عثرت البعثة الأثرية السعودية الألمانية في موقع الدوسرية في المنطقة الشرقية خلال عمليات تنقيب، على أقدم 10 قطع لؤلؤ طبيعي تمثل أقدم ما تم اكتشافه من اللؤلؤ في المملكة حتى الآن. وأوضح نائب الرئيس للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور على بن إبراهيم الغبان، أن ما عثرت عليه البعثة الأثرية السعودية الألمانية في موقع الدوسرية بالمنطقة الشرقية خلال عمليات التنقيب، يقدم تصوراً مميزاً لحياة المجتمعات الساحلية التي عاشت منذ أكثر من سبعة آلاف سنة قبل الوقت الحاضر، مشيراً إلى استمرار العمل في الموقع خلال مواسم التنقيب المقبلة لكشف أسرار مستوطنة الرعاة والصيادين في الدوسرية. وقال الغبان إنه على الرغم من أن منطقة الدوسرية الواقعة جنوب الخليج العربي في مدينة الجبيل، مغطاة حالياً بالكثبان الرملية، فإن بقايا الأحجار النارية والفخار والعظام والأصداف التي عثر عليها في الموقع تثبت وجود مستوطنات قديمة، حيث تؤكد عظام الحيوانات المكتشفة خلال الحفريات أن الناس في الدوسرية كانوا يربون الأغنام والماعز والأبقار المستأنسة، وكانوا يطاردون الغزلان والحيوانات البرية الأخرى. وأضاف أن كميات عظام الأسماك الكبيرة في الموقع تشير إلى استفادة ساكني تلك المستوطنات من الأسماك والثدييات البحرية بما في ذلك الأطوم والحيتان الصغيرة والمحار، حيث تتضمن المعثورات أكواماً من محار اللؤلؤ مدفونة في الطبقات الأرضية للموقع. قلادة صنعت من قطعة فخارية من حضارة العُبيد وأوضح أن البعثة عثرت في الموقع على قطع أثرية مصنوعة من حجر الصوان، وأدوات حجرية مثل رؤوس سهام متكسرة وقطع فخارية تم إحضارها من جنوب بلاد ما بين النهرين (الجزء الجنوبي من العراق اليوم)، حيث تم إحضار آلاف الأطباق والأكواب والسلطانيات المزخرفة بشكل رائع إلى موقع الدوسرية، مشيراً إلى أن العدد الكبير من المراكب المفتوحة بالموقع يوضح أنها لم تكن تستخدم للنقل فقط، وتؤكد ثروة ورخاء السكان في الدوسرية. وأشار إلى أن المعثورات توضح أن الصيادين المتمرسين استخدموا القوارب للوصول إلى الساحل الجنوبي لبلاد ما بين النهرين لتبادل الفخار المزخرف وغيره من المنتجات الثمينة، كما تمكنوا من توفير كمية كبيرة من المنتجات الموجودة في الساحل الأوسط من منطقة الخليج خلال الألف الخامس قبل الميلاد مثل السمك المجفف والمحار والمنتجات الحيوانية المحلية.