بطولة مستحقة وإصرار على مواصلة المشوار بين الأبطال عاشت محافظة الأحساء مساء السبت ليلة سعيدة تمثلت بتتويج فريق كرة القدم بنادي الفتح بكأس دوري المحترفين السعودي (زين) عقب فوزه الأخير على الاتفاق برباعية نظيفة في المواجهة التي جرت بينهما على ملعب مدينة الأمير محمد بن فهد بمدينة الدمام وفاز فيها النموذجي برباعية نظيفة سجلت عن طريق مبارك الاسمري وحمدان الحمدان وحسين المقهوي ودوريس سالمو، لتزف تلك الجماهير الغفيرة عريسها الجديد لأقوى بطولة محلية هذا الموسم، وكان الفتح ضمن لقب البطولة قبل ختام الدوري بجولتين، وهو الفريق الذي صعد قبل خمسة مواسم لدوري الكبار، لكنه صنع الانجاز بفضل الإصرار والروح والتوليفة الإدارية المتميزة وروح ونجومية الجهاز الفني واللاعبين وفي ظل وجود أندية عريقة مثل الشباب والهلال والأهلي والنصر والاتحاد. كان البعض يعتبر فوز فريق صاعد من سنوات قليلة لدوري المحترفين وتحقيقه للقب ضرباً من الخيال، لكن في ظل تواجد المواهب في النادي النموذجي تحول الحلم إلى حقيقة، وجرت الاحتفالية الكبيرة بالإنجاز من خلال الباص المفتوح الذي أعدته الإدارة لهذه المناسبة؛ إذ جال في جولة مكوكية من كورنيش الدمام إلى الواجهة البحرية بالخبر وفي اليوم الذي تلاه إلى معقل الفتح مدينة المبرز التي احتفلت مع نجومها في أمسية رائعة وسهرت حتى الصباح على صوت الفرح الذي داعب كل محبين أبطال الدوري، لتنطلق تعبر عن سرورها بتحقيق هذا الانجاز الأبرز في تاريخ النادي فقادت رابطة المشجعين الأفراح والشيلات بهذه المناسبة التي لن تنسى في تاريخ النادي. و"دنيا الرياضة" كعادتها في مسايرة انجازات الأندية السعودية كافة تقدم تقريراً شاملاً عن ذلك المنجز المميز لبطل دوري "زين" الفتح لتؤكد وقفتها على مسافة واحدة من الجميع: * أبناء المبرز يحققون حلم 56 سنة حقق اللاعبون حلم جماهير أبناء المبرز وهو الحصول على بطولة دوري "زين" السعودي وهو الحلم الذي طالما راود محبي هذا النادي الذي مضى على تأسيسه 56 سنة فكانت الرغبة واضحة من قبل الإدارة وأعضاء الشرف من خلال الدعم غير المسبوق هذا الموسم فتعاقد النادي مع لاعبين محليين وأجانب على مستوى عال من الأندية الأخرى وجدد للجهاز الفني الرائع التونسي فتحي الجبال للموسم السادس على التوالي في الوقت الذي طالبت فيه الجماهير باستمراره إلى ما بعد رحلة تحقيق اللقب الموفقة وحتى مواسم مقبلة ليكتمل الاستقرار. نجوم واعدة.. وجهاز فني قدير.. وإدارة واعية خلف الانجاز * المهمة الأصعب لم يكن دوري هذا الموسم سهلا كما يتصوره البعض فجميع الأندية استعدت مبكرا بالمعسكرات الخارجية ودعمت فرقها بأبرز اللاعبين المحليين والأجانب ولذلك ظلت الفرق تنافس على اللقب حتى الجولات الاخيرة من الدوري ولكن الفارس الأصيل الفتحاوي نجح في نهاية المطاف وقبل الختام بجولتين في تحقيق اللقب والابتعاد عن اقرب منافسيه بفارق ثماني نقاط. خطف المركز الأول جاء بعد جهود مضاعفة من نجوم الفريق في الوقت الذي وقفت الإدارة مع فريقها وقدمت كل التسهيلات لكسب أهم مواجهات الموسم مع الفرق الكبيرة وصاحبة التاريخ الطويل وهو الذي مثل المنعطف الأهم في مسيرة الفريق. لحظة التتويج كانت تاريخية * عشق الجماهير وراء الانتصارات رسمت الجماهير الفتحاوية لوحة جميلة عندما حضرت وبكثافة في ليلة التتويج في مواجهة الاتفاق على ملعب مدينة الأمير محمد بن فهد التي تغلب فيها البطل برباعية نظيفة، وظهرت حالة من العشق والهيام غير العادية بين جماهير الفتح وناديها بالزحف خلف الفريق من الاحساء إلى الدمام وبعدد 40 باصا خلاف السيارات الخاصة، ليترجم الحلم إلى واقع بفعل الدعم الجماهيري، والمتابع لتاريخ الفتح يعرف أنه صعد واحتفل بالصعود من دوري الدرجة الثانية للأولى في عام 2003 م وبالتحديد في 14 ابريل ليعود مرة أخرى وفي التاريخ ذاته وتحديداً في 14 ابريل ليتوج بلقب بطولة دوري المحترفين السعودي.. الفارق 10 سنوات وكل ذلك جاء بفضل دعم الجماهير الوفية لمعشوقها النموذجي كونها هي من رسمت الابتسامة على وجوه أبناء الاحساء بفضل وقفتها الصادقة في أحلك الظروف إذ لعبت دورها في منح اللقب الغالي لأول مرة في التاريخ لتتزين الاحساء بأروع قناديل الفرح والورود. * أرقام فتحاوية سجل الفتح (20) انتصاراً من أصل 26 مواجهة وبذلك يعتبر أكثر الفرق فوزاً محققاً رقماً قياسياً في تاريخ الدوري السعودي، وسجل الفتح الفوز الأكثر ايضاً على أرضه ب 11 فوزاً، وكان أيضاً أقل الفرق تعادلاً بأربعة تعادلات، كما يعتبر هجوم الفتح ثاني اقوى هجوم برصيد 52 هدفا فيما ولج شباكه 23 هدفا كأقوى خط دفاع في الدوري، وجمع الفريق 64 نقطة مهدراً 14 نقطة فقط من مجموع النقاط الكاملة في الدوري، ويعتبر لاعب الفتح الكنغولي دوريس سالمو أكثر اللاعبين مشاركة بواقع 2340 دقيقة بمشاركة حارس الفيصلي تيسير النتيف بالدقائق ذاتها، فيما حصل اللاعب البرازيلي التون على المركز الثالث في صناعة الأهداف برصيد 11 هدفا وهو الذي سجل 11 هدفا أيضاً، فيما حل المهاجم الكنغولي دوريس سالمو في وصافة ترتيب الهدافين برصيد برصيد 17 هدفاً خلف هداف الدوري الأرجنتيني تيجالي برصيد 19 هدفا. الفتح اختتم الدوري برباعية في الاتفاق * موازين القوى الكروية اجمع النقاد الكرويون على أن الفتح أحرج الأندية الكبيرة التي ظلت مبتعدة لسنوات عدة وسعت بكل ما تملك لتحقيق اللقب ولم تستطع رغم الملايين التي صرفتها، ورغم افتقاد الإدارة الفتحاوية لميزانية تلك الأندية العريضة إلا أنها عوضت ذلك بالفكر الإداري الناجح، وبالفعل ساهم النموذجي في تغيير موازين القوى الكروية في كرة القدم السعودية بحصوله على كأس دوري "زين" وعلو كعبه حتى أصبح ضلعاً ثابتاً في الدوري السعودي للمحترفين استطاع بجدارة أن يحجز مكاناً ليمثل السعودية في دوري أندية آسيا الأبطال للمحترفين الموسم المقبل رغم قلة الإمكانات مقدماً درساً مجانياً ستستفيد منه كل الأندية سواء كانت تملك الإمكانيات الكبيرة أو لا والتي تريد النجاح إذ ما عليها سوى ان تحذو حذو هذا الفريق البطل، الذي بالفعل قدم تجربة تعتبر ظاهرة فريدة يجب الاستفادة منها خاصة في التخطيط والتنظيم والإشراف ووحدة الهدف والتكاتف بين مسؤوليه وكذلك إعمال الفكر وكيفية التصرف في حدود الميزانية المرصودة. * أجانب الفتح الأفضل بشهادة الجميع اثبت أجانب الفتح أفضليتهم من خلال مساهمتهم في تتويج الفريق ببطولة الدوري إذ برهنوا على ذلك في اليوم الختامي ايضا عندما صنع البرازيلي التون الأهداف الأربعة في شباك الاتفاق فيما ترجم الهداف الكنغولي دوريس سالمو واحد من تلك الأهداف رافعاً رصيده إلى 17 هدفاً في وصافة الهدافين فيما دافع السنغالي كيمو سيسكو بكل شراسة عن مرمى الحارس الشاب عبدالله العويشير، وظل الأردني شادي ابوهشهش كعادته يحافظ على توازن اللعب بين الدفاع والهجوم فضلاً عن مساندته للهجمة مثبتاً أنه "الجندي المجهول" في صفوف الفريق بفضل لياقته البدنية العالية. * قالوا عن الإنجاز في البداية تحدث رئيس مجلس الإدارة المهندس عبدالعزيز العفالق وقال: "هذا الانجاز لم يأت من فراغ بل من جهود كبيرة من الجميع ونحمد الله أننا وفقنا في تحقيق هذا اللقب المهم، والفريق قدم طيلة مشواره عطاءات متميزة جداً توجت في النهاية بتحقيق البطولة التي تعتبر الأثمن والأغلى في مسيرة هذا الكيان، ونهدي الانتصار لرئيس أعضاء الشرف الشيخ عبدالعزيز الموسى والى بقية الاعضاء ولجماهيرنا الوفية التي ساندتنا طيلة الدوري، واضاف أن جميع الفتحاويين سعداء بهذا الإنجاز الغالي مشيراً إلى أن الفتح تعرض لبعض الظروف من الدوري، ولكن خبرة اللاعبين مكنتهم من التغلب على هذه الظروف الصعبة والحصول على اللقب. وأثنى العفالق على جميع اللاعبين وكذلك الدور الذي قام مدرب الفريق التونسي فتحي الجبال به مع الفريق ليظهر الفريق بمستوى جيد ومعززا ذلك بالبطولة التاريخية في مسيرة النادي.