لماذا رفعت «موديز» تصنيف السعودية المستقبلي إلى «مستقر» ؟    «نتفليكس» تواجه غضب السعوديين بسبب رفع الأسعار.. هل تسقط أمام المنافسين ؟    إصابة طبيب في قصف إسرائيلي استهدف مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة    مسودة "كوب29" النهائية تقترح 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة    «اليونيسف» تحذر: مستقبل الأطفال في خطر    11 تطبيقاً على هاتفك.. تتجسس عليك    بروزوفيتش مهدد بالغياب أمام الاتحاد    "مركز الأرصاد" يصدر تنبيهًا من أمطار غزيرة على منطقة الباحة    "الداخلية" تختتم المعرض التوعوي لتعزيز السلامة المرورية بالمدينة    اختبارات الدور الثاني للطلاب المكملين.. اليوم    افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض    وزير الثقافة: القيادة تدعم تنمية القدرات البشرية بالمجالات كافة    المدينة: ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف ومواقع تاريخية    «مجمع إرادة»: ارتباط وثيق بين «السكري» والصحة النفسية    رصد أول إصابة بجدري الماء في اليمن    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    آل غالب وآل دغمش يتلقون التعازي في فقيدهم    أمراء ومسؤولون يواسون أسرة آل كامل وآل يماني في فقيدتهم    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    600 شركة بولندية وسلوفاكية ترغب بالاستثمار في المملكة    "ليالي المحافظات" تنطلق في شتاء جازان 2025 بألوان التراث والفلكلور    بحضور سمو وزير الثقافة.. «الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام    فعاليات متنوعة    «واتساب» يتيح التفريغ النصي للرسائل الصوتية    القِبلة    المملكة تعزز التعاون لمكافحة الفساد والجريمة واسترداد الأصول    نائب وزير التجارة تبحث تعزيز الشراكة السعودية – البريطانية    30 عاماً تحوّل الرياض إلى مركز طبي عالمي في فصل التوائم    الأكريلاميد.. «بعبع» الأطعمة المقلية والمحمصة    خسارة إندونيسيا: من هنا يبدأ التحدي    مشكلات المنتخب    تأثير اللاعب الأجنبي    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    «النيابة» تدشن غرفة استنطاق الأطفال    «صواب» تشارك في البرنامج التوعوي بأضرار المخدرات بجازان    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    الخليج يُذيق الهلال الخسارة الأولى في دوري روشن للمحترفين    مستقبل جديد للخدمات اللوجستية.. شراكات كبرى في مؤتمر سلاسل الإمداد    "تقني‬ ‫جازان" يعلن مواعيد التسجيل في برامج الكليات والمعاهد للفصل الثاني 1446ه    المدى السعودي بلا مدى    سالم والشبان الزرق    الجمعان ل«عكاظ»: فوجئت بعرض النصر    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    الحريق والفتح يتصدران دوري البلياردو    إسرائيل تستهدف قياديًا في «حزب الله»    1.7 مليون ريال متوسط أسعار الفلل بالمملكة والرياض تتجاوز المتوسط    الأساس الفلسفي للنظم السياسية الحديثة.. !    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    وزير التعليم يزور جامعة الأمير محمد بن فهد ويشيد بمنجزاتها الأكاديمية والبحثية    فيصل بن مشعل يستقبل وفداً شورياً.. ويفتتح مؤتمر القصيم الدولي للجراحة    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    أسبوع واحد نقل الحرب في أوكرانيا إلى التصعيد    "العوسق".. من أكثر أنواع الصقور شيوعًا في المملكة    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(اللامرئيون).. ملايين الأطفال حول العالم جعلتهم الإساءة والإهمال خارج الصورة
تجارة البشر والفقر المتهمان الرئيسيان في سرقة الطفولة
نشر في الرياض يوم 02 - 01 - 2006

في تقرير مهم عن وضع أطفال العالم لعام 2006 وحمل عنوان (المقصون والمحجوبون) تحرى أسباب الاستبعاد والإساءة التي يتعرض لها الأطفال، صرحت اليونيسيف بأن مئات ملايين من الأطفال يعيشون دون حماية من الأذى المتعمد ويعانون من الاستغلال والتميز الشديدين في مواقف مخفية وتغفلهم الإحصاءات، وبذلك يصبحون (مقصين ومحجوبين) غير مرئيين للعالم فعلياً حين يهملون ويتجاهلون.
وقالت الوكالة إن ملايين الأطفال يختفون عن الأنظار عند الاتجار بهم أو عند إجبارهم على العمل في العبودية المنزلية، وهناك أطفال آخرون كأطفال الشوارع يعيشون على مرأى الجميع لكنهم مستبعدون من الخدمات الأساسية والحماية وهؤلاء الأطفال ليسوا ضحايا للإساءة فحسب بل إن معظمهم محرومون من المدارس والرعاية الصحية والخدمات الحيوية الأخرى التي يحتاجون إليها ليكبروا ويزدهروا.
هذا وقد شمل التقرير تقييماً شاملاً عن أكثر أطفال العالم عُرضة للأذى والذين تصعب حماية حقوقهم وبصورة غير عادية في نيل طفولة آمنة سليمة، فهم ينشأون بعيداً عن متناول حملات التنمية وغالباً ما يكونون غير مرئيين في جميع المجالات من النقاشات والتشريعات العامة إلى الإحصاءات ومواضيع الأخبار.
وفي غياب الانتباه إليهم سيبقى ملايين الأطفال محاصرين ومنسيين في طفولات تتسم بالإهمال والإساءة ينتج عنها عواقب مدمرة لرفاهم على المدى الطويل ولتطوير الأمم، لذا يحتج التقرير بأن أي مجتمع يهتم بصالح أطفاله وبمستقبله يجب ألا يسمح بحدوث هذا.
وقد صرحت المدير التنفيذي لليونيسيف آن. إم فينامين عند إطلاق التقرير في لندن.. إن تحقيق أهداف التنمية الألفية يعتمد على الوصول إلى الأطفال المعرضين للأذى في كافة أنحاء العالم النامي.
وأضافت: انه لن يكون هناك تقدم دائم الأثر إذا استمررنا في تجاهل أكثر الأطفال حاجة. أي افقرهم وأكثرهم عُرضة للأذى وهم المستغلون والمساء إليهم.
كيف أصبحوا غير مرئيين؟
يوضح تقرير (المقصون والمحجوبون) كيف تحرم عوامل مثل الفقر ومرض فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) والنزاعات المسلحة والحكومات الضعيفة والتمييز، الأطفال من الحماية ضد الإساءة والاستغلال وتستثنيهم من المدارس والرعاية الصحية والخدمات الأخرى بمعدلات مقلقة.
ويذكر التقرير أن الأطفال الذين يفتقرون إلى الخدمات الحيوية أكثر عُرضة للاستغلال نظراً لشح معلوماتهم عن كيفية حماية أنفسهم وقلة بدائلهم الاقتصادية، فالأطفال العالقون في الصراعات المسلحة على سبيل المثال، يقعون ضحايا للاغتصاب ولأشكال أخرى من العنف الجنسي على نحو متواتر، وهؤلاء الأطفال الوحيدون العاجزون عن حماية أنفسهم هم الذين يتعرضون للتجاهل.
ويجادل التقرير أن هناك أربعة ظروف يرجح أن يصبح فيها الأطفال (مقصين ومحجوبين) وهي:
1 - أطفال بلا هوية رسمية:
(تسجيل الولادة) ففي كل عام يمضي أكثر من 55٪ من الأطفال أي ما يفوق نصف جميع المواليد في الدول النامية (باستثناء الصين) بلا تسجيل، مما يحرم أكثر من 50 مليون طفل حقاً أساسياً من الحقوق المستوحاة من الولادة ألا وهو الاعتراف به كمواطن، وفي جنوب آسيا وحدها هناك 24 مليون طفل لا يتم تسجيلهم عند الولادة وهي المنطقة صاحبة العدد الأكبر من الولادات غير المسجلة، وفي دول أفريقيا الصحراوية يبلغ عدد الولادات غير المسجلة 18 مليون ولادة. وعليه فإن الأطفال الذين لا يُسجلون عند الولادة لا يظهرون في الإحصاءات الرسمية ولا يُعترف بهم كأفراد في مجتمعاتهم وبلا هوية مسجلة ليس هناك ما يضمن حصول الأطفال على تعليم ورعاية صحية جيدة وخدمات أساسية أخرى والتي تؤثر على طفولتهم ومستقبلهم فعلى سبيل المثال يُحرم الأطفال غير المسجلين من الالتحاق بالمدارس حيث يتطلب دخول المدرسة شهادات الميلاد، وباختصار فالأطفال الذين لا يحملون هوية رسمية لا يحصون ولا يؤخذون في الحسبان.
2 - أطفال بلا رعاية أبوية:
(الأيتام) يُحرم الأطفال الذين يموت آباؤهم من خط حمايتهم الأول، وبتحملهم أعباء المسؤولية أو إجبارهم علِى إعالة أنفسهم يصبح العديد منهم (المقصين والمحجوبين) في مجتمعاتهم لأنهم يتركون المدرسة أو يقعون ضحايا للاستغلال، حيث ينشأ ملايين الأيتام وأطفال الشوارع والأطفال المحتجزون محرومين من حنان وحماية الأبوين أو من دون أجواء أسرية، وغالباً لا يلقى الأطفال الذين يعيشون تحت هذه الظروف معاملة الأطفال.
وتوضح الإحصاءات أن ما يقدر ب 143 مليون طفل في العالم النامي أي - 1 من كل 13 طفلاً - فقد أحد والديه على الأقل، وما يزيد على 16 مليون طفل أصبحوا أيتاماً في عام 2003 وحده، و15 مليون طفل أصبحوا أيتاماً بسبب الإيدز. وبالنسبة للأطفال الذين يعيشون في فقر مدقع فإن فقدان أحد الوالدين خاصة الأم قد يكون له أثر دائم على صحتهم وتعليمهم.
(أطفال الشوارع) أما على الصعيد العالمي فيقضي عشرات الملايين من الأطفال جزءاً كبيراً من حياتهم في الشوارع على مرأى من الجميع، وهم من ضمن أكثر الأطفال (المقصين والمحجوبين) فمحنتهم يتم تجاهلها وحاجاتهم تُهمل، وهم عُرضة لكافة أشكال الإساءة والاستغلال.
(الأطفال المحتجزون) كما أن هناك بيانات قليلة عن الأطفال المحتجزين، لكن التقديرات الحالية تفيد بأن أكثر من مليون طفل يعيشون في الاحتجاز حيث تنتظر الأغلبية العظمى منهم محاكمات على جرائم صغرى ويعاني العديد منهم الإهمال والعنف، وهم بعيدون كل البعد عن الرعاية الصحية والتعليم والحماية، والكثير منهم لا يعاملون كأطفال ويتعرضون للعنف البدني والجنسي.
3 - أطفال في أدوار البالغين:
ويذكر التقرير أن الأطفال الذين يُجبرون على القيام بأدوار البالغين في وقت مبكر يفقدون مراحل ضرورية من تطوير الطفولة.
(النزاعات المسلحة) حيث ينخرط مئات آلاف الاطفال في النزاعات المسلحة كمقاتلين، ويعلقون فيها كمحاربين ورسل وحمالين وطهاة وعبيد للجنس لدى الجماعات المسلحة وفي حالات عديدة يخطفون عنوة، واثناء خضوع الاطفال لسيطرة القوات المسلحة يجبرون على المشاركة في اعمال وحشية وتحملها، ويقدر عدد الاطفال الذين يخدمون في الوقت الحالي كجنود في النزاعات المسلحة بما يزيد عن 250,000 طفل في انحاء العالم.
(الزواج المبكر) وعلى الرغم من القوانين التي تمنع الزواج المبكر في دول عديدة الا ان 80 مليون فتاة في انحاء العالم النامي يتزوجن قبل بلوغ سن ال 18، والعديد منهن اصغر من ذلك بكثير، مما يساهم في القضاء على كافة فرص التعليم وغالباً ما يكون المدخل الى قضاء العمر في تبعية اسرية وجنسية، وقد يؤدي الزواج المبكر كذلك الى الموت المبكر للعرائس اللاتي يحملن في سن مبكرة، حيث ان احتمال موت الفتيات دون سن ال 15 اثناء الولادة يفوق نسبة موت الفتيات اللاتي بلغن العشرينيات كما ان احتمال نجاة اطفالهن اقل. وفي الاحصائيات فإن 1 من كل 3 فتيات في الدول النامية يتزوجن قبيل سن ال 18، وفي الدول الاكثر فقراً ترتفع النسبة الى 1 من كل فتاتين.
(العمل المحفوف بالمخاطر) ويعمل ما يقدر ب 171 مليون طفل في ظروف واوضاع محفوفة بالخطر وبين آليات خطيرة بما في ذلك المصانع والمناجم والزراعة بما في ذلك العمل مع المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية في الزراعة وغيرها، منهم 73 مليوناً دون سن ال 10، وهؤلاء الاطفال يواجهون اخطار الاصابة والمرض والموت وتضيع على الكثير منهم فرصة التعليم.
4 - الاطفال المستغلون:
(العمل الاجباري) يعتبر الاطفال الذين يقعون ضحايا للاستغلال ويحرمون من المدارس والخدمات الاساسية على ايدي مستغليهم من ضمن الاطفال الاقل ظهوراً ومن المستحيل فعلياً معرفة شيء عن حياتهم او تقدير اعدادهم. حيث يعمل نحو 8,4 ملايين طفل في اسوأ اشكال عمل الاطفال، بما في ذلك البغاء والعبودية والافلام الاباحية او غيرها من النشاطات المحظورة، حيث يستغل الاطفال في ظروف شبيهة للعبودية لتسديد دين ما.
كما ويستغل نحو مليون طفل في تجارة الجنس حيث يتعرضون باستمرار للعنف الجنسي والبدني.
(المتاجرة بالاطفال) في كل عام يتم تهريب ما يقدر بملايين الاطفال الى العوالم السرية وغير المشروعة وعلى الأغلب يجبرون على العمل في تجارة الجنس او في الاعمال الخطيرة والمهينة بما فيها الدعارة، وهم غالباً غير مرئيين في الاحصاءات وتشير التقديرات المتوفرة الى ان 1,2 مليون طفل يتم الاتجار بهم سنوياً.
(الخدمة المنزلية) من المحتمل ان ملايين الاطفال يكدحون في البيوت الخاصة ويتعرض عدد كبير لكنه مجهول منهم للاستغلال كخدم، والطبيعة المخفية لهذا العمل تجعل من المستحيل الحصول على رقم موثوق، وهؤلاء الاطفال هم من اكثر الاطفال العاملين الذين يعتبرون غير مرئيين، حيث ان العديد منهم يمنعون من الذهاب للمدارس ويعانون اساءة بدنية ونقص التغذية وكثرة العمل.
هذا ويؤكد التقرير على ان الاطفال الذين يعيشون في (الدول الهشة) - وهي الدول العاجزة او الرافضة توفير الخدمات الاساسية لأطفالها - هم من المقصون والمحجوبون فعلياً، كما ان التمييز بناء على الجنس او العرق او الاعاقة تعتبر من العوامل المؤدية لاستبعاد الاطفال، فعلى سبيل المثال يحول التمييز دون التحاق ملايين الفتيات بالمدارس ويحجب الخدمات الضرورية عن الاطفال الذين ينتمون الى الاقليات العرقية والجماعات الاهلية وهناك ما يقدر بنحو 150 مليون طفل معاق في انحاء العالم، ويفتقر العديد منهم الى فرص التعليم والرعاية الصحية والدعم التربوي نتيجة التمييز الروتيني.
الاسباب الجذرية للاستبعاد
يعد التمييز والفقر وفيروس نقص المناعة المكتسبة الايدز والنزاعات المسلحة والحكومات الضعيفة اسباباً جذرية للاستبعاد الذي يحول دون ارتياد الاطفال للمدارس وحصولهم على الرعاية الصحية والخدمات الحيوية الاخرى، والاطفال الذين يحرمون من هذه الخدمات هم الذين يحتمل وبدرجة كبيرة وقوعهم فريسة للإساءة والاستغلال.
الجنس مقابل كل 100 ولد لا يرتادون المدارس الابتدائية هناك 117 فتاة لا يحصلون على التعليم الابتدائي نتيجة للتمييز بين الجنسيين، وقد فشلت اكثر من 40 دولة في تحقيق اهداف التنمية الالفية الخاصة بالتكافؤ بين الجنسين في التعليم الابتدائي بحلول 2005، كما ان الجنس يلعب دوراً رئيسياً في الحد من وصول النساء الى الرعاية الصحية مما يزيد مخاطر موت الامهات والاطفال نتيجة اسباب يمكن تفاديها.
العرق: ينتمي 900 مليون شخص تقريباً الى جماعات تواجه حرماناً نتيجة هوياتهم، فالاطفال الذين يولدون في جماعات اهلية ويعانون من التمييز يقل احتمال تسجيلهم عند الميلاد، وهم الاكثر عرضة لاعتلال الصحة وانخفاض فرص التحاقهم بالمدارس والعنف والاساءة والاستغلال، فعلى سبيل المثال، هناك 21٪ فقط من الاطفال دون سن الخامسة في الاكوادور في منطقة الامازون لديهم شهادات ميلاد بالمقارنة مع المعدل الوطني البالغ 89٪.
الاعاقة: يعاني ما يقارب ب 150 مليون طفل في العالم من الاعاقات ويعيش معظمهم تحت واقع التمييز والاستبعاد، فالغالبية العظمى من الاطفال المعاقيين في دول العالم النامي لا يحصلون على خدمات اعادة التأهيل الصحية ولا خدمات الدعم، ويحرم العديد منهم فرصة الحصول على تعليم نظامي، وهناك ما بين 250,000 الى 500,000 طفل يصابون بالعمى سنوياً نتيجة فيتامين A، وهي متلازمة يمكن تفاديها بسهولة بالتزويد بالفيتامين التكميلي عن طريق الفم وبكلفة ضئيلة جداً.
٭ (الفقر)
يواجه الاطفال في البلاد الأشد فقراً مخاطر جسمية من الموت والمرض وسوء التغذية والحرمان من المدارس بصورة اكثر من الاطفال في باقي دول العالم النامي، ففي الدول الاقل تقدماً يموت 1 من كل 6 اطفال قبل بلوغ الخامسة، ويموت 1 من كل 10 قبل بلوغ سن الواحدة، في حين فتاة من كل فتاتين في سن المرحلة الابتدائية لا يرتدن المدارس الابتدائية، ويعاني 1 من كل 3 اطفال تحت سن الخامسة - أي 42 مليون طفل - من انخفاض الوزن بدرجات متوسطة او خطيرة، و1 من بين كل 4 رضع لا يحصنوا ضد الحصبة، وهو مرض يفتك بأكثر من 500,000 طفل سنوياً. وفي دول العالم النامي تفوق نسبة احتمال موت الاطفال الذين يعيشون في بيوت فقيرة قبل بلوغ سن الخامسة ضعف نسبة احتمال موت الاطفال الذين يعيشون في بيوت غنية، وتبلغ حرمان الأطفال من سن المرحلة الابتدائية من المدارس ثلاثة أضعاف.
٭ تباين الدخل
في دول العالم النامي يواجه الأطفال الذين يعيشون في بيوت فقيرة احتمال الموت قبل بلوغ سن الخامسة بنسبة تفوق مرتين مقارنة بمن يعيشون في بيوت غنية، كما ان نسبة حرمان الأطفال الذين بلغوا سن المرحلة الابتدائية ولا يرتادون المدارس تبلغ ثلاثة أضعاف اندادهم ممن يعيشون في بيوت غنية.
وتشكل هذه التباينات وغيرها علامة فاضحة على اتساع الاستبعاد ضمن المجتمعات لكن يحجبها المعدلات الوطنية التي تبين رفاه الأطفال وتستخدم لقياس حجم التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية الألفية والخطر الذي يهدد الأطفال في هذه الحالة هو ان هذه التباينات الفادحة قد تتوارى في ثنايا المعدلات.
٭ فيروس نقص المناعة المكتسبة (الايدز)
يؤثر هذا الوباء الشامل تأثيراً فادحاً على حياة الأطفال فملايين الأطفال الذين يحملون فيروس الإيدز أو متأثرين به لا يرتادون المدارس ولا يحصلون على الحماية ولا حتى على أقل خدمات الرعاية الأساسية والوقائية.
وتشير الاحصائيات انه في كل دقيقة يموت طفل دون سن ال15 بسبب الايدز، ومن كل 8 اصابات جديدة بفيروس نقص المناعة المكتسبة في العالم يكون طفل دون سن ال 15 واحداً منهم، و15 مليون طفل فقدوا والديهم أو كليهما بسبب الايدز.
٭ النزاعات المسلحة
ان الفوضى التي تشيعها الصراعات المسلحة تقوض بقاء الأطفال ورفاههم وتؤثر على حصولهم على التعليم والخدمات الحيوية الأخرى، وهناك تسع من الدول الاثني عشر التي يموت فيها 1 من كل 5 أطفال قبل بلوغ سن الخامسة قد عانت من صراع مسلح كبير في السنوات الخمس الأخيرة كما ان النسبة الصافية للحضور في المدارس الابتدائية للفتيات والأولاد في هذه الدول التسع أدنى كثيراً من نسبته في الدول الأكثر فقراً.
٭ الحاكمية الضعيفة
يواجه الأطفال معاناة شديدة حين تكون الدول غير مستعدة أو غير قادرة على توفير الخدمات الأساسية لمواطنيها سواء كان هذا العجز ناشئاً عن الصراع أو الفساد أو الافتقار إلى مؤسسات تقوم بالمحاسبة، فالأطفال في هاييتي أو زيمبابوي على سبيل المثال يترقبون تحسن سيطرة الدولة وإلا فإن طفولتهم ستضيع.
الإيفاء بالتزاماتنا نحو الأطفال
يجادل تقرير وضع أطفال العالم ان جهود العالم للتنمية يجب ان تفوق الجهود الحالية لضمان عدم نسيان الأطفال الأكثر عرضة للأذى وتقع على عاتق الحكومات المسؤولية الأساسية للوصول إلى هؤلاء الأطفال ويجب عليها تسريع جهودها في أربعة مجالات رئيسية:
1- البحث والمراقبة والابلاغ: أنظمة تسجيل طبيعة وحجم الاساءات ضد الأطفال والابلاغ عنها ضرورية للوصول إلى الأطفال المستبعدين وغير المرئيين.
2- التشريع: يجب ان تتطابق القوانين الوطنية مع الالتزامات الدولية نحو الأطفال، ويجب تغيير أو إلغاء التشريع الذي يشجع التمييز، كما يجب تطبيق القوانين التي تحاكم أولئك الذين يؤذون الأطفال باستمرار، فعلى سبيل المثال، يؤدي التساهل في تطبيق القوانين إلى دوام الظروف التي تحيط بعمليات اغتصاب الأطفال.
3- التمويل وبناء الطاقات: يجب وضع ميزانيات مخصصة للأطفال وتعزيز المؤسسات التي تخدم الأطفال لتكونا تكملة للقوانين والبحث.
4- البرامج: هناك حاجة مُلحة للاصلاح في العديد من الدول والمجتمعات وذلك لإزالة الحواجز أمام الأطفال المستبعدين عن الخدمات الأساسية، كالاستغناء مثلاً عن شهادة الميلاد كمتطلب للالتحاق بالمدرسة.
الحلول
كما يوجز التقرير الاجراءات الصلبة التي يمكن للمجتمع المدني والقطاع الخاص والدول المانحة ووسائل الإعلام اتخاذها للمساعدة في الحيلولة دون وقوع الأطفال في المحن، وستساعد هذه الجهود بالاضافة إلى الجهود الأخرى التي يقدمها الناس والمنظمات على جميع مستويات المجتمع في بناء بيئة وقائية للأطفال - بيئة تحمي الأطفال من الاساءة كما يحميهم التحصين والتغذية السليمة من الأمراض.
وعلى الحكومات والعائلات والمجتمعات بذل جهود أكبر للحيلولة دون وقوع الاساءات والاستغلال في المقام الأول ولحماية الأطفال الذين يقعون ضحايا للإساءة.
كما يجب العمل بالقوانين التي تحاسب مرتكبي الجرائم ضد الأطفال وتطبيقها بصرامة، ويجب الوقوف في وجه الواقف والتقاليد والمسارات التي تلحق الضرر بالأطفال، وكذلك من الهام ان يتلقى الأطفال المعلومات والمهارات الحياتية التي يحتاجون إليها لحماية أنفسهم.
وتقول فينامين: (أولئك الذين يؤذون الأطفال يسلبونهم فرصة النضوج سالمين وأصحاء ومحتفظين بكرامتهم، ولضمان حصول الأطفال على الحماية، يجب إلقاء الضوء على قضية الاساءة إلى الأطفال واستغلالهم وإلقاء القبض ومحاكمة أولئك الذين ينتهكون حقوق الأطفال).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.