أكد مصدر مقرب من وزارة الدفاع الأمريكية، ان القادة العسكريين الأمريكيين يضعون الآن مخططاً لانسحاب القوات الأمريكية من العراق، بغض النظر عن تطور الأمور، وعن السرعة التي ستنسحب فيها هذه القوات. ويضيف هذا المصدر، انه على الرغم من ان الإدارة الأمريكية، وفي مقدمتها الرئيس جورج بوش، لا زالوا يرفضون وضع برنامج للانسحاب من العراق أو التحدث عن هذه الإمكانية، إلاّ ان الاحتمال الوارد الآن، ان يبدأ هذا الانسحاب في أعقاب الانتخابات الوزارية العراقية القادمة، والتي من المقرر ان تخوضها البلاد في شهر تشرين الثاني/ديسمبر من هذه السنة. والاعتقاد السائد لدى المسؤولين في الإدارة الأمريكية، انه إذا جرى الانسحاب قبل الانتخابات القادمة، فإن ذلك سيسقط كل الإنجازات التي قدمتها الإدارة الأمريكية خلال السنتين ونصف السنة من احتلال العراق، وبالتالي يبدو أنها تخرج مرغمة من بلاد الرافدين. ولهذا السبب فإنها تفضل ان تجري الانتخابات في موعدها أي في شهر كانون الأول/ديسمبر من هذه السنة، وتقوم حكومة عراقية جديدة منتخبة قانونياً. كما أنه حتى ذلك الحين، يأمل الأمريكيون ان تنتهي لجنة الدستور من وضع الدستور الجديد للبلاد. وكان وزير الدفاع الأمريكي، دونالد رامسفيلد، قد صرح في أكثر من مناسبة، وبشكل مباشر عن إمكانية انسحاب القوات الأمريكية من العراق. فقد قال في خطاب ألقاه في مدينة دالس: «.. وعندما يصبح العراق سالماً بأيدي الشعب العراقي، وتكون الحكومة العراقية قد انتخبت حسب الدستور الجديد، عندها يمكن لقواتنا ان تعود إلى بيوتها مع احترام وتكبير، واللذان حصلت عليهما بجهودها قال: رامسفيلد. كما ان موقف رامسفيلد هذا، يعكس مواقف الأكثرية داخل المجتمع الأمريكي. فقد تبين من استطلاعات الرأي العام التي جرت خلال الأشهر والأسابيع القليلة الماضية، ان أغلبية هذا الشعب غير راضية عن الأسلوب الذي يتبعه جورج بوش في العراق، وتطالب بسحب القوات الأمريكية من العراق. وقد سربت وزارة الدفاع الأمريكية هذا الخبر، بعد الضجة التي ظهرت عند الجماهير العريضة، بسبب تزايد أعمال المقاومة العراقية، وسقوط المزيد من القتلى والجرحى الأمريكيين. فحسب المعلومات الرسمية، فإن عدد القوات الأمريكية في العراق إلى 138 ألف جندي، وعدد القتلى قد ارتفع إلى ما فوق 1,800 قتيلاً وأكثر من 13,700 (13,700) جريح.