نشعر باللوعة والحزن والاسى لفقدان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد طيب الله ثراه ولكن ما يعزينا في هذا المصاب الجلل إلا الانتقال السلس والانسيابية للسلطة باختيار الاسرة المالكة الكريمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ملكاً للبلاد واختيار ولي عهده الأمير سلطان حفظهما الله. عندما نتحدث عن صفات قائد الامة العربية والاسلامية الملك فهد فقد كان قائداً محنكاً، وملك ذو فكر نير ونظرة صائبة وثاقبة للمستقبل مرت على العالم العربي والخليجي ازمات مثل حرب الخليج الاولى والثانية واحتلال الكويت والخلافات العربية ولكنه رحمه الله وجه هذه البلاد بحنكة وحكمة عظيمتين عبر حقبة زمنية صعبة حتى وصلت المملكة لهذا المستوى العالمي المشرف. خادم الحرمين الشريفين الملك فهد كان أول وزير للمعارف وأسس التعليم المتطور والجامعات فكان رجلاً محباً للعلم والمتعلمين تم بناء عدد كبير من المدارس الحديثة وتأسيس الجامعات والكليات في مختلف التخصصات في مناطق المملكة. كما تطورت الخدمات الصحية والمستشفيات المتخصصة ومراكز الرعاية الاولية في كافة الاحياء والمدن حتى ان هناك فرقاً طبية متنقلة في براري المملكة. تم ربط المملكة بشبكة من الطرق المتطورة والموانئ والمطارات ووسائل الاتصالات وتطورت الصناعة والتجارة واصبحت المملكة من الدول الاولى عربياً في مجال تصدير المنتجات غير البترولية بالاضافة الى التطور الذي شهدته الزراعة وابحاث المياه. وفي عهده رحمه الله تمت اكبر توسعة للحرمين الشريفين وانشاء مطبعة للمصحف الشريف ورقية وسمعية وترجمات وبحوث ودراسات فيما يخدم الدين الاسلامي الحنيف. كما صدر في عهده تنظيمات ادارية مهمة مثل انشاء عدد من الوزارات منها وزارة مستقلة للعمل على صدر عدد من الانظمة مثل نظام الحكم في المملكة ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق وفي عهده ومن فكره النير بالحفاظ على المنطقة بعيداً عن الاحداث الخطيرة انشئ مجلس التعاون بدول الخليج العربية وكانت المملكة دائماً قبلة العالم الاسلامي، وملجأ وأماً للدول الاسلامية تمدها بالعون في الازمات والدعم المادي والمعنوي مما جعل الجميع يشعر بفقدان هذا القائد المحنك الفذ والوالد الحكيم والملك الذي يفقده اليوم العالم أجمع ولكن ما نقول في هذا المصاب الجلل إلا ما يقوله المؤمنون إنا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. * وكيل وزارة العمل للشؤون العمالية