قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم، إن الله قد ميز أمة الإسلام بحسن التعامل في ميادين الحياة ودروبها فهم يشكرون الله في سرائها ويصبرون الصبر الجميل في ضرائها إن انتصروا علموا أن النصر من عند الله وإن هزموا فإنه من أنفسهم كما علمهم بذلك ربهم عز وعلا. وأضاف في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام، أن أمة الإسلام قد بليت في هذا الزمن بالبركان المعلوماتي الثائر فقرب البعيد فكان نتيجته أن رفه الجسد وأوحشت الروح وأصبح العالم كله ككتلة واحدة، مشيراً إلى أن أمتنا أصبحت من جملة المنكوبين مثلها مثل الأمم السابقة فزادت سخنتهم غليانا حتى عشعش في بعضهم عنكبوت اليأس والتشاؤم وأصابهم من الضيق ما جعل الواحد منهم ضيقاً حرجا فكثرت آلامهم واغتيلت آمالهم وخربت أرضهم وديارهم وأموالهم وزج بهم في كل مضيق ليتجرعوا حقائق مزورة من أجل أن يعترفوا بأن حقهم باطل وباطل غيرهم حق حتى كشف الستار عن زيف هذه الحضارة وتيه العدل فيها وظهور ما يسمى حقوق الإنسان بوجه كادح ليس للإنسان منه نصيب تحت صرير المجنزرات والمقاتلات وهى ترصد أرواحهم بلا رقيب ولا حسيب ولا ذمة ولا رحمة بشرية وأمة الإسلام أمة عزيزة لا تنقب عن ما ضاقت به أمورها. وأكد أن أمة الإسلام لديها من معينها ما تستطيع من خلاله أن تكون أقوى الأمم وأعدلها إذا جمعتها وحدة الدين والتعاون على البر والتقوى فإن تم لها ذلك فإن عدوها لن يستطيع أن يقتلها ولا أن يشيع جنازتها. وقال إن أمة الإسلام قد تضعف ولكنها لا تموت، داعياً إلى أن تلتمس أمة الإسلام في كل ضيق ضيف السعة وفي كل كرب ضيف الفرج فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بالفأل ونهى عن التشاؤم ومن هنا وجب على أمة الإسلام الفأل في حياتها حتى لا تقضي عليها نوائب الحروب والخطوب، ولأن أمة الإسلام ليست ظالمة ولا معتدية ولن يكون من طبيعتها الغدر وهدر الحقوق فهى أمة عدل وعبودية لله. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام إن لنا إخوانا تسللت إليهم المحن واجتازتهم قوى الظلم فضاعوا وسط الظلم والجبروت وفاقة وتشريد وأطفال يتامى ونساء ثكالى يبكون ألما وإنهالت عليهم القنابل والشظايا فما عادت الدور دورا وإن ذلك كله يضع على كل عاتق أمام الله نصيبه من المسؤولية من قادة وحكام وعلماء ومصلحين ومفكرين وشعوب ليقف المسلمون أمام موقف موحد تجاه طوفان التكالب على إخواننا في سورية. وأكد أن لكل واحد منا مسؤوليته تجاه إخواننا في الشام، داعيا أمة الإسلام وقادة المسلمين للوقوف بجانب إخواننا المسلمين في سورية بمزيد من الجهد والمساعي لإزاحة هذا الظلم والعدوان الذي لا رأفة فيه ولا رحمة بشتى السبل بلا استثناء، وخاطب إخواننا في الشام قائلا (إن الله مع الصابرين وأن الله لطيف بعباده فسوف ينصر المظلوم بوعده الذي كتبه على نفسه). إلى ذلك، دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ حسين آل الشيخ إلى التعاون والتناصر لإقامة الحق والعدل ودفع الباطل والظلم الذي يقع في بعض بلدان المسلمين, محذرا من استمرار إراقة الدماء. وقال في خطبة الجمعة في المسجد النبوي أمس، إن المسلمين اليوم وقد عمهم الخزي والعار بما يسفك في أرضهم من دماء إن الواجب عليهم والفرض المتحتم أن يتعاونوا على ردع الظلم ونصرة المظلوم. ودعا رابطة العالم الإسلامي إلى المسارعة في جمع علماء الأمة لدراسة النوازل الواقعة من منطلق نصوص الشريعة ومقاصدها مع مراعاة قاعدة الشريعة الكبرى، (الشريعة جاءت لجلب المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها)، محذراً من الاضطراب والتخبط وتصدير الفتاوى الأحادية لشباب الأمة مع قلة استيعاب للاجتهاد المطلوب في الفتوى. وقال: "إنما يحيط بالمسلمين من مصائب وشرور وما يقع في بعض بلدانهم من محن وظلم وفساد عريض ليستوجب علينا جميعا التعاون والتكاتف والتعاضد والتناصر لإقامة الحق والعدل ودفع الباطل والظلم يقول تعالى : "وتعاونوا على البر والتقوى" فالمؤمنون كالجسد الواحد يشد بعضهم بعضا إخوة في السراء والضراء و يقول سبحانه: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض", "إنما المؤمنون إخوة", وإن من أعظم الموبقات وأشد المحرمات السعي في دماء المسلمين أو هتك أعراضهم أو الاعتداء على أموالهم ألم يقل الله جل وعلا في كتابه العظيم : "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما" هل بعد هذا البيان من بيان أيها المسلم, هل هناك أبلغ من هذا الزجر, فما بال بعض البشر يتهاون في هذا الأمر".