كتب الفتح اسمه بمداد من ذهب في سماء الكرة السعودية عندما توج ببطولة دوري المحترفين السعودي بعد انتصاره الثمين والغالي على الاهلي بهدف من دون مقابل سجله مهاجمه الكنغولي دوريس سالمو، وذلك قبل ختام الدوري بجولتين في المباراة التي جمعتهما على ملعب مدينة الامير عبدالله بن جلوي الرياضية بالاحساء، وحضر المواجهة ذات العيار الثقيل جمهور غفير من ابناء الأحساء والمنطقة الشرقية ملأ جنبات الملعب بحثاً عن تتويج "النموذجي" باللقب "الحلم" الذي تمكن من تحقيقه في تلك الامسية الجميلة ليهدي عشاقه ومحبيه أجمل وأغلى الهدايا. وكان الفتح وجد نفسه في احسن حال عندما تقدم بالهدف الاول في الحصة الاولى من المواجهة، ليعلن حصوله على هذا الانجاز الحلم بقيادة اللاعبين الشبان والجهاز الفني القدير الذي يقف على هرمه المدرب فتحي الجبال والادارة الحكيمة بقيادة المهندس عبدالعزيز العفالق. هذا الانتصار ذهب بابناء الاحساء الى أعلى المجد الكروي وبنقاط بلغت 61 حتى الآن وهو قادر على تجاوزها في الجولتين المتبقيتين. فوز الفتح جاء ليغير مفاهيم الكرة لدينا ويسحب البساط من تحت اجندة واستراتيجيات الفشل الادارية والفنية في بعض الاندية الاخرى التي صرفت الملايين دون تحقيق النتائج إذ تفوق الفكر الاداري الناجح على الملايين؛ فهنيئا للاحساء بنجومها التي تلألأت حتى اضاءت سماء الشرقية كافة لتتجدد معها الفرح الذي غاب عنها طويلا. من غير الفتح يستحق اللقب؟ وصف اللاعبون الإنجاز بالتاريخي مؤكدين انه جاء بعد تعب وجهد كبير ولذلك كانت الفرحة كبيرة وممزوجة بالدموع وقدموا شكرهم لكافة ابناء الاحساء الحبيبة، وأكدوا أن الجميع تكاتف من اجل تحقيق البطولة، وان مجال تحقيق مزيد من البطولات قائم من خلال الادارة الرائعة التي لم تأل جهدا في تذليل كافة الصعوبات واختتم اللاعبون حديثهم بالشكر لجميع للجمهور المميز وشكرا لمن ساهم في الإنجاز والقادم أحلى بإذن الله. عشق لا يضاهيه شيء حالة من العشق والهيام غير عادية ارتبطت بين جماهير الفتح وناديها فالمتابع لتاريخ الفتح يعرف انه احتفل بالصعود من دوري الثانية للاولى في عام 2003م وتحديداً في 14 ابريل ليعود مرة اخرى وفي التاريخ ذاته وبالتحديد في 14 ابريل ليتوج بلقب بطولة دوري المحترفين السعودي وبحسبة بسيطة يتضح لنا أن الفارق بينهما 10 سنوات وهو أمر اسثنائي ولا يتكرر كثيراً. الملاحظة التي تم التقاطها من جميع المنتسبين للفتح اثناء إعداد التقرير أنهم اجمعوا على أن دعم الجماهير الوفية لمعشوقها النموذجي كان السر الأكبر في تحقيق المنجز لكونها هي من رسمت الابتسامة على وجوه ابناء الاحساء بفضل وقفتها الصادقة في احلك الظروف إذ لعبت دورها في منح اللقب الغالي اول مرة في التاريخ لتتزين الاحساء باروع قناديل الفرح والورود. المدرب الداهية نجاح الادارة الفتحاوية امتد إلى اختيار المدرب المناسب القادر على قيادة دفة الفريق نحو البطولة وذلك بفضل استقرارها على المدرب ولمدة ست سنوات فأثبت التونسي فتحي الجبال أنه مدرب قدير وخبير ويدرك أهمية موقعه وكيفية التعامل مع المباريات ويكفي أن الفريق خاض 24 مباراة رسمية لم يخسر خلالها سوى مباراة واحدة فحقق فالجبال يعتبر من المدرببين الأكفاء إذ تلقى عديد من العروض في الفترة الأخيرة لكنه رفضها وفضل البقاء مع فريقه الذي قدمه للنجومية والذي وجد داخله الراحة الكبيرة ليبادله الحب والعطاء ويرسم اجمل لوحة طبيعية مزدوجة بين الجبال التونسية ونخيل الاحساء. مسيرة مظفرة استهل الفتح رحلتة بالبحث عن اللقب بالانتصارات المتتالية فنجح في تحقيق 61 نقطة حيث لم يخسر سوى لقاء واحد بينما تعادل في أربع مباريات منها ثلاث تعادلات في الدور الاول وواحد فقط في الدور الثاني وفاز في 19 مباراة منها 10 انتصارات في الدور الاول. وسجل هجوم النموذجي 47 هدفاً حيث سجل 29 هدفا في الدور الاول بينما تلقى مرماه 21 أهدفا منها 19 هدفا في الدور الاول كاقوى خط دفاع مع فريق النصر. دوريس ينافس تألق في صفوف الفتح المهاجم الكنغولي دوريس سالمو هذا الموسم بشكل لافت فساهم بشكل مباشر في حسم اللقب مبكرا وسالمو حالياً يحتل وصافة الهدافين برصيد 16 هدفا خلف لاعب الهلال البرازيلي ويسلي لوبيز والارجنتيني لاعب الشباب تيجالي اللذين يتصدران الهدافين برصيد 17 هدفاً، ويعتبر دوريس أكثر اللاعبين تسجيلاً بالرأس برصيد تسعة اهداف، ويملك دوريس فرصة الانفراد بصدارة الهدافين والتتويج بلقب الهداف. أجانب الفتح الأفضل بفضل الحنكة والعمل الاحترافي التي قامت به إلادارة الفتحاوية برئاسة المهندس عبدالعزيز العفالق نجحت الإدارة في جلب أفضل اللاعبين الأجانب الذين قدموا مستويات كبيرة، أكدوا من خلالها أنهم الأفضل والأبرز بشهادة الجميع، فالفريق يتواجد في صفوفه الرباعي البرازيلي التون الذي يشغل مركز صانع اللعب وقدم مستوى مميزا على الصعيد الهجومي والتهديفي، والهداف الكنغولي دوريس سالمو الذي يقوم بدور كبير في ترجمة الفرص الى اهداف فضلاً عن مساندته ولاعب المحور الاردني شادي بوهشهش الذي يعتبر الجندي المجهول في صفوف الفريق بفضل لياقته البدنية العالية والمدافع السنغالي كيمو سيسكو الذي قدم مستوى مميزا في الدفاع فضلا عن تسجيله للأهداف. وهؤلاء اللاعبون قدموا مستويات كبيرة منذ بداية الموسم وكانوا في مستوى التطلعات الفتحاوية واستحقوا بالفعل أن يكونوا الأفضل على مستوى بقية الأجانب في الأندية الأخرى. رابح يغني للفتح أطلق الفنان رابح صقر أغنيته الخاصة لنادي الفتح تزامناً مع تحقيقه لقب دوري "زين" السعودي للمحترفين، التي وعد بطرحها تقديراً للمستويات التي سطرها الفريق الفتحاوي طوال منافسات الموسم الرياضي الحالي، ويعود رابح الى مسقط رأسه محافظة الاحساء وبالتحديد في حي الفتح الذي يحتضن منشأة النادي إذ سبق له أن اقام حفلا بنادي الفتح لينطلق من خلال ذلك للنجومية بعد ان غيرت اسمه من عيسى الصقر الى رابح صقر وهو يدين بالفضل لنادي الفتح في بروزه لعالم الشهرة. الاحترافية وراء النجاح المبهر أكد مدير الاحتراف خالد السعود ان فريقه استحق الفوز بالدوري موضحاً بان الإعداد الجيد قبل بداية الموسم كانت نتائجه رائعة وواضحة على أداء الفريق وأضاف: "الإنجاز الذي تحقق هذا الموسم كان مستحقاً نظرا للعمل الاحترافي الكبير الذي قدمته الإدارة قبل وأثناء الموسم، فهي جهزت الفريق من جميع النواحي ووفرت للأجهزة الفنية واللاعبين جميع الاحتياجات اللازمة والكفيلة بتحقيق النتائج الإيجابية للفريق، ومن هنا يطيب لي أن أهنئ رئيس النادي المهندس عبدالعزيز العفالق ونائبه سعد العفالق والمشرف العام احمد الراشد ونائبه ابراهيم الشهيل ورئيس اعضاء الشرف الشيخ عبدالعزيز الموسى وجميع محبي النموذجي على تحقيق الدوري، فالفريق وبكل جدارة غرّد خارج السرب وبفارق نقطي كبير عن اقرب منافسية ومنذ انطلاقة الدوري تزعمنا الصدارة فكانت النهاية جميلة وبقدر العمل الشاق ترجمناه انجازاً غالياً وبالتالي اهدينا جماهيرنا الرائعة اجمل هدية والسبب الرئيسي لهذه الإنجاز والنجاح المبهر هو الاحترافية العالية من الإدارة وجميع الأجهزة بالفريق إضافة إلى التعاون بين اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية والطبية للوصول للهدف وهو ما حدث ولله الحمد". هكذا تكون نتيجة العمل