أعرب مجلس الشورى عن تهنئته لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله- بمناسبة مرور ثماني سنوات على مبايعته ملكاً للمملكة العربية السعودية. جاء ذلك في مستهل جلسة المجلس العادية الثانية والعشرين التي عقدت أمس برئاسة معالي رئيس المجلس الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ . واعتبر المجلس في بيان تلاه معالي الأمين العام الدكتور محمد بن عبد الله آل عمرو يوم السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة عام 1426 ه محطة مضيئة تتكرر كل عام ليتوقف عندها الشعب السعودي بالفخر والاعتزاز أمام الشواهد الحضارية التي تحققت في هذا العهد الزاهر في مختلف المجالات، ويجددوا الولاء لباني نهضتهم الحديثة الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أحب شعبه ونذر نفسه لخدمتهم. وأضاف "لقد حققت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الثماني الماضية منجزات تنموية عملاقة شملت البنية الأساسية على امتداد الوطن وفي مختلف القطاعات الخدمية في تخطيط تنموي اتسم بالتوازن والشمولية، واستطاعت المملكة أن تحقق في آن واحد مزيجا فريدا من التطور المادي والاجتماعي ونشر ثمار التنمية في كل أرجاء المملكة، بشكل واكبه الإنسان السعودي بطموحاته بوصفه المحور الدائم الذي تتجه إليه كل جهود التنمية التي تستهدف بالأساس رفاهيته وتقدمه واستقراره وأمنه اجتماعيا واقتصاديا. ونهج خادم الحرمين الشريفين - أيده الله ورعاه - سياسة التحديث والتطوير للرقي بالمملكة وتقدمها في مختلف المجالات فعمل على تطوير وتحديث الأنظمة والتشريعات، وحارب الفساد من خلال جملة من القرارات وإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد . " واستعرض المجلس في بيانه جهود خادم الحرمين الشريفين التي شملت مختلف القطاعات فقد قاد -حفظه الله - عملية تطوير التعليم بقطاعاته المختلفة وخصص له ميزانيات ضخمة، والتوسع في افتتاح الجامعات السعودية في مختلف مدن المملكة ومحافظاتها وأنشأ جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ليُعلن نبراسا جديدا يحمل لواء العلم والمعرفة مواكباً التغيرات العالمية في مسارات التعليم الحديث من خلال تأسيس الجامعات البحثية. وأشار المجلس إلى ما أولاه -حفظه الله- للقطاع الصحي فأمر بإنشاء المدن والمجمعات الطبية ودعم هذا المرفق الحيوي بعشرات المليارات، حرصاً منه -يحفظه الله- على توفير أرقى الخدمات الصحية للمواطنين، ولعل آخر الشواهد الأمر الكريم الذي أصدره -أيده الله- قبل نحو أسبوعين بدعم وزارة الصحة بما يزيد على 15 مليار ريال لإنشاء 22 مجمعًا طبيًا ومستشفى ومراكز متخصصة لاضطرابات النمو والسلوك للأطفال، إضافة إلى إنشاء شركة للاستثمارات الصحية. واستعرض المجلس في بيانه جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في إيجاد الحلول العاجلة لمسألة البطالة وقضايا الإسكان والنقل العام. كما أشار إلى الاهتمام والعناية التي أولاها الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة جل عنايته واهتمامه، حيث أمر بأضخم توسعة للحرمين الشريفين على مر التاريخ، إلى جانب المشروعات التطويرية للمشاعر المقدسة وفي مقدمتها تطوير منطقة جسر الجمرات، وقطار المشاعر المقدسة، وفي مجملها تستهدف خدمة ضيوف الرحمن وتوفير أقصى سبل الراحة لهم وهم يؤدون مناسكهم. وتطرق المجلس إلى الجهود التي يبذلها الملك المفدى على الصعيد الإسلامي حيث حمل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هموم أمته الإسلامية وقضاياها ودافع عنها في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، ودعا – يحفظه الله – إلى عقد قمتين إسلاميتين استثنائيتين في مكةالمكرمة لدعم التضامن الإسلامي. ونوه المجلس بما تحقق على الصعيد الدولي حيث تبوأت المملكة العربية السعودية مكانة عالية بين أمم هذا العصر بفضل من الله ثم بالسياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي نهجها في تعامله مع مختلف القضايا الإقليمية والدولية، حيث سار على النهج السياسي الذي أرساه موحد هذه البلاد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- ومواقفها الثابتة تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية المركزية للأمة العربية قضية فلسطين، وباتت المملكة في هذا العهد الزاهر تلعب دوراً محورياً من خلال عضويتها في مجموعة العشرين. وسجل الملك عبدالله بن عبدالعزيز اسمه في التاريخ المعاصر كزعيم سلام بمبادرته للحوار العالمي بين أتباع الأديان السماوية والثقافات المعاصرة، التي تمخض عنها تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان السماوية والثقافات في العاصمة النمساوية، لتتحول مبادرة الملك المفدى إلى عمل مؤسسي، يسهم في نشر ثقافة الحوار وثقافة التسامح بين الشعوب بما يخدم الأمن والسلم الدوليين. واختتم المجلس بيانه برفع الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد الأمين وسمو النائب الثاني، على ما يحظى به مجلس الشورى من العناية والاهتمام حيث تبوأ المجلس في هذا العهد الميمون دوراً رئيساً في تأصيل منهج الشورى، وأصبح للمجلس مكانة لائقة به ضمن خريطة المجالس النيابية على مستوى العالم العربي والإسلامي خاصة، وعلى المستوى العالمي عامة، ويقدر المجلس عالياً حرص خادم الحرمين الشريفين على تفعيل أعماله، وتوسيع دائرة المشاركة الوطنية في صنع القرار بتعيين المرأة عضوا في المجلس.