لا أحد ينكر الجهود الجبارة والكبيرة التي تبذلها أمانة مدينة الرياض لتجهيز مقار احتفالات عيد الفطر المبارك وإدراج الفعاليات المختلفة، التي يرى البعض أنها متواضعة وتتكرر في كل عام، فأصبحت نسخة للأعوام الماضية، والسبب - كما يقول بعض الزوار - أنها لم تشرك الزوار في تطويرها، ويرون أن الأمانة تخرج علينا في اختتام احتفالات كل عيد بتمجيد ونجاح فعالياتها وأنها حققت المعادلة الصعبة بين التنوع والتجديد، والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان، كيف تحكم الأمانة على نجاح فعالياتها وهي لم تستقص آراء الجمهور والزوار حولها؟. استقصاء الآراء ويرى المواطن فهد المديد أن زوار وسكان العاصمة يتطلعون إلى أن تتعدى برامج احتفالات عيد الفطر المبارك التقليدية وتنافس العواصم الخليجية التي تسعى في كل عام لاجتذاب مواطنينا بالكثير من البرامج العالمية المختلفة والمتنوعة، ولكن هنا في مدينة الرياض يتفاجأ زوار وساكني العاصمة أن البرامج والفعاليات في عيد الفطر المبارك هي تلك التي شاهدناها العام الفائت، مضيفاً ان هناك من لا يستطيع السفر لدول الجوار فلماذا لا ترتقي العاصمة بفعاليات غير تقليدية تتناسب مع تطلعات سكانها وزوارها. وأكد المديد أن الفعاليات لو كانت وفق المطلوب لما وجدنا مئات الآلاف من المواطنين قد حجزوا تذاكرهم ومواقعهم لأيام العيد في بعض الدول الخليجية أو الخارجية، والسبب لأن فعاليات الرياض لم تتعد التقليدية في طرحها وكأن الزوار والسكان لم يزوروا الدول الأخرى التي تتنافس على جذبهم بفعاليات عالمية لم تستطع عاصمتهم توفيرها لهم بالرغم من أن الأمانة قامت بالإعلان عن مئات الفعاليات التقليدية والمكررة التي لم تلامس هموم زوار الرياض وساكنيها. وأوضح أن على الأمانة أن تستفيد من آراء الجمهور ومشاركتهم في مايناسبهم من فعاليات عبر وسائل الاتصال الاجتماعي قبل التخطيط للفعاليات، إضافة إلى دعوتهم لها قبل بدء وأثناء الفعاليات لاستقطاب الزوار. وركز أيضاً على أهمية مشاركة الجهات ذات العلاقة في ذلك وخاصة المرور لضمان عملية تنظيم الحركة المرورية من وإلى الفعاليات لكي نقول أننا استطعنا أن نصنع الفرح لمرتادي الفعاليات والتقليل من سفرهم لدول الجوار وغيرها من المدن التي تتنافس في فعاليات العيد لجذب الجمهور إليها. المهيدب: السعوديون الأكثر طلباً للسفر خارج المملكة خلال إجازة الفطر دمج العوائل والشباب ويؤيده المهندس عبدالله الشقحاء في أن تقوم أمانة منطقة الرياض في نهاية كل احتفالية بتوزيع استبانات لاستقصاء آراء الحضور والأطراف المعنية من خلال نماذج مدروسة تشارك فيها جهات الاختصاص تتضمن الملاحظات والمقترحات، لأنها هي المؤشر الدقيق والحقيقي على نجاح وتميز احتفالات عيد الرياض، ومن ثم تدرس تلك الاستبانات ليتم على ضوئها تطوير تلك الفعاليات للأعوام القادمة، وتقديم أداء متميز يعكس الوجه الحقيقي للعاصمة ويجذب أنظار المحتفلين من مواطنين ومقيمين على كافة مستوياتهم وجنسياتهم، ولتجسد هذه الاحتفالات تاريخنا وثقافتنا بعيداً عن تدخلات بعض القطاعات التي ترى أنها وصية على المجتمع. وأضاف الشقحاء أنه في كل عام نرى اهتمام الأمانة في العوائل، وكأن الشباب بمعزل عن كل مايسهم بالفرح والسرور، وقال كان الأولى أن يتم دمج الجميع في الاحتفال للخروج بمنتج جيد، ويتم معاقبة كل من يسئ الأدب سواء من العوائل أو الشباب، لأن تفريق الفعاليات هذه للعوائل وتلك للشباب يضعفها ويبدد الجهود. كما تناول أهمية تشجيع ذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة في احتفالات العيد، والتأكيد على القطاعات التابعين لها بأن تكون مشاركاتهم على قمة الفعاليات العيدية. ولفت إلى أنه بالإضافة للجهود التي تقوم بها الأمانة نرى أن هناك جهود مكررة تقوم بها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض التي كثفت استعداداتها للاحتفال بعيد الفطر المبارك وإعداد برامجها الخاصة للاحتفال بالعيد لهذا العام، وتساءل: لماذا لا توحد الجهود للخروج بمنتج جيد من الفعاليات يتطلع إليها الجميع. هيئة السياحة أما المواطن خالد المسند فيقترح أن تقوم أمانات المناطق والبلديات بالتعاون مع هيئة السياحة بإضافة مواقع جديدة داخل الأحياء الصغيرة لتحتضن العديد من فعاليات العيد داخل المواقع الأثرية والسياحية، وليكون الجميع قادراً على الحضور، بشرط أن تكون تلك المواقع مهيأة لخدمة معظم أحياء المدن بما يتيح لجميع أبناء المدينة الاستمتاع بها والمشاركة فيها سواء من المواطنين أو المقيمين، وتشجيع الجاليات ليشاركوا في فعالياتها لتضفي تلك المشاركات ثوبا جديدا في احتفالات عيد الفطر، وتساءل عن دور هيئة السياحة الغائب عن الساحة، ولماذا لا يكون لها فعاليات احتفالية معلنة عبر وسائل الإعلام المختلفة؟، ولماذا لاتطلق الهيئة العامة للسياحة والآثار برامج تعريفية بالآثار خلال عيد الفطر المبارك؟. وأضاف المسند أن هيئة السياحة يجب أن يكون لديها عروضاً سياحية داخلية لتحقق دورها المنوط بها من خلال تعزيز التقارب الأسري والاجتماعي، إلى جانب غرس مفهوم السياحة الداخلية وتشجيع المواطنين والمقيمين على الاستفادة والاستمتاع بما تتميز به المملكة من مواقع أثرية تنافس العديد من الدول التي تشتهر بالمناطق السياحية، فلدينا ولله الحمد تنوع فريد في آثارنا الصحراوية والبحرية التي تناسب كافة توجهات المجتمع السعودي والمقيمين معنا، ومن هذا المنبر أطالب هيئة السياحة بتواجدها في فعاليات العيد وألا تكون غائبة، وإبراز ما نتميز به من مواقع أثرية تنافس دول العالم. العيد بالخارج وما يؤكد أن سكان وزوار العاصمة الرياض لم يرضوا كمال الرضا عن ماتقدمه أمانات المناطق والبلديات في المحافظات عن الفعاليات المقدمة والتي تعد مكررة ونسخة من الأعوام السابقة، حجم الحجوزات للمغادرين إلى دبي وتركيا وماليزيا وغيرها من الدول التي استطاعت أن تستفيد من نقاط الضعف التي وقعت فيها اللجان المنظمة لاحتفالات الأعياد لدينا، مما جعل مكاتب السفريات في جميع أرجاء المملكة تشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين للسفر لقضاء إجازة عيد الفطر المبارك في عدد من الدول، وتشهد تلك المكاتب ضغوطاً كبيرة من قبل الشباب والأسر لتوفير حجوزات السفر للخارج أثناء إجازة العيد. وبدأت البنوك تلعب على وتر السفر للخارج وخصوصاً في الأعياد فقامت بالترويج لحملات تسويقية باسم "استمتع بإجازتك واربح"، حيث تشمل عروضاً مميزة للفوز بجوائز قيمة، عند استخدام العميل بطاقة الصراف لسحب النقد أو لتسديد قيمة مشتريات العميل خارج المملكة، وهذا دليل ملموس على حجم سفر السعوديين في العيد ليشهدوا فعاليات الدول الأخرى، وهجر فعاليات بعض مناطقهم ومحافظاتهم التي لا ترقى لحس المواطن الذي بمقدوره السفر لأي دولة تحقق له التمتع بإجازة العيد بما لديها من عروض وفعاليات عالمية ترتقي بوعيه وتطلعاته. وذكر رئيس مجموعة الصرح للسفر والسياحة مهيدب المهيدب ل(الرياض): أن العائلات السعودية هي الفئة الأكثر طلباً للسفر خارج المملكة خلال إجازة الفطر. ويؤكد ماقاله المهيدب ما أفادت به مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة التابعة لدائرة السياحة والتسويق التجاري بالامارات أن احتفالية "العيد في دبي" التي تنظمها المؤسسة رفعت حجوزات ونسب الإشغال في الفنادق إلى 100% خلال أيام عيد الفطر السعيد، وأوضحت أن أكثر الجنسيات المتوقع مجيئها إلى دبي خلال عطلة العيد من دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. وأشارت أبرز الدراسات إلى أن القطاع السياحي في الإمارات سيحقق معدلات قياسية في أعداد السياح الخليجيين خلال الفترة الممتدة من عيد الفطر المبارك حتى منتصف شهر سبتمبر المقبل. ويتوقع المتخصصون في القطاع السياحي وصول هذا العدد إلى نحو 2.5 مليون سائح خليجي خلال 45 يوماً خاصة مع إطلاق الكثير من العروض والفعاليات لاستقطاب السياح والزوار. فعاليات موجهة للأطفال أطفال المديد يتطلعون لتطوير فعاليات الأعياد المهيدب الشقحاء المسند