عقد وزراء الإعلام في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية امس اجتماعهم ال (21) في مملكة البحرين، برئاسة معالي وزيرة الدولة لشؤون الإعلام المتحدث الرسمي باسم حكومة مملكة البحرين، الأستاذة سميرة بنت إبراهيم بن رجب. ويرأس وفد المملكة إلى الاجتماع معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة. وفي بداية الاجتماع ألقت معالي وزيرة الدولة لشؤون الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة كلمة رحبت فيها بوزراء إعلام دول مجلس التعاون والوفود الخليجية الإعلامية المشاركة، مؤكدة عمق العلاقات الأخوية التي تربط بين دول مجلس التعاون الخليجي كافة في مختلف المجالات، وخاصة الإعلامية منها. وأكدت أهمية توقيت الاجتماع الحادي والعشرين لوزراء الإعلام بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، خاصة في الفترة التي نعيشها والظروف الدولية التي يمر بها العالم. وأوضحت أن التغيرات والتطورات الدولية التي تشهدها المنطقة والعالم تحتم على دول مجلس التعاون التركيز على تطوير الأجهزة الإعلامية، وبلورة خطط مشتركة لجعل الإعلام على قمة أولويات العمل السياسي بشكل عام. الغساني: الواقع الاتصالي المتسارع يفرض على دول الخليج تطوير العمل الإعلامي المشترك ثم ألقى الأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية بالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي خالد الغساني كلمة نيابة عن معالي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني، قال فيها: "يشرفني ونحن نعقد اجتماعنا الحادي والعشرين لوزراء الإعلام بدول المجلس أن أرفع أسمى آيات الشكر والتقدير إلى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، لما تقدمه مملكة البحرين من دعم ومساندة لمسيرة المجلس المباركة". كما شكر معالي وزيرة الدولة لشؤون الإعلام بمملكة البحرين الأستاذة سميرة بنت إبراهيم بن رجب، لما وفرته الوزارة من أسباب لنجاح أعمال هذا الاجتماع المبارك بإذن الله تعالى. ورحب بمعالي الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب بدولة الكويت الذي يشارك اجتماعات وزراء الإعلام بصفته وزيراً للإعلام. وأضاف الأمين العام المساعد قائلاً: "لا تكاد تمر مناسبة إعلامية دون الحديث عن التطورات المتلاحقة في عالم الاتصال وسبل استثمارها من جهة، ودرء تأثيراتها السلبية على الهوية الوطنية من جهة أخرى، وحديث مثلي عن الإعلام ودوره المؤثر وأنا بين قادة الإعلام كمن يجلب التمر إلى هجر، ولكن اسمحوا لي أن أشير إلى حقيقة ربما غائبة للأسف الشديد عن كثير من وسائل الإعلام اليوم ووسط هذا الزخم المتلاحق واللا متناهي، والذي لا نكاد نمسك بطرفه حتى تتوالى أطراف أخرى، وهي أن التأثير الحقيقي للإعلام إنما يكمن في التزامه بأخلاقيات المهنة ويعرض الحقائق كما هي، لأن الحق في ذاته قوة قادرة على الإقناع، بينما الواقع يؤكد براعة العديد من وسائل الإعلام في صرف الأنظار عن المشكلات الحقيقية التي تواجه الناس والتركيز على قضايا تساهم في طمس الهويات الوطنية والحقائق واختلاق أسباب الفرقة والتنازع". وأضاف "إن قضية الهوية والمواطنة، كانت ومازالت محل اهتمام وازدحمت المكتبة العربية بالطروحات النظرية وتعددت الندوات والمؤتمرات والمحاضرات التي تتناول هذا الموضوع المهم من جوانب مختلفة، ونحن في الأمانة العامة وبتوجيه من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس نولي عناية خاصة بالهوية ومكتسبات المواطنة الخليجية التي حققتها مسيرة المجلس، ونرى أن العناية بها يتطلب تفعيل هذه المكتسبات بوصفها تمثل حجر الزاوية لإنجازات مجلس التعاون، التي تلامس اهتمامات المواطن والمقيم في الدول الأعضاء، ونتطلع لأن يكون لوسائل ووسائط الإعلام والاتصال بدول المجلس بكل أشكالها دور رائد في ترسيخ المواطنة الخليجية". وقال الغساني: "إن اجتماعنا اليوم في مملكة البحرين الذي يأتي في سياق الاجتماعات الدورية لوزراء الإعلام يمكن لنا اعتباره استثنائياً لطبيعة الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، فبعد مرور ما يقارب ثلاثة أعوام على إقرار إستراتيجية العمل الإعلامي المشترك لدول المجلس (قمة ابوظبي 2010م) معروض على اجتماعكم نتائج دراسة علمية قامت بها الأمانة العامة مع احد بيوت الخبرة تنفيذاً لقرار المجلس الأعلى في لقائه التشاوري الثالث عشر (2011) بشأن ضرورة دعم الجهاز الإعلامي لمجلس التعاون وتفعيل الدور الإعلامي للمجلس". مبيناً أن أهمية هذه الدراسة تنبع من كونها جاءت تلبية لاحتياجات استشعرها الجميع وفي مقدمتهم القادة حفظهم الله، بأهمية توفير الإمكانات البشرية والمادية ليتمكن الإعلام في الأمانة العامة من القيام بالمهام الموكلة إليه التي أبرزتها بوضوح الإستراتيجية الإعلامية الموحدة". وأشار خالد الغساني إلى أن الواقع الاتصالي المتسارع يفرض علينا تطوير منظومة عملنا الإعلامي المشترك، ليكون قادراً على التعامل بإيجابية مع الانفتاح الإعلامي، وذلك باستثمار ما نملكه من مقومات، وطاقات ومؤسسات مشتركة، لتوفير المنتج الإعلامي الملتزم والمشوق، القادر على المنافسة، وتلبية الاحتياجات المعرفية والنفسية، خصوصاً لفئة الشباب الذين هم عماد مستقبلنا، ومرتكز اهتمامنا، كما أن التصدي للحملات الإعلامية التي تعمل على تشويه الحقائق ومغالطة الواقع مسؤولية لا يمكن مجابهتها إلا بمزيد من الجهد في إبراز الحق كما هو ليدحض الباطل إن الباطل كان زهوقا". وتابع قائلاً: "إنه بالأمس احتفلت الساحة الإعلامية بدول المجلس بافتتاح أعمال الملتقى الإعلامي الخليجي الأول، الذي نظمته هيئة شؤون الإعلام بمملكة البحرين، تنفيذاً لقرار اجتماعكم (العشرين)، وفي الوقت الذي نشيد فيه بالجهود المتميزة للهيئة والعاملين بها وللمشاركين في الملتقى كافة، فإننا نتطلع لأن يمثل هذا المنتدى مناسبة لإثراء مسيرة العمل الإعلامي المشترك بين الدول الأعضاء وتعزيز التعاون وفرص الوحدة بين دوله في المجالات الإعلامية". وتم خلال الاجتماع الموافقة والمباركة من قبل أصحاب المعالي والسعادة وزراء الإعلام بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لإطلاق إذاعة "هنا الخليج العربي" من مملكة البحرين، وهو المقترح الذي تقدمت به هيئة شؤون الإعلام في مملكة البحرين. كما تناول الاجتماع عدداً من المواضيع التي تدعم مسيرة العمل الإعلامي المشترك بين دول مجلس التعاون ومن أبرزها تعزيز وتعميق الهوية الخليجية ودعم ترابط المجتمع وأمنه واستقراره من خلال ورقة عمل مقدمه من الأمانة العامة كإطار عام يمكن ترجمته إلى برامج ومشاريع قابلة للتنفيذ لتصبح الحقوق والواجبات واضحة لكل مواطن في أي دولة من الدول الأعضاء. وناقش الوزراء كذلك نتائج دراسة تفعيل الإعلام بمجلس التعاون لدول الخليج العربي تنفيذاً لقرار المجلس الأعلى في لقائه التشاوري الثالث عشر (مايو 2011)، كما استعرضوا توصيات اللجان الإعلامية التي عقدت خلال هذا العام واتخذوا القرارات المناسبة بشأنها. وزيرة الإعلام البحرينية سميرة رجب خلال ترؤسها الاجتماع (واس) وزراء الإعلام بدول مجلس التعاون في لقطة تذكارية (واس)