ثروت الخرباوي القاهرة (ياسمين صالح وتوم بيري) – رويترز يتناول محام مصري تسبب صوته المعارض في أبعاده من جماعة الإخوان المسلمين ما يصفه بأنه التطرف الخفي للجماعة في كتاب تصدر قائمة المبيعات في القاهرة. ورفض زعماء الجماعة كتاب ثروت الخرباوي “سر المعبد” باعتباره جزءاً من حملة تشويه. لكن نجاحه يشير إلى ارتياب عميق لدى بعض المصريين تجاه جماعة كانت محظورة وانتقلت إلى قلب السلطة منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك وفوز مرشحها بالرئاسة. وفي طبعته الرابعة عشرة منذ نوفمبر يباع الكتاب في المتاجر الأنيقة وعلى أرصفة الشوارع، كاشفاً عن ظمأ للمعرفة بشأن جماعة مازالت أمورها الداخلية سراً بعد شهور من تولي الرئيس محمد مرسي السلطة. وبعد طرده من الجماعة قبل عقد يقول الخرباوي أنه يهدف إلى كشف الدكتاتورية والتطرف داخلها. وفي إطار ذلك ينضم إلى حرب إعلامية تشن لتشكيل الآراء في الساحة السياسية التي تشهد استقطاباً عميقاً في مصر. وعلق مسؤول كبير بجماعة الإخوان المسلمين على مضمون الكتاب قائلاً إنها “مغالطات”. وقال مسؤول آخر إن التعليق على مثل هذا الكتاب سيكون مضيعة للوقت. وقال الخرباوي في مقابلة مع رويترز إنه يريد أن يجعل كل الناس يعرفون الحقيقة بشأن الإخوان المسلمين. ويعتبر الخرباوي أن لطريقة التي أبعد بها من الجماعة دليل على أسلوبها الاستبدادي. وكان قدم إلى “محكمة إخوانية” لنشره ثلاث مقالات تنتقد الجماعة لعدم تحاورها مع أحزاب المعارضة الأخرى، وهو اتهام مازال يوجه للإخوان المسلمين اليوم. وقال إن جماعة الإخوان المسلمين لا تعرف فضيلة الاختلاف في الرأي. وبعدما ظلت مستهدفة على مدى عقود من نظام مستبد مدعوم من الجيش في مصر تعتبر الجماعة مثل هذه الهجمات دعاية يلفقها خصومها الذين يجدون صعوبة في تنظيم أنفسهم وإيجاد مكان لهم في النظام الجديد. لكن حجج الخرباوي تجد صدى لدى المصريين الذين يعتقدون أن جماعة الإخوان المسلمين تهدف إلى تقويض الحريات الجديدة لخدمة أغراضها الخاصة بإنشاء نظام مستبد جديد بصبغة اسلامية وهو رأي تعزز العام الماضي حين وسع مرسي سلطاته بصورة منفردة. وأجرت وسائل الإعلام المصرية المستقلة التي تنتقد الإخوان المسلمين بصورة عامة مقابلات موسعة مع الخرباوي. ويستكشف الكتاب أيديولوجية مرسي والدائرة الضيقة من الزعماء على قمة الجماعة ويقول انهم تأثروا بسيد قطب وهو مفكر متشدد أُعدم عام 1966 لاتهامه بالتآمر لقتل الرئيس المصري حينئذ جمال عبد الناصر. وصاغ قطب وهو زعيم إخواني بعضاً من أكثر الأفكار تشدداً في الإسلام السياسي. ومن بينها أن المجتمعات المسلمة الحديثة تعيش في جاهلية ما قبل الإسلام. ويدعو أكثر كتبه تشدداً، والذي كتبه أثناء وجوده في السجن إلى استخدام العنف لإحداث تغيير. ومعروف عن مرسي دفاعه عن سيد قطب كمفكر “يحرك الوجدان ويمس القلب”. وفي مقطع نشر العام الماضي بموقع يوتيوب على الإنترنت يقول مرسي أثناء استضافته في برنامج تلفزيوني عام 2009 أن قطب “يوجد صورة حقيقية لهذا الإسلام الذي نبحث عنه”. وليس سراً لدى متابعي الإخوان المسلمين أن القيادة الحالية للجماعة متأثرة بشدة بفكر قطب الذي كتب أيضاً عن قضايا أخرى في الإسلام. لكن خليل العناني الخبير في الحركات الاسلامية يقول إن محاولة إعطاء الانطباع أن مرسي قطبي مبالغة. وأضاف أنهم فعلاً متأثرون به من حيث وضوح الأفكار، لكن ليس من حيث الإيمان بالعنف، أو الحكم على الناس بأنهم كفار. وقال أحمد عارف المتحدث باسم الإخوان المسلمين إن الجماعة مثل كل الجماعات لديها لوائح يجب احترامها. وأضاف أنها ليست المرة الأولى التي يترك فيها عضو الجماعة ويعلن رأيه. وقال “الفرق هذه المرة هو وسائل الإعلام”. وساعدت حملة جيدة وقاعدة تأييد شعبي الإخوان المسلمين على اكتساح أول انتخابات برلمانية بعد مبارك في نهاية 2011، لكن المجلس تم حله في يونيو حين اعتبرت أعلى محكمة في مصر أن لوائح الانتخابات غير دستورية. ويعني الشك في أن الإخوان المسلمين يخططون للهيمنة على مصر أن الجماعة قد تجد صعوبة أكبر في كسب الأصوات مع اقتراب انتخابات برلمانية جديدة. وقال العناني إن الجماعة ليست لديها الناس الذين يمكنهم التعبير عن انفسهم بطريقة جيدة وخاصة من يتحدثون للجماهير المصرية. وأضاف أنه توجد فجوة كبيرة من انعدام الثقة. القاهرة (ياسمين صالح وتوم بيري) | رويترز