أصدرت اليونسكو إحصاءات جديدة تفيد بأن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس بلغ 57 مليون طفل في عام 2011، مما يمثل تراجعاً بمقدار مليوني طفل فقط مقارنةً بعام 2010. ويبدو أن هذه المشكلة باتت تهدد المزيد من أطفال العالم إذ أظهر تحليل جديد للبيانات أن المعونة المخصصة للتعليم الأساسي تراجعت للمرة الأولى منذ عام 2002. ونُشرت هذه الأرقام الجديدة قبل المناقشة الرفيعة المستوى المرتقب تنظيمها في 11 يونيو بنيويورك لدعم المبادرة العالمية للأمين العام للأمم المتحدة بشأن "التعليم أولاً"، وهي تسلط الضوء على ضرورة معالجة أزمتين في مجال التعليم هما صعوبة الالتحاق بالمدارس وتدني مستوى التحصيل المدرسي في صفوف الطلبة الملتحقين بالتعليم. وفي هذا الصدد، صرحت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، قائلة: "نمرّ اليوم بمرحلة مفصلية. فدول العالم يجب أن تركز على ما هو أبعد من مسألة مساعدة الأطفال على الدخول إلى المدرسة إذ يتعين عليها أيضاً أن تضمن اكتساب الأطفال لما يلزمهم من مهارات أساسية عند التحاقهم بالتعليم. وعلينا أن نواجه تحدياً مزدوجاً يتمثل في تمكين كل طفل من الذهاب إلى المدرسة عن طريق فهم الأسباب المتعددة الكامنة وراء الاستبعاد ومعالجتها، وفي ضمان توافر معلّمين مؤهلين قادرين على تعليم الأطفال بالطريقة المناسبة في بيئات سليمة وآمنة. والوقت غير مؤات لتتراجع الجهات المانحة عن التزاماتها، بل العكس هو الصحيح. فهدف الوصول إلى هؤلاء الأطفال وسعينا إلى إنهاء أزمة التعلّم يستوجبان تجديد الجهات المانحة لالتزاماتها كي لا يكون أي طفل من أطفال العالم خارج المدرسة بسبب النقص في الموارد، وهو ما تعهدت به هذه الجهات في بداية القرن الحالي". وصدرت الأرقام الجديدة المتعلقة بأعداد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس عن معهد اليونسكو للإحصاء وهي تفيد بأن بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تضم أكثر من 50 في المئة من عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في العالم، وأن نسبة الأطفال غير الملتحقين بالتعليم تبلغ أعلى مستوياتها في هذه البلدان. وتشير الأرقام أيضاً إلى أن ما يزيد على 20 في المئة من الأطفال الأفريقيين لم يلتحقوا يوماً بالتعليم الابتدائي أو اضطروا إلى ترك المدرسة من دون إكمال مرحلة التعليم الابتدائي. وفي المقابل، أحرزت بلدان جنوب وغرب آسيا تقدماً كبيراً خلال العقدين الماضيين إذ تراجع فيها عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس بمقدار الثلثين، منخفضاً من 38 مليونا في عام 1999 إلى 12 مليونا في عام 2011. وتدل الإحصاءات على أن الأطفال الذين يسكنون في المناطق الفقيرة والنائية والأطفال المتأثرين بالنزاعات أو المنتمين إلى الأقليات الإثنية والعرقية واللغوية هم الذين يفتقرون عادةً إلى إمكانية الذهاب إلى المدرسة وأن احتمال عدم التحاق الأطفال المنتمين إلى الأسر الفقيرة بالتعليم يزيد بثلاثة أمثال على احتمال عدم التحاق أطفال الأسر الغنية به. وتُعد الفتيات المنتميات إلى الأسر الفقيرة في المناطق الريفية من بين الأطفال الذين يواجهون أكبر قدر من الصعوبات في الانتفاع بالتعليم. أطفال أفريقيا على رأس قائمة «الغائبين عن التعليم» ومع أن عدد الأطفال الذين يلتحقون بالمدارس ارتفع مقارنةً بما كان عليه في الماضي، فإنه لم يُحرز إلا تقدّم محدود في مجال الحد من نسب الأطفال الذين يتركون المدرسة. وفي حين تظهر الإحصاءات أن 137 مليون طفل تقريباً التحقوا بالتعليم الابتدائي في عام 2011، فإنها تشير إلى أن 34 مليون طالب على الأقل قد يتركون المدرسة قبل الوصول إلى الصف الأخير. ويعني ذلك أن معدل الأطفال الذين يتركون المدرسة قبل الأوان هو 25 في المئة، تماماً مثلما كان الوضع عليه في عام 2000.