دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم، إلى العمل على وحدة الصف والرجوع إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، مشيرا إلى أن ما أصاب أمة الإسلام لم يكن بدع من الأمر بل إنه نتيجة خلل وفتوق وتقصير ملحوظ في قيام المسلمين بواجباتهم تجاه إخوانهم في الدين. وتطرق الشيخ الشريم في خطبة الجمعة إلى الشأن السوري، داعيا القادة والحكام والعلماء والمصلحين والمفكرين والشعوب ليقف المسلمون أمام موقف واعي موحد تجاه طوفان التكالف والتمالؤ، وقال: "إن على كل واحد منا مسؤوليته تجاه إخواننا في الشام فالله الله امة الإسلام والله الله قادة المسلمين إن إخواننا بحاجة إلى مزيد جهود وبذل المساعي والإصرار على إزاحة هذا الظلم والعدوان الذي لا رأفة فيه ولا رحمة بشتى السبل بلا استثناء ، وأما إخواننا في الشام فإننا نقول لهم إن الله مع الصابرين ومع الذين اتقوا والذين هم محسنون إن الله لطيف بعباده وسينصر المظلوم بوعده الذي كتبه على نفسه". ونوه إلى أن امة الإسلام في هذا الزمن بليت بالبركان المعلوماتي الثائر والموج التقني الهائج فقرب البعيد وكشف المخبوء فكان نتيجة هذا الطوفان الجارف من الحضارة التي رفهت الجسد وأوحشت الروح أن أصبح العالم كله كالكتلة الواحدة اجتمع فيها بطش عاد ومعصية قوم لوط وسحر فرعون وقومه وتطفيف مدين وسخرية قوم نوح وكيد إخوة يوسف حتى أصبحت أمتنا من جملة المنكوبين بلهيب هذه النار واعتراهم معترك الحضارة بهمومه وغمومه وعجره وبجره فزادت سخونتهم غلياناً وطينتهم بله وكربهم وجعاً وضيقهم حرجاً حتى عشعش في أفئدة كثير منهم عنكبوت اليأس والتشاؤم وأصابهم من الضيق مايجعل صدر الواحد منهم ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء ". وأكد أن أمة الإسلام أمة عزيزة لا تنقب مهما ضاقت أمورها عن نائحة مستأجرة ولا إعارة ضئرا تودع قضاياها ترائبها لأن الدموع لا تعار والبكاء لا يحيي الميت فلم يكن للأمة المسلمة بد إلا أن تعتصم بحبل خالقها قبل كل شي ثم بحبل الاتحاد والاجتماع لقادة الأمة لنصر قضيتها والدفاع بكل ما تملك من جهد واستطاعة في كفكفة دموع الأيتام والثكالى والجرحى الذين طالتهم حروب الظلم والقهر والجبروت. وفي المدينةالمنورة أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ، إن ما يحيط بالمسلمين من مصائب وشرور وما يقع ببعض بلدانهم من محن وظلم وفساد ليستوجب علينا جميعا التعاون والتكاتف والتناصر لإقامة الحق والعدل ودفع الباطل والظلم فالمؤمنون كالجسد الواحد يشد بعضهم بعضا أخوة في السراء والضراء. ومضى إمام وخطيب المسجد النبوي يقول : " إنه يجب على المسلمين اليوم وقد عمهم الخزي والعار بما يسفك في أرضهم من دماء التعاون على ردع الظلم وعلى نصر المظلوم فذلك من أصول الدين ومن ركائز الشريعة التي لا يختلف عليها أحد من المسلمين، ودعا آل الشيخ أمة الإسلام إلى أن يكفوا بعدا عن التأصيل الإسلامي فإن نبينا الكريم يذكرهم بما تصلح به أحوالهم وتسعد به حياتهم ويدرء الشر عنهم ويقيم العدل بينهم .