التلقيح بخلايا السرطان الذاتية.. يعتمد على استعمال بعض الخلايا السرطانية الممزوجة مع الانترفيرون التي تحقن وريدياً بعد القيام باستئصال الكلية الكامل وحصاد الخلايا من السرطان وتركيبها في محلول مع عقار الانترفيرون للقيام بحث الجهاز المناعي على مهاجمة النقائل السرطانية والقضاء عليها. وفي دراسة قام بها الدكتور جوسام وزملاؤه على 558 مريضاً مصابين بسرطان الكلية المتقدم محلياً أو النقيلي عولجوا بهذا اللقاح أو بالمعالجة الكاذبة وتوبعوا لمدة 4,5 سنوات تبين من خلالها تفوق اللقاح في حالات الأورام المتقدمة محلياً. ولا تزال الأبحاث مستمرة عالمياً لاكتشاف لقاح فعال ضد هذا السرطان القاتل بعد انتشاره في الجسم. أما لقاح الصدمات البروتينية الحرارية HEAT SHOCK PROTEINS فإن الصدمات البروتينية الحرارية جزئيات موجودة في كل الخلايا الحية تحميها بعد تعرضها للإصابة وتساعدها على تكوين مناعة ضد أية وطأة تحصل لاحقاً لا سيما أنها تمنع حدوث موت تلك الخلايا المبرمج وقد تلعب دوراً مهماً كمستفدات خاصة بالخلايا السرطانية لتحث الجهاز المناعي بالقضاء عليها خصوصاً عندما تمتزج بالببتيد لتكون لقاحاً فعلاً ينبه الخلايا المناعية على حشد جيوشها لمهاجمتها وبالتالي القضاء عليها وعلى جميع الخلايا السرطانية المشابهة لها لا سيما تلك الصدمات البروتينية تستأصل من خلايا السرطان نفسه بعد استئصاله الجراحي وتتميز بالمستحضرات الخاصة به، وقد تم استعمال هذا اللقاح في الاختبارات الأولية على 61 مريضاً مع نسبة التجاوب في حوالي 35٪ منهم وتجاوب كامل عند مريض واحد استمر على قيد الحياة، بإذن الله لمدة 2,5 سنوات على الأقل. واظهرت النتائج بقاء حوالي 20٪ من المرضى على قيد الحياة لمدة تجاوزت السنتين من ابتداء العلاج مما يشكل نجاحاً جيداً بالنسبة إلى تلك الحالات المستعصية التي تتميز بمعدل فترة الوفيات الذي لا تتعدى 10 أشهر عادة. وتتم الآن عدة دراسات عالمية حول هذا العلاج المبتكر الذي أعطى نتائج مشجعة في الاختبارات الحيوانية على مدى 20 سنة والذي لا يترافق مع مضاعفات جانبية خطيرة وأملنا أن تؤكد تلك الدراسات فعاليته وسلامته للتمكن من استعماله في بعض حالات سرطان الكلية النقيلي الذي لا يتجاوب مع العلاجات المألوفة.