اكد ناصر القدوة ممثل فلسطين في الأممالمتحدة ان السجل الذي كلف امين عام المتحدة كوفي عنان بشأن الجدار لا يتعلق بأي تعويض، وانما هدفه حصر الأضرار التي لحقت بالفلسطينيين افرادا ومؤسسات جراء الجدار العنصري الذي تبنيه (اسرائيل) على حساب الأرض الفلسطينية. وقال القدوة خلال مؤتمر صحافي في رام الله ، ان الجمعية العامة للأمم المتحدة كلفت عنان اعداد هذا السجل، وذلك في اطار القرارات التي اتخذت بخصوص الجدار بما في ذلك الفتوى القانونية الصادرة عن المحكمة الدولية في لاهاي. وانتقد القدوة الأداء الفلسطيني الرسمي وغير الرسمي في ما يتعلق بمواجهة الجدار العنصري: وقال اذا اعتبرنا ان قضية الجدار هي مسألة حياة أو موت فان الطريقة التي يجب ان نجابه بها يجب ان تكون مغايرة لما حدث في الفترة الماضية. وقال ان هناك تقصيراً من كافة الأطراف بما في ذلك القيادة والمجلس التشريعي والأحزاب السياسية والمؤسسات الأهلية، مؤكدا اهمية ان يكون هناك موقف فلسطيني واضح ازاء الجدار قبل ان نطلب من المجتمع الدولي تقديم العون على هذا الصعيد. معركة الجدار حتى اللحظة تنحصر بين اروقة الأممالمتحدة ومحكمة لاهاي. واضاف: لا بد من ان ينخرط الشعب والسلطة في هذه المعركة وبشكل يومي ودؤوب، ويجب ان يبادر المجلس التشريعي الى سن قوانين تحرم العمل في الجدار او التعاطي مع منتجات المستعمرات، وان تعلن القيادة للعالم بوضوح ان الجدار وخريطة الطريق لا يستقيمان لأنه يلغي خيار الدولتين ويلغي اساس التسوية، واذا ما طلب العودة لأي مفاوضات على اساس خريطة الطريق يجب ان يكون ذلك مشروطا بوقف الجدار. وتابع: الجدار هش وبالإمكان مواجهته اذا اردنا، لأننا من الناحية العملية استطعنا الغاء الجدار بشكله الأصلي الذي يبتلع 50٪ من الضفة كما الغي الجزء الشرقي وما تبقى هو شكله المعدل الذي يصادر 10٪، وهذا بطبيعة الحال مرفوض ايضا ويجب مواجهته فلسطينيا واذا ابدينا للعالم هذا الرفض فانه سيضطر للوقوف امام مسؤولياته الحقيقية خاصة ان (اسرائيل) ستضطر في النهاية للخضوع للإرداة الدولية. ودعا القدوة الى العمل مع القطاعات الشعبية العريضة خاصة طلبة المدارس والجامعات لتوعيتها بالقوانين الدولية والفتوى القانونية الصادرة عن لاهاي، حتى يكون انخراطا من قبل الجميع في هذه المجابهة، بدل ان نتذكر الجدار في المناسبات كما هو حاصل حتى الآن. واضاف: الجمعية العمومية ومحكمة لاهاي اعطتنا الأسس اللازمة للمواجهة غير انها ليست جهة تنفيذية ويجب على الفلسطينيين ان يعملوا كل من طرفه لعمل اوسع تحرك دولي ضاغط ضد الجدار وضد الاستيطان والمستعمرين، ويجب ان يكون هناك تركيز من جانبنا على اهمية اتخاذ اجراءات عقابية ضد المستعمرات وضد كل من يساهم يتعامل مع منتجاتها وكل من يساهم في بناء الجدار واعتباره شريكا في مخالفة القانون الدولي. وردا على سؤال بخصوص البوابات والمعابر في الجدار التي طلبت (اسرائيل) من الولاياتالمتحدة تمويلها، قال القدوة: مثل هذا الامر لا يجوز والمحكمة الدولية كانت واضحة ولم تطالب فقط (اسرائيل) كقوة احتلال بوقف العمل بل طالبت الدول الاعضاء باحترام التزاماتها وفق اتفاقية جنيف الرابعة وموقف المحكمة وبعدم الاعتراف بالامر الواقع الناجم عن الجدار وعدم تسهيل اقامته باي شكل من الاشكال. كما طلبت باتخاذ الاجراءات اللازمة لانهاء الوضع الناجم عن الجدار. وردا على سؤال آخر حول ما يشاع بشان نيته مغادرة الاممالمتحدة وتكليفة بوزارة الخارجية في الحكومة الفلسطينية القادمة، اكد القدوة انه لاسباب عائلية سوف يغادر العمل في الاممالمتحدة، ويعود الى الوطن في موعد اقصاه الصيف القادم. واضاف: اما المنصب الوزاري فلم يعرض علي حتى اللحظة ، واذا ما عرض فانني ساعطي رأيي ولكن عبر وسائل الاعلام، لان الانخراط في الحركة السياسية عن قرب امر في غاية الاهمية، مشيرا الى مثل هذه القرارات تتخذ في الاطر التنظيمية وليس بشكل شخصي. وفيما يتعلق بالتقرير الطبي للرئيس الراحل ياسر عرفات، قال القدوة ان اللجنة المكلفة به تواصل عملها، ويبقى ان يجري تشكيل لجنة عليا من اجل التعامل بكل ما يخص الرئيس عرفات وبضمنها التقرير وامور اخرى مثل المتحف الذي يخلده وغير ذلك.