لاشك ان أقدار الله على الإنسان ماضية وسنته في الكون سارية، وهاهي الدنيا تفاجئنا بين فينة واخرى -بتدبير من الحي القيوم - بفواجع مخيفة كفقد عزيز أو حدوث كارثة لانسان تربطك به وشائج محبة وقربي وهنا يتجلي ايمان المؤمن الصابر المحتسب الراغب في ماعند الله من الثواب والأجر العظيم. قبل أيام هاتفني أحد الاصدقاء وكنت وقتها منهمكاً في بعض الأعمال الخاصة بي خارج منطقة الرياض يسألني عن مدى صحة خبر وصله للتو عن وفاة زميلنا وصديقنا الغالي الاستاذ/ عيد بن مشعل البقمي مدير عام الشؤون الادارية في شركة الخزف السعودي سابقاً، ولم أبالغ اذا قلت إنني لم أستوعب الخبر لعدة ساعات بالرغم من تأكيده. لقد وقع عليّ هذا الخبر مثل الصاعقة كون الأخ / عيد صديقا حميما وزميلا لي إبان دراستنا الجامعية في الولاياتالمتحدةالأمريكية بل كنا نقطن في شقة واحدة حتى تخرجنا وكنت أعرف في هذا الشخص مكامن الرجولة الحقة والاعتزاز والانتماء للوطن إضافة إلى مايتمتع به من أخلاق فاضلة جعلت من يقابله لأول وهلة يعتز بمعرفته ويحرص على التواصل معه. وكان مما يعرف عنه رحمه الله كرمه وصدقه وحبه لزملائه وأصدقائه سواء من بلده أو غيرها وحرصه عليهم والاهتمام بأخبارهم والسؤال عنهم وزيارتهم والوقوف إلى جانبهم ومعالجة مايعترضهم من مشكلات وعقبات ما امكن. حقاً كان ذلك الرجل ممن يألفون ويؤلفون. وكان أخاً للجميع دون استثناء يتعامل مع كل واحد من أصدقائه وكأنه هو الصديق الوحيد له. رحمك الله أبا ماجد رحمة الأبرار واسكنك الفردوس الأعلى من الجنة وأبدلك داراً خيرا من دارك وأهلا خير من أهلك وجمعنا وإياك في "جنة مستقر عند مليك مقتدر " وعزائي لإخوانك الكرام وابنائك وبناتك وزوجتك وجميع من عرفك. ولانقول الا "إنا لله وإنا إليه راجعون".