أكدت روسيا أمس أنها مقتنعة بأن الولاياتالمتحدة ستلتزم باتفاق جنيف حول ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية، لكنها حذرت من ان اي مشروع قرار في مجلس الامن يتضمن تهديدات ضد سوريا يمكن ان يفشل المحادثات. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امام الصحافيين "انا اكيد انه رغم كل التصريحات الصادرة عن بعض العواصم الاوروبية، فان الجانب الاميركي سيلتزم بدقة بما اتفق عليه"، مضيفا ان التلويح بتهديدات يمكن ان "يفشل" عملية المحادثات حول سوريا. وقال لافروف إن الوقت حان ليس لإقناع المعارضة السورية بضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات، بل لإرغامها على ذلك، مشدداً على أن استخدام البند السابع غير مطروح حتى الآن في سوريا. ونقلت وسائل إعلام روسية، عن لافروف، قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي في موسكو، إن "شركاءنا يعتقدون أنه حان الوقت لبدء مناقشة موعد (مؤتمر جنيف 2) ونحن مستعدون لبدء العمل حتى غدا، والحكومة السورية قد وافقت على إرسال وفدها منذ زمن بعيد". وأضاف لافروف أن "الوقت قد حان لإجبار المعارضة السورية على المشاركة في جنيف 2". وأكد على أن موسكو مستعدة لاستضافة زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض، وقال "لا نتحدث فقط عن ضرورة قبول المعارضة المبادرة الروسية - الأميركية حول عقد المؤتمر، بل إننا نتعاون مع المعارضة واستضفنا زعماء كافة الجماعات المعارضة عمليا باستثناء الإئتلاف الوطني الذي تلقى دعوة بهذا الشأن". وذكر الوزير الروسي أنه يجب إجراء الحوار مع الجميع، مشيرا إلى أن مفتاح النجاح في كل أزمة أو مأزق يتمثل في إشراك الأطراف وليس إبعادها. وعما تم التوصل إليه في خلال الاجتماعات التي جمعته مع نظيره الأميركي جون كيري في جنيف قبل أيام وتمخّض عنها اتفاق روسي - أميركي حول الكيميائي السوري، قال لافروف إن "البعض لم يستوعب ما توصلنا إليه مع كيري والبند السابع غير مطروح الآن". وبدوره جدد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي ترحيبه بعقد مؤتمر جنيف2 لتسوية الأزمة السورية عبر الحوار، معبراً عن أمله بإشراك جميع الأطراف المعنية بها. وأكد فهمي على أن بلاده ستعمل مع جميع الأطراف الإقليمية لمساعدتها باتخاذ موقف فعال تجاه عقد مؤتمر جنيف2، مشيرا إلى أن القاهرة "سترحب بممثلي الإئتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة وغيرهم من أعضاء المعارضة وكذلك بممثلي السلطات السورية "، وإلا فإن المسألة السورية لن تحل. وفي السياق ذاته، رحب الوزير المصري باتفاق لافروف وكيري وضع السلاح الكيميائي السوري تحت رقابة دولية، وأعرب عن امتنانه للدبلوماسيين الروس على الجهود التي يبذلونها لتسوية الأزمة السورية، داعياً إلى جعل منطقة الشرق الأوسط برمتها منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. وكان وزير الخارجية الروسي عبّر في مستهل لقائه بنظيره المصري في موسكو عن اهتمام روسيا بتحقيق استقرار الوضع في مصر إلى أقصى حد ممكن، وإلى مواصلة العملية السياسية فيها، لكي تتمكن مصر من تقرير مصيرها بنفسها من دون تدخل خارجي. واكد لافروف على اهتمام موسكو أيضاً بأداء مصر دورا مهما في العالم العربي، وضمانها تطبيق جامعة الدول العربية منهجاً متوازناً تجاه الأحداث في المنطقة. وبدوره، شكر فهمي نظيره الروسي على موقف موسكو الواضح والمنطقي من أحداث مصر والمنطقة، مشيرا إلى أن زيارته إلى موسكو هي الأولى خارج العالم العربي.