المملكة تؤكد دعمها للجهود العالمية للتنوع الأحيائي    "سدايا" تستعد لإطلاق منافسات المرحلة النهائية ل"تحدّي علاّم"    دوري ابطال آسيا للنخبة: الاهلي يكتسح الشرطة العراقي بخماسية لهدف    جدة تشهد افتتاح الأليانس الفرنسية في حي جميل    نائب وزير البلديات والإسكان يفتتح النسخة ال 34 من معرض البناء السعودي        السعودية ومولدوفا توقعان اتفاقية لتعزيز التنسيق الثنائي    تحديد موقف رونالدو من مواجهة العين    37 ميدالية للتايكوندو السعودي    أكاديمية يلو تفتح أبوابها نحو طريقك لمستقبلك    لليوم الثاني على التوالي.. «انسجام عالمي» تفجر فرحة شعبية سعودية - يمنية    رئيس الوزراء المصري والأمير فيصل بن عياف يتفقدان الجناح السعودي في المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر    أمير تبوك يستقبل القنصل البنجلاديشي لدى المملكة    جازان: القبض على 7 مخالفين لنظام الحدود لتهريبهم 108 كيلوغرامات من القات    مؤرخ أمريكي: هاريس ستهزم ترمب غداً    الميزانية السعودية تُسجل 309 مليارات ريال إيرادات في الربع الثالث    22732 قرارا إداريا بحق مخالفين للأنظمة    الأمين العام للتحالف الإسلامي يستقبل وزير الدفاع العراقي    تركيا: نستهدف رفع حجم التجارة مع السعودية إلى 30 مليار دولار    قائد القوات المشتركة يستقبل الشيخ السديس    موعد مباراة الهلال والإتحاد في ربع نهائي كأس الملك    نائب أمير الشرقية يستقبل مدير عام فرع وزارة التجارة بمناسبة تعيينه    إثراء يعلن عن 3 مشاريع فائزة بتحدي تنوين الكبير لإثراء تجربة الحاج    تجمع القصيم الصحي يختتم حملة التوعية بسرطان الثدي بأكثر من مليون مستفيد    «الأونروا»: كارثة في غزة        بمبادرة من السعودية.. انطلاق الأسبوع العربي في اليونسكو بباريس    أمير الشرقية يرأس الأجتماع الثامن لهيئة تطوير المنطقة    رئيس مجلس الشورى يستقبل السفير الصيني لدى المملكة    " سعود الطبية " تُجري أولى عمليات التردد الحراري لتسكين آلام الركبة    استمرار التوقعات بهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    حضور لافت للتعرف على الثقافة اليمنية في حديقة السويدي    لمن سيصوت عرب أميركا؟!بعد ان غيرت غزة مواقفهم    انطلاق مؤتمر استدامة الطرق    محمد الدعجاني رئيس نادي عكاظ ل(البلاد): نعمل على تطوير «عكاظ» إدارياً وفنياً    بدء تسجيل 87,318 قطعة عقارية في الدمام والخبر    الغربان لاتنسى الإساءة وتنقلها إلى أقاربها    «واتساب» يتيح خاصية البحث داخل القنوات    انتهاكات حقوق المستهلكين في قطاع التوصيل    دعم المواهب الفنية    خالد سعود الزيد.. عاش حياته متدثراً بالكتب والمخطوطات والتأريخ    أنتِ جميلة    فهد بن سلطان يتابع اختبارات طلاب تبوك    مقال ذو نوافذ مُطِلَّة    مسؤول عسكري يمني ل«عكاظ»: عضو مجلس القيادة طارق صالح بخير.. وإصابته طفيفة    هواتف ذكية تكشف سرطان الحلق    5 أسباب متوقعة لألم الرقبة    أحدثهم القملاس.. مشاهير أنهى مرض السكري حياتهم    لا تحرق معدتك .. كل أولاً ثم اشرب قهوتك    لمسة وفاء.. اللواء الدكتور عويد بن مهدي العنزي    القلعة تغرق في «ديربي البحر»    ما يحدث في الأنصار عبث بتاريخه !    بشرى الأمير عبدالعزيز بالسعودية النووية    الكبار يتعلمون من الصغار    مشائخ القبائل و درء سلبيات التعصب    مليونا اتصال للطوارئ الموحد    أمير منطقة تبوك يراس اجتماع لجنة الدفاع المدني الرئيسية بالمنطقة    المملكة تشارك في المنتدى الحضري العالمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«شراكة المواطن» مع الدفاع المدني في وعيه والتزامه بالسلامة
يكفي إهمالاً وتهوراً و«مغامرة» على حساب حياتك ومالك
نشر في الرياض يوم 19 - 03 - 2013

احتفلت المديرية العامة للدفاع المدني مع الأسرة الدولية باليوم العالمي للحماية المدنية، وشعاره هذا العام تعزيز الشراكة المجتمعية، وغايته تنمية الوعي بين الأفراد والمؤسسات لتطبيق اشتراطات السلامة، والحفاظ على الأرواح والممتكات، وأمنيته أن يتجاوز "الجمهور السلبي" سلوكياته في التجمهر عند الحوادث، وأن يبادر المبلغ بالاتصال فور نشوب الحريق، وتقديم عنوان المنزل واضحاً.
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها الدفاع المدني في التوعية المجتمعية، وتوسيع جغرافية انتشاره، وتأهيل عناصره، واستقطاب المعدات الحديثة، والتقنيات المستحدثة، إلاّ أن تلك الجهود لا تزال بحاجة إلى "شراكة حقيقية" من المدرسة، والأسرة، ووسائل الإعلام، ومؤسسات الدولة؛ لأن الجهد الأحادي لا يمكن أن يتحقق معه الأهدف، ولا التطلعات المنشودة حاضراً ومستقبلاً.
ويبقى الدفاع المدني جهاز الدولة المتجدد فكراً وعملاً وتضحية في الميدان نموذجاً فريداً في التعامل مع أسوأ الظروف بحكمة وصبر وتحمل في المواقف الجسام، ويبقى رجاله الأوفياء "صادقين ما عاهدوا الله عليه" رغم من تحدث، وأثار، وجادل، وناقش بحياد أو انحياز.
"ندوة الثلاثاء" تناقش هذا الأسبوع -تزامناً مع اليوم العالمي للدفاع المدني- شراكة المواطن في وعيه والتزامه بالسلامة مع رجال الدفاع المدني.
اللواء العمرو: حوادث الصيف أكثر وأخطر ونخشى من «الأحمال الكهربائية» و«التوصيلات الرديئة»
اليوم العالمي
في البداية أوضح اللواء "سليمان العمرو" أنّ الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للحماية المدنية ومقرها مدينة "جنيف" تزيد عن (67) دولة، والمملكة إحدى الدول الأعضاء بهذه المنظمة، ولهذه الدول اجتماع سنوي يتم فيه طرح وتداول الأفكار الجيدة والبناءة التي تهدف إلى تطوير أجهزة الدفاع المدني "الحماية المدنية" بكافة هذه الدول.
وقال:"رغبةً من هذه الدول في رفع مستوى الوعي لدى مجتمعاتها والتعريف بأهمية أجهزة الدفاع المدني؛ اعتمدت فكرة إيجاد يوم عالمي للدفاع المدني يتم اختيار موضوعه من قبل الدول الأعضاء، واختير اليوم الأول من مارس من كل عام ليكون اليوم العالمي للدفاع المدني".
اتساع رقعة الحريق التحدي الأكبر أمام رجال الدفاع المدني
وأضاف أنّ أهم أهداف هذا اليوم هو التعريف بأجهزة الدفاع المدني ومهامها، ودورها الحيوي في رفع مستوى الوعي بالمخاطر المحيطة بالمجتمع، وأهم التدابير الوقائية الواجب اتباعها، والدور المجتمعي والوطني تجاه حماية النفس وحماية المجتمع وحماية الممتلكات، موضحاً: "مع طرح موضوعات متعددة خلال السنوات الماضية لاحظنا ارتفاعاً في مستوى الوعي لدى الناس، وإن كان ذلك نسبياً إلى حد ما، إلاّ أنّ الشيء بحد ذاته إيجابي وجيد، ومع تطور الوسائل المستخدمة للتواصل مع المجتمع في الآونة الأخيرة أصبحت الوسائل المستخدمة للوصول إلى الجمهور المستهدف تساعد بشكل أكثر من ذي قبل، وساهمت في الوصول إلى المتلقي بشكل أسرع وأكثر".
تنمية الوعي
وأكد اللواء "سليمان العمرو" على أن اليوم العالمي للدفاع المدني فرصة لتنمية الوعي المجتمعي تجاه الالتزام باشتراطات السلامة، وتوفير عناصرها، والتفاعل معها أثناء وقوع الأحداث، إلى جانب التأكيد على دور ومسؤوليات الدفاع المدني في دعم تلك الجهود، والخروج من "العمل الآحادي" إلى "الشراكة المجتمعية"؛ لتعزيز مظاهر الوعي على الدوام. وقال:"لا ننسى أنّ المجتمع كله ذو علاقة بمهمة وأعمال الدفاع المدني؛ باعتبار أنّ أعمالنا تتسم بالطابع المدني، وهي بالتالي مسؤولية جماعية يجب أن تكون متكاملة، ولكن رغم استخدامنا للعديد من الوسائل والرسالة الإعلامية بشكل مستمر وعلى مدى سنوات، إلاّ أنّها قد لا تجد الاهتمام من بعض أفراد المجتمع، فمثلاً كثيراً ما تناولنا مخاطر الغاز، ونشرنا وسائل توعوية عن كيفية تركيب أنابيبه، وكيفية الوقاية منه، ولكن للأسف لم تجد أذناً صاغية، إلاّ عندما وقع الحادث المؤلم في مدينة الرياض قبل عدة أشهر، حينما احترقت الشاحنة المحملة بالغاز؛ إذ بادر المواطنون بالاتصال بالدفاع المدني من أجل معرفة طرق الحماية من مخاطره!، وهذا ليس مبرراً لوقف البحث عن أنجع الوسائل والسبل التي تساهم في إيصال المعلومة المهمة، ومازلنا نستخدم جميع الوسائل، ومنها وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وجدنا أنّ نسبة الوعي في المجتمع قد تحسّنت كثيراً، وأنّ المعلومة أصبحت تصل إلى أفراد المجتمع؛ مما ساعد على تطوير بعض المفاهيم لدى بعض أفراد المجتمع والشباب بصفة خاصة".
الصورة الذهنية عن الدفاع المدني لدى الناشئة أفضل حالاً من الأجيال السابقة
القوى البشرية
وتساءل الزميل "د.أحمد الجميعة" عن أثر الكثافة السكانية على عملية التخطيط والتدريب للدفاع المدني؟، وأجاب العقيد "علي الدعيج" أن وزارة الداخلية والمديرية العامة للدفاع المدني لم تأليا جهداً في توفير مراكز منتشرة في مناطق المملكة، بل أصبحت مراكز الدفاع المدني تغطي معظم المدن والقرى، إضافة إلى ما تم هذا العام من استحداث أكثر من (187) فرقة للدفاع المدني، وسيتم تعيين الخريجين هذا العام لتشغيل هذه الفرق، وكذلك سيتم تعيين الخريجين في العام المقبل لشغل هذه الاستحداثات، والآن تم تخريج أكثر من (2000) خريج في مكة المكرمة، وسيتم تطبيق برنامج تدريبي متكامل لهؤلاء يتضمن إرسال مجموعة كبيرة منهم كرؤساء فرق إلى بريطانيا، وسيتم تخريج أكثر من (3000) خريج خلال الأشهر القليلة المقبلة؛ لتغطية بعض المراكز المنتشرة في المملكة.
العقوبة ليست حلاً من دون إحساس المخالف بحجم الخطر الذي ارتكبه وصدقه مع نفسه أن لا يعود إليه
وقال:"هذا التنامي الكبير في إنشاء المراكز وتخريج مجموعة كبيرة من الشباب في مجال الدفاع المدني يعود إلى الاهتمام الكبير من قبل حكومتنا الرشيدة، ومتابعة مستمرة من سمو وزير الداخلية للعمل وبأسرع وقت ممكن؛ لإيجاد هذه المراكز، وقد تم بالفعل التمركز في هذه المواقع، وسيتم تشغيلها هذا العام على أن تستكمل تشغيل بقية المراكز العام المقبل".
مراكز الإيواء
وبيّن الزميل "سليمان العصيمي" أنّ هناك قصوراً من قبل الدفاع المدني في نشر التوعية بين المواطنين، معتبراً أنّ مشاكل التوعية تنحصر في عدم اقتناء أدوات السلامة، والجهل باستخدامها، وطرق الوقاية من الحرائق بأنواعها، مستشهداً بتكرار الحوادث في دور الإيواء بمكة المكرمة أثناء مواسم الحج والعمرة، إلى جانب ما تعرضت له المدن الترفيهية في مدينة "الرياض" قبل عدة أيام، إذ لا يعد ذلك الحادث الأول من نوعه، وإنما هناك حوادث شبيهة وقعت في "الطائف" و"المدينة المنورة"، متسائلاً: هل تكرار الحوادث يرجع إلى ضعف الرقابة القبلية على المنشآت أم لعدم الالتزام باشتراطات السلامة؟.
تضحيات رجال الدفاع المدني مشهودة في مواقف البطولة وإنقاذ الأرواح
وأجاب اللواء "سليمان العمرو" أنّ المديرية العامة للدفاع المدني تولي مراكز الإيواء اهتماماً كبيراً، ولها الأولوية في المتابعة والرقابة؛ نتيجة لاحتوائها على عددٍ كبير من الأشخاص، ومعروف أن سلامة الروح البشرية مقدمة على الممتلكات من حيث الأهمية، مبيّناً أنّ الحوادث التي وقعت في مكة المكرمة خلال السنوات الأخيرة قليلة، وليست ذات تأثير كبير؛ بسبب التزام أصحاب الفنادق والشقق المفروشة بإجراءات السلامة، ودخولهم كعنصر ثالث مع المديرية العامة للدفاع المدني في مرافعة هذه المواقع والكشف عليها، وساهم ذلك في الحد من نسبة الحوادث، وحتى وإن وقعت حوادث فسيتم إخلاء تلك المواقع بشكل سريع؛ بسبب وجود صافرات إنذار، وأجهزة كشف الحريق، وسرعة التدخل لمحاصرة الحريق في موقع محدد، مؤكداً على أنّ أهم عنصر في الدفاع المدني هو اكتشاف الحريق في اللحظات الأولى، وسرعة إبلاغ وإخلاء الساكنين.
إجراءات احترازية
وعلّق العقيد "خالد الهزاع" على ما ذكره الزميل "سليمان العصيمي"، قائلاً: "المنطقة المركزية في مكة المكرمة والمدينة المنورة تحظى باهتمام كبير، من خلال ارتباط اللجان بأمير المنطقة مباشرة وبعدة جهات حكومية أخرى، وتخضع كذلك للإشراف المباشر من قبلهم، والهدف من إيجاد تلك اللجان هو سرعة إنجاز العمل، وعدم تشعب الأعمال لدى تلك الجهات، ولهذا لا يتوقع وجود أي منشأة من منشآت الإيواء في المنطقة المركزية في مكة المكرمة، والمدينة المنورة لم
العقيد الهزاع: السلامة في مدن الترفيه خاضعة لتراخيص وجدول صيانة ولائحة عقوبات
تحصل على تراخيص مزاولة النشاط، فهذا شق، والشق الآخر أنّ الدفاع المدني من خلال تسجيله للحوادث التي تتم بصفة يومية يتم احصاء الحوادث، ومن ثم دراسة المسببات، وقد وجدنا أنّ أغلب الحوادث التي تقع في المنطقة المركزية هي نتيجة حجم الإشغال وليست نتيجة قصور في متطلبات الوقاية في تلك المنشآت، حيث إنّ منشآت الإيواء مصممة بمواصفات عالمية، ولكن إشغال تلك المنشآت تتم بجنسيات عديدة وثقافات مختلفة، وبالتالي هناك أعمال واجراءات في تلك المنشآت لتلك الجنسيات قد تؤدي إلى وقوع الحوادث، وأغلب الإجراءات التي تبرز في وسائل الإعلام هي عبارة عن اجراءات احترازية للدفاع المدني، فمثلاً حينما يتم إخلاء منشأة من جميع القاطنين منها ليست دليلاً على أنّ الحريق اندلع في جميع جوانب المنشأة، وإنما هو اجراء احترازي فقط".
مدن الترفيه
وأضاف العقيد "خالد الهزاع": "يمكننا أن نتناول ما يتعلق بمدن الملاهي بشكل هرمي؛ وهو أنّ المدن الترفيهية بشكل كامل لها لائحة تم تحديدها في متطلبات الوقاية والحماية من الحريق، وتنظم آلية عمل مدن الملاهي، سواءٌ أكانت مدن الملاهي مستقلة بذاتها أم ملحقة بأي مبانٍ أخرى مثل المباني التجارية أو المحال العامة، وهذه كلها تخضع لعملية الاشتراطات، ولا يسمح لمباشرة تشغيل تلك المنشأة إلاّ بعد الحصول على التراخيص النظامية -هذا جانب، والجانب الآخر وهو ما يتعلق بعملية التشغيل التي تقع تحت مسؤولية الجهة التي تتبع لها مدن الملاهي، حيث يجب عليها أن تجري فحوصات دورية بمعدل اسبوعي أو شهري أو سنوي، إضافةً إلى أعمال الصيانة التي تتم بناء على جدول محدد مسبقاً، وحسب نشرة السلامة الصادرة لكل لعبة من الألعاب ومعتمدة عالمياً، وأن تحفظ في سجلات المنشأة في مدن الملاهي".
التوعية أساس الشراكة المجتمعية لتحقيق السلامة
مفتش السلامة
وأشار العقيد "خالد الهزاع" إلى أنّ مفتشي السلامة لهم جولات تفتيشية للتأكد من وجود متطلبات التراخيص النظامية والاهتمام بأمور الصيانة، وفي حال وجود ملاحظات أو أعطال يكون الدفاع المدني الطرف الأول ومدينة الملاهي الطرف الثاني، وهناك جهات تمثل الطرف الثالث في حالة وجود اختلاف أو وجود شكوك أو حوادث تقدم تقاريرها للجهات الرسمية، وهي مسجلة ومعترف بها سواء على مستوى المملكة أو على مستوى دول العالم في الفصل في قضية الحوادث وتحديد المسؤولية هل هي ناتجة من قصور من الجهة نفسها؟، وهل هي ناتجة من قصور من نفس الجهة أو من المشغل أم من خلل ناتج من البلد المصنع؟، وتتولى إعداد تقارير فنية، وبالتالي يتم تحميل الجهة المتسببة في الحادث كامل المسؤولية والتبعات، والنظام خوّل الدفاع المدني في حال وجود أي ملاحظة على أي منشأة بايقاع العقوبات والغرامات المالية المعتبرة في مثل هذه الحالات بموجب لائحة نظامية، وفي حالة وجود أي خطورة يقدرها مفتش السلامة في الموقع له الحق المباشر بتفويض من وزير الداخلية بإغلاق المنشأة جزئياً أو كلياً، ومتى ما رأى أنّ هناك لعبة خطرة تحديداً فله الحق بإغلاق هذا الجزء، وإذا رأى أنّ مدينة الملاهي بأكملها فيها خطورة فله الحق بإغلاقها، وهذه الملاهي أثناء عملية التشغيل وبعد حصولها على الترخيص يتم إضافة بعض الألعاب التي تؤدي إلى تعديل بعض الديكورات وبعض الممرات، وهنا يحق لمفتش السلامة إغلاق المنشأة فوراً دون الرجوع إلى جهته، إلاّ بعد رفع التقارير".
لجان التحقيق
وتساءل الزميل "د.أحمد الجميعة" عن لجان التحقيق في الحوادث وسبب التأخير في إعلان نتائج التحقيقات؟.
وأجاب اللواء "سليمان العمرو" أنّ لجان التحقيق في الحوادث تحتاج إلى وقت ليس بالقصير لإكمال مهامها؛ لأنّ كل حادث يحتاج للرجوع إلى كثير من مسببات وقوعه، مبيّناً أنّ حادث شاحنة الغاز تمت معرفة بعض مسبباته، إلاّ أنّ الأمر ما زال متوقفاً على موضوع التعويضات، ولاشك أنّ الحادث كان كبيراً، ونتج عنه وفيات؛ مما يحتم الدقة والحرص في اكمال التحقيقات، موضحاً أنّه سيتم الإعلان قريباً عن جميع المسببات عن طريق وسائل الإعلام.
العمل التطوعي
وحول المتطوعين وأثرهم في عمل الدفاع المدني، أكّد العقيد "عبدالله الحارثي" على أنّ المجتمع السعودي ينطلق في العمل التطوعي من خلال الحافز الديني؛ لأنّ الإسلام كثيراً ما يحث على فعل الخير، بالإضافة إلى أنّ المجتمع الأصيل يحرص على التسابق والمبادرة إليه، موضحاً أن الدفاع المدني يعمل على تأطير
العقيد الحارثي: فرق كبير بين «التطوع» و«الفزعة» و«التجمهر».. ومشروع «أصدقاء الدفاع المدني» قريباً
ووضع آليات للتنظيم والتفريق ما بين التطوع، والفزعة، والتجمهر، مضيفاً:"نملك تجارب جيدة ومثمرة تدل على أنّ المجتمع السعودي سبّاق إلى فعل الخير، وخير شاهد على ذلك حرب الخليج الأولى، وحرب الخليج الثانية، وسيول جدة الأولى، والثانية، وسيول تبوك، وسيول الرياض، حيث شاهدنا تفاعلاً مميزاً، وأعمالاً احترافية من قبل بعض المتطوعين، والمديرية العامة للدفاع المدني لديها لائحة تنظيمية لأعمال الدفاع المدني تحدد نوعية المتطوعين وأعدادهم، والمجالات التي يمكن الإفادة منهم فيها".
وقال:"هناك مشروع قريب (أصدقاء الدفاع المدني) في الأحياء والجامعات والمدارس، إضافةً إلى مجموعات أخرى تعمل على مواقع التواصل الاجتماعي تُعنى بالتطوع، وقد بدأوا في التواصل معهم، وكرّم سمو أمير منطقة الرياض مؤخراً مجموعة من هؤلاء الشباب في حفل الدفاع المدني، مبيّناً أنّ لديهم خلال الأيام المقبلة أكثر من مشروع تفاهم مع شركة دلة الخيرية، وهي شركة تطوعية تُعنى بالتطوع، مشيراً إلى أنّ خطوات العمل التطوعي المتسارعة دفعت المديرية لإنشاء إدارة تُعنى بالعمل التطوعي.
الوعي في أوقات السيول أهم من المغامرة في الأودية
اشتراطات السلامة
وطرح الزميل "د.أحمد الجميعة" سؤالاً عن اشتراطات السلامة في المنشآت، وأوضح العقيد "خالد الهزاع" أنّ جميع دول العالم حريصة على معرفة متطلبات الوقاية والحماية من الحريق، مبيّناً أنّها تنقسم إلى قسمين: الأول يتعلق بالمبنى من حيث المداخل والمخارج، ولوحات الكهرباء ومواقعها، حيث يتدخل الدفاع المدني في النواحي الإنشائية من خلال التعاون المشترك مع إدارات الرخص بأمانات المناطق لوضع هذه المعايير في المباني منذ بداية إنشائها، والتجهيزات التي توضع في هذا المبنى.
وقال:"يحكم هذا الأمر شقان: هل المبنى مملوك أم مستأجر؟، فإذا كان مملوكاً يكون النشاط واضحاً، ويتم تحديد المتطلبات حسب اللوائح، أمّا إذا كان المبنى مستأجراً ويتم تشغيله عن طريق التأجير وبالتالي يكون النشاط غير واضح بالنسبة للدفاع المدني، ولكن يتم الاحتفاظ بالإشتراطات الرئيسة للمباني بشكل عام، وفي حالة إشغاله بأي نشاط يتم إلزام الجهة التي تضع هذا النشاط بتوفير المتطلبات الخاصة بالنشاط، وفي الغالب تكون الاشتراطات منقولة وليست ثابتة في الموقع نفسه، وهذه الاشتراطات تنفذ من قبل شركات مصرح لها من قبل الدفاع المدني في أعمال التصميم في الدرجة الأولى يجب ان تكون من مكاتب استشارية هندسية، ويتعلق الشق الثاني بعملية الإشراف على المشروع، وتكون من قبل شركات مصرح لها رسمياً، وتكون عملية التنفيذ والإشراف من قبل شركات مصرح لها كذلك"، مبيّناً أنّ المهم في هذه المرحلة هي أعمال التشغيل والصيانة ما بعد أعمال التركيب، وأن تتم من قبل هذه الشركة، والدفاع المدني يتدخل مع المستثمر منذ بداية التصاميم وحتى أعمال التشغيل والصيانة، ويتابعها بشكل دقيق، وفي حالة وجود أي ملاحظات أو وجود خلل لن يتم صرف شهادات نهائية لتشغيل المنشأة إلاّ بموافقة الدفاع المدني وصدور شهادات مطابقة الموقع لكافة الإشتراطات.
تعاون دولي
وعن الكود الأمريكي وعلاقته بوصول فرق الدفاع المدني، لفت العقيد "د.سعد القحطاني" إلى أنّ المديرية لديها اشتراكات مع هيئات ومنظمات عالمية، ويأخذون منها جميع التعليمات والخبرات، موضحاً أنّ هناك العديد من الدول سبقتنا في مواجهة الحوادث والحرائق ولهم معايير عالمية يستندون عليها، والمديرية حريصة على الإفادة من الهيئات والمنظمات الدولية وأخذ المعلومات، وما هو جديد في مجال مكافحة الحوارث والحرائق.
المشاركون في الندوة أكدوا أهمية تنمية الوعي باشتراطات السلامة داخل المنازل
وقال إنّ لديهم كذلك الوقت الزمني الخاص بمواجهة الحريق الذي تتبعه المنظمة العالمية الأمريكية؛ لأنّه في الدقيقة الأولى من نشوب الحريق تصل درجة الحرارة إلى (800 فهرنهايت)، وخلال الدقيقة ونصف الدقيقة تبدأ الحرارة في ازدياد وينتشر ثاني أوكسيد الكربون، وفي الدقيقة الرابعة تصبح عملية الدخول صعبة جداً، مشدداً على أنّ التبليغ عن الحوادث في الدقائق الأولى له أهمية قصوى في عملية الإنقاذ، مفيداً أنّ المديرية لديها اشتراكات في منظمات أخرى مثل
العقيد د.القحطاني: بعد الدقيقة الرابعة يصعب علمياً ومهنياً دخول المباني
أجهزة الإنذار البريطانية، واشتراكات مع عضوية في المنظمة الدولية للحماية المدنية، التي وضعت شعار اليوم العالمي للدفاع المدني بمشاركة (51) دولة في عضويتها ولديهم اجتماعات سنوية، معتبراً أنّ كل هذا يؤكّد على أنّهم يجاهدون حتى لا يكونوا بعيدين عن ما هو موجود في العالم.
نظام العقوبات
وتساءل الزميل "عادل الحميدان" عن كيفية تحصيل المخالفات المالية؟، وإمكانية تطوير لائحة العقوبات؟.
وقال اللواء "سليمان العمرو": "الدفاع المدني لا ينظر إلى العقوبة كهدف، وإنما يحرص على الجانب التربوي بشكل أكثر أهمية من معاقبة الشخص؛ فنحن ننتقل إلى زيارة الموقع ونتفقده، وعندما نجد أنّ هناك مخالفات نوجه صاحب الموقع أنّ يلتزم بإجراءات وتدابير السلامة، وتوضع له عبر نقاط محددة، أو يُطلب منه الحضور إلى مديرية الدفاع المدني ونوضح له الاشتراطات بشكل أكمل وأدق، وعندما نجد الشخص جاداً وحريصاً على تعديل الملحوظات لا نعاقبه، بل نعطيه فرصة للمرة الأولى، والثانية، فإذا لم يطبق الاشتراطات ولم يعرها اهتماماً نلجأ إلى اتخاذ أسلوب العقاب، خاصةً في الأمور التي لا تتحمل التأخير في أي حال من الأحوال، حيث لدينا صلاحيات تبدأ من العقوبة المالية إلى اقفال المحل، و-الحمد لله- كثيرٌ من المواقع التي نزورها نجدها تستجيب لتعليمات الدفاع المدني، وللأسف هناك بعض المواقع لا يعرفون بأنّ لديهم مخالفات، لهذا نركز في عملنا على نشر التوعية أولاً، ثم العقاب في آخر المطاف"، مشيراً إلى أن نظام العقوبات حديث وقد تم تطبيقه مؤخراً، ونحن ما زلنا إلى الآن نجمع المعلومات من جميع أفرع الدفاع المدني في جميع مناطق المملكة حول هذا النظام، واللوائح والمواد المرتبطة به".
الصيف أخطر
واستفسر الزميل "سليمان العصيمي" عن الحوافز المقدمة لرجال الدفاع المدني الذين يقدمون أرواحهم في ميادين العمل؟، متسائلاً عن دور المديرية للحد من تكرار الحوادث سنوياً، خصوصاً المتعلقة بمواسم الحج والعمرة وفصلي الشتاء والصيف؟.
وأفاد اللواء "سليمان العمرو" أنّ الدولة تكفلت برعاية عائلة شهيد الواجب وتعويضهم مادياً ومعنوياً وفق نظام محدد، كاشفاً أنّ موسم الصيف يشكّل هاجساً أكبر لدى الدفاع المدني أكثر من الشتاء؛ لأنّ بعض الأجهزة تتأثّر بدرجات الحرارة مما يجعلها عرضة للحريق، وهناك كذلك مواد تتفاعل كيميائياً مع درجات الحرارة، وبالتالي تتسبب في حدوث حرائق، كما أثبتت الإحصاءات أنّ نسبة الحرائق تزيد في فصل الصيف أكثر منها في فصل الشتاء؛ مما دفع المديرية لزيادة التوعية والإرشادات لوسائل السلامة والوقاية من حوادث الحريق، مشيراً إلى أنّ مقارنة نسبة الحوادث بعدد السكان تكون ضئيلة جداً، مشدداً على أنّ المجتمع بعيد عن ثقافة السلامة بصفة عامة؛ مما رسخ حالة من اللامبالاة في كثير من المواقف كظاهرة التفحيط التي يعتبرها الشباب شيئاً من البطولة والجسارة، رغم معرفتهم بمخاطرها، وكل ذلك يؤكّد أهمية رفع مستوى الوعي بين أفراد المجتمع، وهذا الأمر متعلق بعمل الدفاع المدني.
التواصل الاجتماعي
واتفق العقيد "عبدالله الحارثي" مع ماذكره اللواء "العمرو" من أنّ التوعية مهمة في عمل الدفاع المدني؛ للتقليل من نسب الحوادث، مبيّناً أنّ العملية تحتاج إلى أموال طائلة لإخراج مواد توعوية مقروءة أو مسموعة أو مرئية، وإذا أردوا الاستعانة بإحدى القنوات يجدون أنّ تكلفة البث تبلغ عشرة أضعاف تكلفة الإنتاج، ولكن بالرغم من ذلك لم يتوقفوا عن بث التوعية، حيث اعتمدوا على بعض الوسائل مثل "تويتر" و"الفيس بوك".
وقال:"الدفاع المدني كان مبادراً في إنشاء صفحات تسهل عملية التواصل مع الجمهور، وبدأ في التركيز على جانب مهم جداً وهو توعية النشء عن طريق المسرحيات التلفزيونية، والمدارس، وأفلام الكارتون، وبعض الألعاب الخاصة بالأطفال"، مشيراً إلى أنّهم قدموا الكثير من الأعمال التوعوية.
واقترح الزميل "طلحة الأنصاري" توجه المديرية إلى المواقع التي تتيح عرض أفلام قصيرة افتراضية لطرق النجاة من الحوادث، حتى يتمكن الشخص من خلق تصور معين حول الأساليب التي يتخذها حال تعرضه لهذه الحوادث، حيث تُمكن تلك المواقع عرض الأفلام على قنوات مجانية.
وكشف العقيد "الحارثي" أنّ الدفاع المدني متواجد في مواقع التواصل الاجتماعي منذ ما يزيد عن أربع سنوات، مبيّناً أنّ الدفاع المدني لديه قناعة على "اليوتيوب"، تحتوي على أكثر من (1100) مقطع توعوي، ولكنهم يعانون من عدم تفاعل الناس، منوهاً أنّ حساب المديرية في موقع "تويتر" تفاعلي، حيث يمكن ل(34.153) من متابعي الحساب التفاعل مع المديرية، بعكس أغلب الجهات الحكومية.
عناصر نسائية
وطرح الزميل "راشد السكران" سؤالاً حول توظيف النساء للإفادة منهن في المنشآت التي يصعب فيها دخول رجال الدفاع المدني مثل مدارس البنات، وأجاب العقيد "خالد الهزاع" أنّ الدفاع المدني لا ينظر إلى المدارس أو غيرها من المؤسسات أو الهيئات أو الوزارات بصفة استثنائية، ولكن طبيعة شاغلي بعض هذه المؤسسات والمدارس هي التي تستوجب عناية خاصة فيما يتعلق بالتوعية ومتطلبات السلامة وخلافها، مبيّناً أنّ هذا الموضوع يحظى باهتمام من أعلى مستوى في وزارة التربية والتعليم ممثلاً في سمو وزير التربية والتعليم والمديرية العامة للدفاع المدني ممثلاً في المدير العام، وهناك لقاءات واجتماعات وتعاون مشترك سابق في هذا الموضوع كان نتاجه تحديد أوجه التعاون، ودراسة المسببات، والعمل على إيجاد الحلول، كما توجد الآن إدارات خاصة بالسلامة في المنشآت التعليمية وقد باشرت مهامها، ويشارك فيها عناصر نسائية، منوهاً أنّ نائب مدير السلامة المدرسية امرأة تباشر أعمالها الآن، وإدارة السلامة لا تفرق بين المنشآت الخاصة بتعليم البنين والخاصة بتعليم البنات؛ لأنّ الاشتراطات تتعامل مع المبنى وليس مع الأشخاص، موضحاً أنّ إدارة السلامة المدرسية تقدم جرعات تدريبية على أعمال الإخلاء، وأعمال مباشرة الحوادث، والتدريب، حيث يتدرب أعضاء الفرق في الدفاع المدني.
تدريب وتعليم
وأضاف اللواء "سليمان العمرو": "أن الدفاع المدني عقد اجتماعات ولقاءات مع وزارة التربية والتعليم وبتوجيه من وزير الداخلية آنذاك الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وقررنا إنشاء إدارات للسلامة في كافة المنشآت التعليمية، وتكون مسؤولة مسؤولية تامة عن إجراءات السلامة وتدريب العناصر المسؤولة عن أداء المهام الخاصة بتوفير السلامة، إضافةً إلى التأكد من توفر إجراءات السلامة داخل كل منشأة وأن الدفاع المدني عليه دور مراقبة هذه الإدارات عن بُعد".
وأفاد العقيد "علي الدعيج" أنّ معهد الدفاع المدني للتدريب في مدينة الرياض تأسس عام 1394ه، وهي الجهة العلمية الوحيدة المتخصصة في المملكة، إضافةً إلى وجود(12) مركزاً تدريبياً في المملكة تُعنى بأمور التدريب لمنسوبي الدفاع المدني والقطاعات الأخرى، بالإضافة إلى مسار تدريبي للضباط والأفراد يتواكب مع رتبهم وتخصصاتهم، مبيّناً أنّ لديهم مذكرات تفاهم مع الجامعات
العقيد الدعيج: استحداث أكثر من (187) فرقة وتعيين 5000 خريج لشغل الوظائف
السعودية وبعض بيوت الخبرة المتخصصة في تأهيل رجال الدفاع المدني، إلى جانب وجود مبتعثين لدراسة درجات الدكتوراه والماجستير في أوروبا وغيرها.
توصيلات كهربائية
وحول تواجد التوصيلات الرديئة في الأسواق، وعدم اتخاذ المديرية قراراً بالاشتراك مع وزارة التجارة، بيّن العقيد "خالد الهزاع" أنّهم متواصلون مع الجهات ذات العلاقة مثل هيئة المواصفات والمقاييس، ووزارة التجارة، ومصلحة الجمارك؛ من أجل منع دخول كافة التوصيلات والتجهيزات الكهربائية التي قد تكون سبباً في وقوع الحرائق، وقد حددت إدارة الجمارك طرفاً ثالثاً يتولى عملية فحص جميع التجهيزات الكهربائية التي تصل إلى المنافذ، وتمت إعادة (50%) من تلك التجهيزات غير مطابقة للمواصفات السعودية.
وأشار اللواء "سليمان العمرو" إلى أنّ المشكلة تنحصر في الأحمال الكهربائية، وهي التي تُحدد قوة التوصيلة من ضعفها، فلكل توصيلة جهداً معيناً تتحمله، وزيادة الجهد ستؤدي إلى إنهيار التوصيلة، والمؤسف أنّ القليل من الناس من يهتم بهذا الأمر؛ إذ ليس هناك من يبذل جهداً بسيطاً لقراءة الإرشادات المسجلة على التوصيلة.
قرار «العزل الحراري» أحرج الدفاع المدني!
أثار الزميل "د. أحمد الجميعة" تساؤلاً حول إلزامية تطبيق اشتراطات السلامة في المنازل، مستشهداً بقرار وزارة الشؤون البلدية والقروية بالتنسيق مع وزارة المياه والكهرباء بإلزام أصحاب المنازل استخدام العزل الحراري والمائي.
وأجاب العقيد "د. ناصر العريض"، قائلاً:"الدفاع المدني خصص أكثر من (20) لائحة للأنشطة الصناعية والتعليمية والتجارية والمحطات والمدن والملاهي؛ تتضمن متطلبات وإجراءات السلامة المطلوبة، وهذه الإجراءات تؤخذ في الاعتبار، ويشترط توفيرها أثناء المخططات الإنشائية، بل ومن بداية الإنشاء والبناء، أما بالنسبة للمنازل صراحة ليست هناك لوائح ملزمة صادرة من الدفاع المدني، ونأمل أن يصدر في القريب العاجل لائحة ملزمة كما هو حاصل من قبل الجهات التي أصدرت لوائح ملزمة للعزل الحراري".
وكان مجلس الوزراء قد كود البناء السعودي، بما يشتمل عليه من إشتراطات ومتطلبات وما يتبعها من أنظمة ولوائح تنفيذية، متعلقة بالبناء والتشييد لضمان السلامة والصحة العامة.
وتتكون الاشتراطات والمتطلبات من اشتراطات إدارية، ومعمارية، وإنشائية، وكهربائية، وميكانيكية، بالإضافة إلى اشتراطات ومتطلبات ترشيد المياه والطاقة، واشتراطات ومتطلبات صحية، إلى جانب اشتراطات ومتطلبات الحماية من الحريق، والمواصفات القياسية المرجعية، وهناك إشتراطات أو متطلبات أخرى تصدرها اللجنة الوطنية.
ويهدف الكود إلى وضع حد أدنى من الإشتراطات والمتطلبات التي تحقق السلامة والصحة العامة، من خلال متانة واستقرار وثبات المباني والمنشآت، وسبل الوصول إليها، وتوفير البيئة الصحية والإضاءة والتهوية الكافية، وترشيد المياه، وحماية الأرواح والممتلكات من المخاطر المرتبطة بالمباني.
وتُعتبر الاشتراطات والمتطلبات وحدة متكاملة، وتعطى أولوية التطبيق للاشتراطات، ثم للمتطلبات، ويطبق الشرط الأكثر تقييداً والأكثر تحديداً في حال وجود اختلافات بين بنود الكود، كما يطبق الكود على جميع أعمال البناء والتشييد، بما في ذلك التصميم، والتنفيذ، والتشغيل، والصيانة، والهدم، والتعديل، وإعادة التأهيل للمباني والمنشآت، ويلزم حصول المهندسين، والمفتشين، والمراقبين العاملين في مجال تطبيق الكود على رخصة ممارسة من جهة معتمدة.
«التطوع» أفضل خيار للمشاركة المجتمعية
أوضح العقيد "علي الدعيج" أنّ أعمال الدفاع المدني تتسم بصفتين: الأولى أن أعماله إنسانية تهدف إلى حماية الأرواح والممتلكات، والثانية أنّ هذه الأعمال تتصف بأنّها ذات طابع مدني حتى وإن أداها عسكريون، يخدمهم نظام عسكري، مبيّناً أنّ نشر ثقافة الدفاع المدني بمفهومه الشامل أمر في غاية الأهمية، لا سيما أنّ المادة الثالثة من نظام الدفاع المدني قد أشارت إلى أنّ (المجتمع والمتطوعين جزء من تكوين الدفاع المدني)، لذا لا يمكن لأحد أن ينكر دور المواطن المهم والحيوي، فعند تفهم الشخص للدور المطلوب منه فإنّ ذلك يعد من ضمن واجباته الوطنية تجاه سلامته وسلامة وطنه.
ويبدأ هذا الواجب من أبسط الحالات وهي اتباع تعليمات الدفاع المدني، والإسهام معه في التطوع بأعماله، وبذل كل ما يمكن أن يؤديه ويساهم به لرفع الأذى والضرر عنه وعن غيره، كما أنّ التهيؤ والصبر على المصيبة عند الضرر بالقدر الممكن من الأمور التي تعطي مؤشراً واضحاً على تفهم المجتمع، وارتفاع مستوى الوعي لديه.
وقال: "مع أنّ المواطنين متعاونون في كثير من المواقف، إلاّ أننا نتطلع إلى تعاون أكثر مع الدفاع المدني، وألا نكون اتكاليين بحيث نعتمد في كل شي على الدفاع المدني، بل ما نتمناه أن يكون التعاون أكثر ايجابية، لكون الدفاع المدني يهدف أساساً إلى تحقيق السلامة ودفع الضرر عن المواطنين بالقدر الممكن، ولا يمكن له تحقيق ذلك من دون تعاون المواطن، من حيث المساهمة في الأعمال التطوعية، وعدم التجمهر، والدعم المعنوي والإغاثي بالتعاون مع رجال الدفاع المدني".
وأضاف أنّ أعمال الدفاع المدني بمفهومها الشامل تؤدى من قبل الوزارات، والمصالح الحكومية، والقطاعات العسكرية والمدنية من متطوعين وغيرهم، مضيفاً: "عادةً ما يستجيب المواطن ويتعاون عندما يشعر بوقوع الخطر أو بقرب وقوعه، ثم ينتهي دوره عند زوال الخطر، وهذا لا يكفي، ونعتقد أنّ التخطيط المسبق له أهمية كبيرة، وهذا يقودنا إلى أهمية الإستجابة إلى نداء الدفاع المدني المتكرر بالإنخراط في الأعمال التطوعية، والتدرب على الأعمال والمهارات الضرورية؛ للمشاركة ضمن صفوف الدفاع المدني في حالات السلم والحرب.
كما أنّ على المجموعات التطوعية التي تشارك بالحالات الطارئة أن تكون أكثر تعاوناً، وتتواصل مع الدفاع المدني لتدريب المتطوعين، ليكونوا رافداً قوياً ومهماً في الحالات الطارئة.
الإهمال يزيد خطر المسابح داخل المنازل
ذكر العقيد «خالد الهزاع» أنّ إقبال فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة يشهد تغيرات متنوعة في سلوكيات أفراد المجتمع، حيث يتم تشغيل أجهزة التكييف البارد بشكل مكثّف، والتوجه للمسابح والشواطئ بدلاً عن الرحلات البرية، أو السفر للمصايف والمتنزهات، مبيّناً أنّ هناك مخاطر مصاحبة لكلٍ هذه السلوكيات، مشدداً على أهمية صيانة أجهزة التكييف بشكل جيد قبل بدء تشغيلها، والتنبه من مخاطر الصيانة.
وأضاف:»تواجد المسابح في بعض المنازل والمزارع والاستراحات قد نتج عنه العديد من حالات الغرق»، ناصحاً أن تكون المسابح في غرفة يمكن قفلها، وتركيب سور حول المكشوفة منها لا يقل ارتفاعه عن متر ونصف المتر، ويبعد عنه كل ما يمكن استخدامه لتسلقها، وأن تزود المسابح بمعدات السلامة كالسلالم المثبتة في الأجزاء العميقة، والمقابض المعدنية التي تكون على شكل حزام معدني في داخل محيط المسبح، وأطواق النجاة، وأعمدة معدنية طويلة، لافتاً إلى ضرورة أن لا تكون الأرضيات حول المسبح ملساء «مزحلقة»، أو تسمح بتجمع المياه، ولا تكون حواف المسبح حادة، والتأكد من أنّ السباحة تكون تحت مراقبة كبار السن، بتناسب بين عدد الأطفال والكبار، فقد يصعب أن يراقب كبير ستة أطفال، ويصعب جداً أن يراقب عشرة، بالإضافة إلى تركيب أنظمة إنذار شبيهة بأنظمة الإنذار للسرقة تفعّل عندما يكون غير مسموح دخول أحد للموقع؛ لسرعة كشف أي إهمال أو مخالفات، إلى جانب التدريب على مهارات الإنقاذ ومهارات الإسعاف الأولي.
«شبك حديدي» خوفاً من «اللصوص» وليس «الموت»..!
شدّد اللواء "سليمان العمرو" على أنّ الدفاع المدني حريض على إرشاد المواطن إلى المتطلبات الخاصة بالسلامة، وقد أنشأ موقعاً الكترونياً فيه كل ما يحتاجه من تعليمات واشتراطات وتوجيهات عند بنائه لمنزله، مشيراً إلى أنّ الدفاع المدني حذّر من "الشبك الحديدي" الموجود على نوافذ الدور الثاني في المنازل، وتأثير ذلك على احتجاز أفراد الأسرة عند نشوب حريق، مؤكداً أن الكثير من أصحاب المنازل رفضوا الإرشادات؛ بحجة خوفهم من اللصوص، مضيفاً: "ناقشنا هذه الإشكالية مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، وطلبنا منهم بعدم منح تصريح بناء للمواطن إذا كان في النوافذ شبك حديدي، وللأسف هناك الكثير من المواطنين يضع الشبك بعد أن يمنح تصريح البناء!" وعلّق الزميل "د. أحمد الجميعة" على ما ذكره اللواء "العمرو"؛ موضحاً أنّ الجهد لا يقتصر على منع أو تجاهل تركيب "الشبك الحديدي"، وإنما امتداد فكرة السلامة لتشمل تجهيزات أخرى داخل المنزل، مثل أجهزة الكشف عن الدخان، وصافرة الإنذار، وخرطوم المياه، حيث يمكن أن تحد تلك التجهيزات من وقوع الحريق أو اتساع رقعته.
وكشف اللواء "سليمان العمرو" أنّهم الآن يسعون إلى إسناد مهمة السلامة داخل المنازل والأحياء إلى المجموعات التطوعية -التي نعول عليها في المرحلة المقبلة-، مؤملين أن يكون لها دور توعوي -وفق لائحة تصدر من المديرية العامة للدفاع المدني-؛ لأنّ هناك إشكالية كبيرة في تطبيق السلامة داخل المنازل، وتحديداً كيفية اقناع الأهالي بأهمية الالتزام بمتطلبات السلامة.
صورة الدفاع المدني لا تزال سلبية في المجتمع!
رأى الزميل "د. أحمد الجميعة" أنّ الصورة الذهنية عن أداء الدفاع المدني ما زالت سلبية لدى أفراد المجتمع، وما زال هناك نقد وانتقاد لذلك الأداء في كثير من الحوادث، متسائلاً: هل عجز الدفاع المدني عن تصحيح الصورة الذهنية؟ أم أنّ المواطن لم يغيّر قناعاته رغم التطور الملحوظ في أداء المديرية بشرياً وتقنياً؟
وأكّد اللواء "سليمان العمرو" أنّ تصحيح الصورة الذهنية للأجيال السابقة أمر صعب؛ مما جعل الدفاع المدني يتوجه إلى الأجيال الناشئة، من خلال التواجد داخل المدارس والساحات بسيارات الدفاع المدني، ودعوة الأطفال للركوب فيها، بالإضافة إلى تدريبهم على بعض الأجهزة بشكل بسيط، وبرامج ترفيهية أخرى تقوي العلاقة بين رجال الدفاع المدني والأطفال، وبالتالي يحتفظون بصورة ذهنية جيدة تمتد معهم لسنوات.
وأضاف: "أعترف أن هناك رواسب قديمة ما زالت مهيمنة على عدد لا بأس به من شريحة معينة من الجمهور، ومهما تغيّرت الصورة يأتي حادث من الحوادث يقضي على جميع النجاحات التي ترسخت في الصورة الذهنية السابقة"، مشيراً إلى أن من الإشكالات التي نواجهوها في المديرية هو التجمهر عند الحدث، وتدخل بعض الناس وادعاؤهم أنّهم يفهمون أكثر من رجال الدفاع المدني أثناء مباشرة الحوادث، موضحاً أننا نتعامل مع حالات طارئة؛ مما يشكّل حالة ضغط على رجال الدفاع المدني، حيث يقعون بين الجمهور الذي يضغط عليهم والحدث الذي أمامهم، وقد تفرض عليه طبيعة الحادث أن يفعلوا بعض الأشياء ويتركوا بعضها، ويكون ذلك هو محل نقد لدى الجمهور.
المشاركون في الندوة
اللواء سليمان بن عبدالله العمرو نائب مدير عام الدفاع المدني
العقيد علي بن محمد الدعيج مدير إدارة التخطيط والتدريب بالمديرية العامة للدفاع المدني
العقيد خالد بن فهد الهزاع مدير شعبة هندسة سلامة المنشآت بمنطقة الرياض
العقيد د. ناصر بن عبدالله العريض مدير شعبة الدراسات بالإدارة العامة للإطفاء والإنقاذ بالمديرية العامة للدفاع المدني
العقيد د. سعد بن سعيد القحطاني مدير إدارة التعاون الدولي بالمديرية العامة للدفاع المدني
العقيد عبدالله بن ثابت الحارثي مدير إدارة الإعلام والناطق الإعلامي بالمديرية العامة للدفاع المدني
النقيب عبدالله بن سليمان العنزي مدير شعبة الصحافة بالمديرية العامة للدفاع المدني
النقيب عبدالله بن سليمان الخضيري رئيس قسم العلاقات الداخلية والخارجية بالمديرية العامة للدفاع المدني
حضور «الرياض»
سليمان العصيمي
د. أحمد الجميعة
عادل الحميدان
عبدالعزيز الصعيدي
عبدالعزيز القراري
راشد السكران
طلحة الأنصاري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.