لم يلفت انتباهي سقوط حكم الإخوان المسلمين في هذا الزمن القياسي حيث بات من المؤكد في حال عدم عزل الجيش للرئيس محمد مرسي الذي رفض أن يتحاور مع الأحزاب السياسية الأخرى ورفض الانتخابات المبكرة أن ينتهي بالإخوان المسلمين بهذا الشكل ولو بعد حين فمؤشرات التنمية الاقتصادية متواضعة ووزن مصر الإستراتيجي في سنة من حكم الإخوان انخفض، بل ما أثار انتباهي البيان الذي أصدره متعاطفون مع الإخوان المسلمين تحت مسمى بيان المثقفين السعوديين وما احتواه من تفاصيل ابتدأت بتسمية عزل الرئيس مرسي بالانقلاب العسكري ثم إدانتهم للعنف والإشادة بالاعتصامات وغيرهما من التفاصيل التي تضمنها البيان. من وجهة نظري لم يكن البيان منصفاً فهو لم يوضح مبررات الجيش في عزل الرئيس مرسي ولم يوضح أن الجيش لم يكن بمقدوره التدخل لولا مباركة الشعب والقيادات الدينية والأزمات الاقتصادية التي ألقت بظلالها على الشعب وبدأت تتفاقم وتكون بشكل أكثر سوءاً، كما أن البيان لم يوضح استياء المجتمع المصري من خطة التمكين التي أطلقها الإخوان المسلمون للسيطرة على مفاصل الدولة إضافة إلى ذلك لم يتحدث البيان عن فساد قيادات من الإخوان المسلمين ولم يتحدث بأن عائلة الرئيس د.محمد مرسي كان لها مقعدان فى السلطة، فزوج شقيقته، وحما ابنته أيضا الدكتور أحمد فهمى بترشيح الجماعة حصل على منصب رئيس مجلس الشورى بفضل صلة المصاهرة. البيان كذلك لم يتحدث عن شراكة سكرتير الرئيس محمد مرسي مع نائب المرشد العام خيرت الشاطر وغيرها الكثير من الممارسات التي لفت إليها الانتباه القيادي السابق المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين ثروت الخرباوي في مقالته المنشورة في جريدة الدستور بتاريخ 30/10/2012م بعنوان "عائلات البيزنس الإخوانية تحكم مصر" وكذلك في كتابه سر المعبد الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين والذي يوضح فيها مخططات الإخوان المسلمين. بعد كل ما ذكر يتبادر سؤال منطقي ماهي دوافع إصدار البيان؟ وهل المهم الآن عودة الرئيس المعزول لتمارس الجماعة مشروعها التوسعي وتدمير الاقتصاد المصري أم تشكيل حكومة كفاءات والسعي لبحث مخرج لأزمات مصر المتعاقبة، بالطبع المطلوب بحث مخرج لأزمات مصر ولن يكون ذلك إلى بوقف العنف والسعي إلى توجيه المجتمع المصري للمستقبل الذي يستحقه مستقبل الإنتاج والإبداع والإبتكار.