذلك، وتتفنن وكانت مجلتا صباح الخير وروز اليوسف من أكثر المجلات حضورا للنكت على خروف العيد، وقد تلحقها على استحياء مجلتا المصور وآخر ساعة.. ولا أتذكر ان صحف ومجلات العراق والشام ممن يتبارى بذلك.. ولكن الآن مع التويتر كثرت النكت عن خروف العيد. مما أذكره أن الجزارين لا يجدون لهم سوقا، حتى سابع أو ثامن أيام العيد لأن الغني قد ذبح والفقير قد أخذ حقه من ثلث الأضحية.. على مبدأ (ثلث للدار وثلث للجار وثلث للدوار) أي الذي يطلب ولكنها تصل لمن لا يطلب أيضا.. هذه الأيام ظهرت تسعيرة تداولها الناس عن الأضاحي وكان أغلاها الخروف النجدي، حيث لحمه اللذيذ وحجمه الكبير أيضا، وقد يكون تربى في مراع نقية.. وقد يكون لعوامل جينية لا أستطيع البت فيها، إنما هذه التسمية أوجدت نوعا من السخرية اللطيفة حول هذا الخروف، وهي سخرية لا تمس أهل نجد بشيء إلا إذا كان المعني بها ان نجد تحوي مراعي خضراء، فالأمر لم يعد كذلك فالرعاة الآن من مختلف بلدان العالم الفقيرة، وإلا لكان أجمل وأطعم الخراف هي النيوزلندية، حيث المراعي طوال العام وحيث الرعاة راعيات بمنتهى الجمال.. الاسم ليس له علاقة إلا بالمكان ليس إلا، فقد عُرفت الديكة الرومية، ربما أول ما ربيت في روما أو هجنت هناك.. ولكن في الغرب عموما يطلق عليها (تُركي) وليس لها علاقة بتركيا، قد يكون أطلق الغرب عليها ذلك نكاية بتركيا التي أوجعهم احتلالها، كما أوجع احتلال الأوروبيين للكثير من دول العالم ولأفريقيا خاصة.. ويأكلون الديك الرومي عادة في عيد ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام.. إذا كانت الأضحية تقترن لدينا بالفداء، كما فدى سيدنا إبراهيم إسماعيل بكبش عظيم، من رب العالمين.. فلم أجد سببا يدعو الغرب عموما للعيد بالديك الرومي. على كل اتذكر أننا كنا نسميه، ديك خيبر، وربما عرفته الجزيرة العربية قبل الأوروبيين. أخيرا مما أذكره مقابلة مع نجمة السينما قديما مريم فخر الدين هذه المقابلة كانت مليئة بأشياء تتحدث عنها النجمة تجعل البسمة لا تغادر شفاه المتلقي، النجمة كانت متزوجة من المخرج محمود ذو الفقار ومنه انجبت ابنتها (إيمان)، قالت ان جارها المخرج يوسف شاهين. أحضرت ابنتها خروفا أضحية على روح والدها، لكن الخروف أزعج يوسف شاهين كثيرا وكاد يحطم بابهم غضبا، فقالت له مريم: (ياسيدي الخروف عندك سكته كما تشاء). يوسف شاهين قام بسقاية الخروف المسكين شراباً، فجن جنون الخروف أكثر، وجن جنون مريم فخر الدين أيضا وأبنائها، فقالت لها ابنتها (أحسن شيء نحمم الخروف وننشفه قبل الذبح..) أتذكر مريم فخر الدين قالت (ان ابنتها متدينة وتعرف ربنا وقارية القرآن كويس).. وتم تحميم الخروف المسكين، وتنشيفه وإعداده للذبح.. ولعل هذه اكبر نكتة ممكن أن تحدث على الواقع. الحديث كثير عن الأضحية و(خروف العيد) وقد يأخذنا للتحول لمنعطف آخر لا أريد أن أصل له، ولكني أتمنى أن يقيم المسلمون هذه الشعيرة الجميلة كل عام وهم في أمن يتيح لهم رفع أوطانهم عاليا عبر الانتاج والابداع والتطوير العام.. تطوع صوم يوم الوقفة لغير الحاج، الذي يصادف اليوم، وذبح الأضاحي غداة يوم العيد. يارب العالمين تعود أعوام على المسلمين، يجف دمهم ولا يسري إلا في العروق، والفداء يكون بالأضاحي لا بالبشر، ويكون اتجاه البوصلة عاد لوضعه صحيحا.. وكل عام وانتم بخير وسلامة.