تنطلق صباح اليوم بمناطق المملكة فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني والذي اختارت له المنظمة الدولية للحماية المدنية شعار “ الدفاع المدني والسلامة في المنزل “ بهدف تعزيز برامج التوعية الوقائية في كافة المخاطر المنزلية وذلك برعاية الصاحب السمو الملكي أمراء المناطق لفعاليات الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني والتي تنظمها المديرية العامة للدفاع المدني والمديريات والإدارات التابعة لها في جميع مناطق المملكة. أوضح ذلك مدير عام الدفاع المني الفريق سعد بن عبدالله التويجري معرباً عن عظيم شكره وامتنانه لموافقة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، رئيس مجلس الدفاع المدني على مشاركة المملكة في الاحتفال بهذه المناسبة العالمية وتوجيهاته الكريمة بضرورة الاستفادة منها في تنمية الوعي لدى جميع أفراد الأسرة بالمخاطر ذات العلاقة بأعمال الدفاع المدني والتي قد تقع في المنازل سعياً لتجنبها والتخفيف من آثارها إلى أدنى الحدود الممكنة في حال حدوثها ومتابعة صاحب السمو الملكي الامير احمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية لكافة الترتيبات والاستعدادات لفعاليات الاحتفال بهذه المناسبة العالمية. وقال الفريق التويجري بهذه المناسبة إننا نتشرف ونحن نشارك دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام، برفع أسمى آيات الشكر والعرفان لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لما توفره الدولة – رعاها الله – من إمكانات ضخمة وموارد مالية كبيرة لدعم جهاز الدفاع المدني بأحدث الآليات والمعدات لأداء مهامه في حماية مكتسبات الوطن، والحفاظ على أرواح أبنائه وممتلكاتهم، وتطوير قدراته الآلية والبشرية لمواكبة مسيرة التنمية والتي ترتفع صروحها في هذا العهد الزاهر في ربوع بلادنا المباركة. وأشاد مدير عام الدفاع المدني باختيار “ السلامة في المنزل “ شعاراً وهدفاً لاحتفالات المجتمع الدولي باليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام، وذلك نظراً لتنوع المخاطر الافتراضية في المنازل والتي تشكل النسبة الكبرى من الحوادث التي تباشرها فرق ووحدات الدفاع, فضلاً عما تمثله هذه المخاطر من تهديد مباشر لسلامة سكان المنازل ولا سيما النساء والأطفال والعمالة المنزلية. ولفت الفريق التويجري إلى أن الإحصائيات تشير إلى أن حوادث الحريق في المنازل التي باشرها الدفاع المدني تبين ان 90% منا لايوجد بها وسائل السلامة حيث تأتي الحوادث المنزلية في صدارة الحوادث التي باشرتها فرق ووحدات الدفاع المدني بالمملكة خلال السنوات الماضية تليها حوادث الأطفال مثل السقوط من فوق السلالم أو الاحتجاز في أماكن مغلقة أو حوادث المسابح أو العبث بالمواد الكيماوية كالمنظفات وغيرها بنسبة تتراوح ما بين 5 – 10%، مؤكداً أن عدم توافر متطلبات السلامة من طفايات الحريق أو أجهزة الإنذار عن الحريق وعدم معرفة أفراد الأسرة بالتصرف السليم في حال وقوع مثل هذه الحوادث، يضاعف من حجم الخسائر في الأرواح والممتلكات، وكذلك الأمر في حال تجاهل أصحاب المنازل والمنشات السكنية لتعليمات الدفاع المدني الخاصة بالأعمال الإنشائية والتمديدات الكهربائية، ومخارج الطوارئ وغيرها من الأمور التي تمثل معوقاً لجهود رجال الدفاع المدني أثناء مباشرة الحوادث المنزلية. وأكد الفريق التويجري أنه لما يؤسف له أن كثير من المنازل رغم ما ينفق في بنائها من مبالغ كبيرة تخلو من أجهزة الإنذار عن الحريق، أو وجود مخارج يمكن اللجوء إليها في حالات الطوارئ رغم أن ذلك لا يتطلب تكاليف مالية كبيرة، وهو ما يؤكد وجود حاجة ماسة إلى تضافر كافة الجهود لتنمية الوعي بأهمية توافر متطلبات السلامة في المنازل، وتنفيذ برامج لنشر ثقافة السلامة في التعامل مع كافة المخاطر الافتراضية التي قد تقع بها على أن تشمل هذه البرامج النساء والأطفال والعمالة المنزلية، كالسائقين والخادمات. وأكد مدير عام الدفاع المدني إلى أن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام تهدف بالأساس إلى التعريف بكافة المخاطر المنزلية، وسبل الوقاية منها والتخفيف من أثارها من خلال المعارض التوعوية وتنظيم زيارات ميدانية للهيئات الحكومية والمدارس والجامعات، وكذلك المجمعات والمراكز التجارية، بالإضافة إلى تكثيف برامج التوعية عبر وسائل الاتصال الجماهيري والتي تشمل اللقاءات المباشرة أو بث الرسائل التوعوية عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ووسائل الإعلام الالكتروني، مع الحرص على التنوع في هذه البرامج بما يتلاءم والفئات المستهدفة من الرجال والنساء والأطفال والعمالية المنزلية الوافدة. واستطرد الفريق التويجري موضحاً أن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني لا تقتصر على التوعية بالمخاطر المنزلية التي قد تحدث داخل المنازل، بل تمتد لتشمل كافة الأمور والمعوقات التي يمكن أن تؤثر سلباً على جهود الدفاع المدني أثناء التعامل الميداني مع الحوادث المنزلية، مثل إشغالات الشوارع والطرق، والتي قد تؤخر وصول فرق الدفاع المدني لمواقع الحوادث، أو عدم وجود منافذ يمكن من خلالها الدخول للمنازل لإخلائها في حال تعرضها لحوادث الحريق، وكذلك القواعد والمعايير الإنشائية بما في ذلك المواد المستخدمة في البناء والتوصيلات الكهربائية وغيرها. الى ذلك كشفت شئون العمليات بالدفاع المدني عن ارتفاع عدد حوادث الحريق التي باشرتها فرق الإطفاء خلال عام الماضي في جميع مناطق المملكة إلى أكثر من 40200 حادث، بلغت نسبة الحرائق المنزلية ما يزيد عن 65% منها. وأشار تقرير عمليات الدفاع المدني والذي صدر مؤخراً ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني إلى أن “ الالتماسات الكهربائية “ تأتي في صدارة أسباب الحرائق سواء حرائق المنازل أو غيرها من المنشات التجارية والصناعية والخدمية، حيث تسببت في أكثر من 14260 حادث حريق خلال عام 1432ه بنسبة زيادة قدرها 36% عما كانت عليه خلال عام 1431ه. وأوضح تقرير عمليات الدفاع المدني أن عبث الأطفال من أكثر أسباب اشتعال الحرائق المنزلية، حيث وصل عدد الحرائق الناجمة عن ذلك خلال العام الماضي ما يزيد عن 10900 حريق، مقارنة بما يقرب من 2000 حريق بسبب مواقد الغاز والمواقد الكهربائية. ويؤكد مساعد مدير عام الدفاع المدني اللواء سليمان عبدالله العمرو أن معرفة مسببات الحرائق المنزلية يمثل ضرورة لاتخاذ الإجراءات الوقائية من ناحية، والارتقاء بمستوى الوعي وجاهزية مراكز الدفاع المدني الميدانية للتعامل مع الحوادث الأكثر انتشاراً بما يلائمها من وسائل الإطفاء. وأضاف اللواء العمرو إلى أن ارتفاع عدد الحوادث الناجمة عن التماسات كهربائية يمثل جرس إنذار للالتزام بالمعايير والمواصفات القياسية المعتمدة في التمديدات الكهربائية، وعدم التهاون بشأن جودة الأجهزة والتوصيلات الكهربائية وإجراءات صيانتها, وكذلك استخدام العمالة الفنية المدربة في أعمال الكهرباء, مشدداً على أهمية الالتزام باشتراطات الدفاع المدني في عمليات إنشاء المباني, ولا سيما المنازل لتجنب هذه النوعية من الحوادث والتي تهدد سلامة الأسرة. ولفت اللواء العمرو إلى أهمية مراقبة الأطفال داخل المنزل، لتجنب المخاطر الناجمة عن العبث في التوصيلات الكهربائية أو المواد التي يمكن أن تسبب اشتعال الحرائق، وذلك على ضوء ما ثبت من أن الأطفال يمثلون النسبة الأكبر من ضحايا الحوادث المنزلية وحوادث الحريق بخاصة. ونبه اللواء العمرو إلى ضرورة توعية الأطفال والنساء بالإجراءات الصحيحة للوقاية من الحوادث المنزلية، وتدريبهم على التصرف السليم في حال تعرض المنازل لخطر الحريق، بالإضافة إلى أهمية توفر وسائل الإطفاء والإنذار عن الحريق, وتدريب جميع أفراد الأسرة على استخدامها متى دعت الحاجة لذلك. كما أشار بأن فضول الأطفال وحبهم في معرفة الأشياء المحيطة بهم في المنزل يجعلهم يعبثون بها بقصد اكتشاف الأشياء والتعرف عليها دون إدراك أو معرفه الأخطار التي تهدد سلامتهم كالعبث في الأجهزة الكهربائية، أو الآلات الحادة أو أدوات التنظيف أو مواقد الغاز وما إلى ذلك, وهنا يأتي دور ومسئولية الأسرة في الحيلوله دون وصول الأطفال إلى هذه المخاطر وإصابتهم، وإبعاد كل ما يهدد سلامتهم عن متناولهم ورفع مستوى الوعي بقدر الإمكان.