أدى القائد سلفا كير ميارديت رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان نهار أمس الخميس بالقصر الجمهوري بالخرطوم وأمام السيد رئيس الجمهورية عمر البشير وعدد من المسؤولين السودانيين والسفراء المعتمدين لدى السودان، أدى اليمين الدستورية نائبا أول للرئيس السوداني ورئيساً لحكومة جنوب السودان خلفا للراحل الدكتور جون قرنق الذي توفي مطلع الاسبوع الماضي اثر تحطم الطائرة الرئاسية اليوغندية التي كانت تقله من يوغندا إلى منطقة نيو سايت بجنوب السودان.. وكان سلفا كير تعهد فور وصوله لمطار الخرطوم مساء أمس الأول الاربعاء، تعهد بالاستمرار في تنفيذ اتفاق السلام الذي تحقق بالبلاد رغم الحادث المؤسف الذي راح ضحيته د. جون قرنق. وأعرب في تصريح صحافي بالمطار عن سعادته بالتحدث للشعب السوداني بعد غيبة طويلة عن الخرطوم امتدت لاثنين وعشرين عاما. ودعا سلفا كير الشعب السوداني والجنوبيين وكل القادمين من المناطق المهمشة للتحلى بالهدوء، وشدد على ضرورة عدم تكرار الحوادث التي شهدتها البلاد الاسبوع الماضي عقب اعلان وفاة جون قرنق، وكان نائب الرئيس علي عثمان محمد طه في مقدمة مستقبلي سلفا كير بمطار الخرطوم بجانب وفد مقدمة الحركة الشعبية والذي ضم باقان اموم ودينق الور، د. منصور خالد. ود. سامسون كواجي، وقد حط وفد المقدمة بمطار الخرطوم على متن طائرة البوينغ (737) التابعة للأمم المتحدة قبل وصول طائرة سلفا كير الرئاسية ماركة (انتنوف) بربع ساعة، وسجلت الأحزاب السياسية وقيادات التجمع المعارض حضورا مميزا في استقبال سلفا كير بجانب قيادات قوات دفاع جنوب السودان بقيادة اللواء فاولينو ماتيب الذي كان وقوفا على يمين سلفا كير اثناء التصريحات الصحافية بالمطار. وفي مساء ذات اليوم التقى الرئيس البشير ببيت الضيافة القائد سلفا كير، وقال وزير الإعلام المكلف عبدالباسط سبدرات عقب اللقاء ان رئيس الجمهورية جدد استعداده للتعاون الكامل مع النائب الأول للمضي قدما نحو انفاذ اتفاق السلام وبرنامج الشراكة السياسية الذي بدأه فقيد البلاد الراحل د. جون قرنق. وقال سبدرات ان سلفاكير أمن خلال اللقاء على ضرورة تنفيذ اتفاقية السلام، مبينا انه سيكمل الخطى التي بدأها الراحل قرنق. ويعقد مجلس الوزراء صباح السبت جلسة استثنائية احتفالية برئاسة الرئيس عمر البشير وبحضور نائبه الأول سلفاكير. وقال مصدر مسؤول ان تقديم موعد جلسة مجلس الوزراء من الأحد إلى السبت يهدف إلى تمكين سلفاكير من العودة إلى مدينة جوبا صباح الأحد لمباشرة مهامه هناك. من جهة أخرى أعلنت الأممالمتحدة عن تأجيل جولة مفاوضات أبوجا بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور الى موعد لم يتم تحديده، وتوقعت أن تستأنف الجولة السادسة للمفاوضات في شهر أكتوبر المقبل، وقالت راضية عاشوري المتحدثة الرسمية للأمم المتحدةبالخرطوم في المؤتمر الصحافي الاسبوعي للبعثة ان سالم أحمد سالم الوسيط الافريقي لمفاوضات دارفور قرر تأجيل بداية الجولة السادسة في أبوجا استجابة لطلب من (حركة تحرير السودان) وأكدت عاشوري ان اسباب تأجيل الجولة ليست لها علاقة بوفاة قرنق، بل بأمور داخلية في (حركة تحرير السودان) وتوقعت عاشوري ألا تتأخر جولة المفاوضات أكثر من شهرين، وعبرت عن أمل الأممالمتحدة في أن تفضي المشاورات بين أطراف النزاع في دارفور بتنزانيا إلى التوافق على أجندة المفاوضات. « في كمبالا (د.ب.أ)، هدَّد الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني بإغلاق صحف محلية اتهمها «بترويج شائعات حول مقتل جون قرنق» الذي لقي حتفه قبل أيام في تحطم مروحيته لدى عودتها من أوغندا للسودان. ونقل راديو (سوا) عن موسيفيني قوله خلال مراسم تأبين سبعة من أفراد طاقم مروحيته الخاصة التي كانت تقل قرنق «إن نشر مثل تلك الشائعات يشكل خطرا على الأمن الاقليمي». ودعا الرئيس الاوغندي الصحافيين إلى «نقل أخبارهم عن المسؤولين في أجهزة الامن». وكانت الصحف الاوغندية أوردت روايات متضاربة من بينها أنه «تم العثور على عدة رصاصات في جثة قرنق عندما تم انتشالها من حطام الطائرة» وقالت صحيفة أخرى إن «رواندا أسقطت الطائرة ظنا منها أن الرئيس موسيفيني كان على متنها». وكان الرئيس السوداني عمر البشير أعلن قبل أيام عن تعيين لجنة للتحقيق في مقتل قرنق وطلبت الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الغربية المشاركة في التحقيق.