لست ضد تميز التعليم الاهلي.. والمؤكد أنني لست ضد الارتقاء به ولكن أيضا لا نريد ان تعلو حظوظه على التعليم الحكومي.. ففي السابق تقدم التعليم الاهلي على التعليم الحكومي بمادة اللغة الانحليزية ثم الحاسب الآلي.. والآن بالرياضة البدنية.. تخصيص السماح لطالبات المدارس الاهلية فقط بممارسة الرياضة قرار غير موضوعي وفيه الكثير من الاجحاف لطالبات المدارس الحكومية. ممارسة الرياضة ليست ترفاً والمؤكد انها لا تؤدي لسلوكيات غير سوية.. فالرياضة وسيلة للقضاء على السمنة كما انها تساعد على الوقاية من بعض الامراض وربما نحسن الاستفادة منها فنقضي على الكثير من السلوكيات غير السوية بين الطالبات.. لست في مجال ذكر محاسنها او ايجابياتها.. ولكن مايعنيني هنا هو قرار وزارة التربية والتعليم وحصر ممارسة الرياضة بالمدارس الاهلية فقط دون الحكومية.. اعتقد ان القرار فيه من الهشاشة الشيء الكثير..؟ ويؤكد ان الوزارة مازالت تتقدم خطوة وتتراجع خطوة اخرى لحساب إرضاء البعض..؟ كان بامكانها اتاحة ممارسة الرياضة في التعليم الحكومي والاهلي دون الزام لاي طالبة بممارستها وترك الامر اختيارا ذاتيا لمن ترغب أو لا ترغب.. فهناك مئات الآلاف في المدارس الحكومية يرغبن هن وأسرهن في ممارستهن للرياضة في مؤسسة حكومية تحت مظلة وزارة التربية والتعليم.. وايصا هناك اسر وبناتهن لا يرغبن في ممارسة الرياضة في المدارس الاهلية.. ولان القرارات الحكومية مسؤولة عن ايجاد نظام للجميع وليس وفق رؤى فردية.. من حقي كمواطنة ان اتساءل ماالاختلاف بين طالبات المدارس الاهلية وطالبات المدارس الحكومية ألسن جميعهن بناتنا وجميعهن تهمنا مصلحتهن.. فان كان القرار جيداً فلابد ان يشمل خيره الجميع.. وان كان سيئا فلابد من منع شره عن الجميع.. ولانه وفق رؤية شرعية وصحية وتربوية.. يحمل الكثير من الايجابيات فلابد ان يشمل طالبات المدارس الحكومية والاهلية على حد سواء.. فقد عانى نظامنا التعليمي من تلك الممارسات غير العادلة ولعل ضعف طلبتنا في اللغة الانجليزية كان ضريبة وشاهداً على ان قرارات وزارة التربية للاسف تراعي بعض الاتجاهات المعارضة لتطوير التعليم دون الاهتمام بالصالح العام.. ثم بعد عدة سنوات يأتي قرار الاصلاح بشكل ضعيف وهزيل كما حصل مع ادخال اللغة الانجليزية في التعليم الابتدائي الحكومي.. وإدخال الرياضة في المدارس الاهلية وان جاء متأخراً فان الموضوعية تفترض ان يشمل المدارس الحكومية.. مع ملاحظة الالتزام بزي واحد ومحتشم وان تكون بغاية صحية وتربوية وليس تنافسية بمعنى لا يهمنا ان تكون هناك فرق او بطولات ولكن نريد ان تتحرك فتياتنا وان يمارسن رياضة تقلل من السمنة وبوادر السكر والضغط في أعمار مبكرة وان نرى العقل السليم في الجسم السليم.. مع ملاحظة ترك ممارسة الرياضة اختياريا لمن تريد ولا تجد اسرتها في ذلك مايسيء لها ولكن ليس من حقنا ان نحرم مئات الآلاف من الفتيات من ممارسة الرياضة لان هناك من لا يرى اهميتها.. ناهيك عن ضرورة الموازنة بين وجهات نظر الجميع دون الانحياز لفئة دون اخرى ولعل اتاحة الرياضة لجميع الفتيات في القطاع التعليمي الاهلي والحكومي.. ثم ترك فرصة الممارسة لمن تشاء دون إلزام افضل من حصره في قطاع التعليم الاهلي خاصة وان الكثير من المدارس الاهلية قد سبقت القرار في ادخال النشاط الرياضي لبرامج النشاط الطلابي..