من الأمور الإيجابية والمُبهجة في خبر تكوين مجموعة (شاعرات وطن) الذي نُشر في هذه الصفحة قبل أيام وضوح أهدافها لخدمة الشاعرات وتركيز رئيسة المجموعة الدكتورة الشاعرة مناير الناصر على ذكر الخطوات التي خطتها المجموعة في الفترة الماضية انطلاقاً من تسجيل المجموعة بجمعية الثقافة والفنون ومروراً بمشاركة عضواتها في العديد من الأمسيات والفعاليات الشعرية، وكذلك إشارتها إلى الخطوات التي سيتم تنفيذها خلال الفترات القادمة، ويشتمل القادم بحسب تصريحها على تنظيم أمسيات شعرية وإصدار ديوان شعري يضم شيئاً من إنتاج شاعرات المجموعة "بهدف تعزيز حضورهن في وسائل الإعلام"، وتقديم برامج إذاعية وتلفزيونية تعرض جديد إبداعهن بشكل مستمر. الأمر الأكثر أهمية في حديث رئيسة المجموعة هو التصريح بوجود العزم على تنفيذ مُقترح بتوسيع دائرة نشاط المجموعة لاستيعاب عدد أكبر من الشاعرات في الوطن وفي الخليج، وأعتقد أن تطبيق مثل هذا المقترح سيحقق الكثير من المكاسب الإضافية التي حُققت في الخطوات السابقة، فقد ظلت الشاعرة المبدعة تعاني لسنوات طويلة من معوقات أبرزها الكتابة باسم مُستعار والاستصعاب أو التخوف من مسألة التواصل مع وسائل الإعلام بشكل يكفل إيصال قصيدتها للمتلقي دون تقديم تنازلات، ومن أسعفها الحظ بالنشر لم تستطع الانفكاك من تُهمة وجود رجل يكتب الشعر على لسانها، وهذا الأمر تحديداً أدى لعزوف النقاد عن تناول تجارب الشاعرات بشكل جاد وعميق وأسهم في بقاء القصيدة النسائية بعيدة عن تحقيق الأضواء التي تستحقها، ويُمكن أن نضرب مثالاً واحداً للتأكيد على أن كتابة الشاعرة المبدعة خلف ستار الاسم المستعار لا يمكن أن توصل قصيدتها للجمهور بالصورة المطلوبة ما لم تكن هناك جهة تؤكد وجود ومعرفة الاسم الحقيقي للمبدعة. فقد اطلع كثير منّا على تجربة الشاعرة المعروفة (عابرة سبيل) التي استمرت في نشر قصائدها لسنوات وأصدرت ديواناً شعرياً يتضمن معظم قصائدها قبل أن يأتي خبر رحيلها عن الحياة، وبالرغم من كل ذلك ما يزال هناك من يُشكك في وجود امرأة خلف اسم (عابرة سبيل) ويرفض الاعتراف بتجربتها. وفي المُقابل نجد قبولاً واعترافاً بتجارب شاعرات أخريات ربما لسن أفضل وأكثر إبداعاً من اللواتي يكتبن بأسماء مُستعارة لكنهن امتلكن -أو مُنحن- الجرأة والثقة للظهور في وسائل الإعلام وتقديم قصائدهن بأسمائهن الصريحة، فالشاعرات اللاتي خرجن في مسابقات أو أمسيات شعرية أو نشرن بأسمائهن الصريحة تحظى قصائدهن باهتمام وتداول أكبر من المبدعات اللائي لم يفعلن ذلك. أعتقد أن وجود مثل هذه المجموعة ودعمها لتحقيق أهدافها لخدمة الشاعرات ضروري جداً وسيكون له أثر ممتاز في الارتقاء بمستوى الشعر النسائي، فتوفير أي منبر يُتيح للشاعرة المبدعة إيصال صوتها عامل مهم في تحفيزها على مواصلة الكتابة والسعي لتقديم الأجمل. أخيراً تقول الشاعرة شماليه: بالله قل لي بدونك كيف جرحي يهون أيام مرّت وعدت بين هم وسهر مجنونتك واستبيحك عشق حد الجنون أموت لا غاب طيفك وانتشي لا ظهر أطل من شرفة أحلامي واهيم بسكون لو المسافات من عيني لعينك دهر