فقد الوطن واحدا من ابنائه البررة الذين زرعوا ارضه وسقوا ماءه وساهموا في بنائه لينالوا جائزة الاستحقاق بدرجاته الرائدة.. فقدنا الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الخريف والذي لم يفقده اهله وذووه فقط بل فقده الوطن، قضى في حادث مفجع ليستأثر بكم هائل من الدعاء بالرحمة والغفران ولتنال زوجته وأبناؤه وإخوته وجميع فاقديه درجة العلا في الاجر والثواب على الصبر والاحتساب بعطف وكرم من المولى عز وجل.. إن لصاحب الخصال الحميدة درجة من التأثير تفرض على الاخرين حبه والاستئناس بقربه واكتسابه سمعة وذكرا طيبا وهذا هو المكسب الحقيقي ورأس المال الباقي في الدنيا والآخرة ولا استطيع هنا ان اعدد خصال فقيدنا ابوعبد الله الحميدة لكثرتها ولوضوحها لمن يعرفه واحتك به من قريب او بعيد ويكفيه حرصه على صلة الرحم والمساهمة في اعمال الخير ومساعدة المحتاجين ومن وفق لهذين الامرين فليبشر بخيري الدنيا والاخرى.. لقيت الفقيد قبل وفاته رحمه الله بأسبوع وسألني وأكثر من السؤال عن الكلية وما يمكن ان يقدمه لها وكان بيننا مشاريع اثرها على المصلحة العامه كبير ونفعها عميم ووعدته بزيارته في المكتب وقال بابتسامته التي لا تفارق محياه لعلك تفي هذه المرة وتزور مكتبنا في موقعه الجديد فقلت له عندما يكون للزيارة فائدة فأنا الذي سأحرص عليها واتفقنا يوم الاحد التالي كموعد مبدئي للزيارة وهاهو الان يرحل عن هذه الدنيا مخلفا مآثره التي لا تنتهي وليتأجل اللقاء ليكون في جنة الخلد برحمة الله وفضله ليجمعنا به في عليين ووالديه ووالدينا والمسلمين الاحياء منهم والميتين. ولا يسعني هنا إلا ان انقل اصدق التعازي والمواساة اصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي في الكلية لابنة العم ام عبد الله ولأبناء الفقيد وابنتيه ولإخوته وأخواته وأبناء اخيه ابراهيم -رحمه الله- ولجميع اسرة الخريف وأوصي اخوته البررة بالمحافظة والاستمرار على سننه الحميدة وليكن اولئك الاخيار قدوة لنا في اعمال البر والإحسان.. رحم الله الجميع وإنا لله وإنا اليه راجعون. * عميد كلية المجتمع بحريملاء