نقلب صفحات التاريخ السعودي في كأس الأمم الاسيوية فنجد صفحات تضيء سطورها بالالقاب المشرفة والبطولات الغالية والانجازات الباهرة التي دوّن "الصقور الخضر" اول حروفها الذهبية على ارض الاستاد الوطني بسنغافورة قبل نحو ثلاثة عقود وما زلنا حتى اليوم نتغنى بتلك الامجاد الخالدة ونحلم باستعادتها، لكن هيهات ان يتحقق ذلك على المدى القريب في ظل سوء التخطيط الاداري والتراجع في نتائج المنتخب الأول، وضعف عطاء لاعبيه وغياب النجوم الموهوبين عن صفوفه. قد يتساءل المرء ما الذي حدث ل "الصقور الخضر" وهوى بهم من قمة المجد القاري الى ادنى درجات الضعف في النتائج، والوهن الفني لتأتينا الاجابة مغلفة بجملة تساؤلات حائرة: هل في مرمى منتخب اليوم حارس بارع بمستوى الدعيع "اخوان" وقبلهما خالدين والمطلق؟ هل يمتلك المنتخب قائدا محنكاً عملاقاً يماثل الكابتن صالح النعيمة؟ هل في صفوف الاخضر مدافعون اقوياء في مستوى النعيمة، والبيشي، وسمير عبدالشكور، وناصر المنصور، ومحمد عبدالجواد، واحمد جميل، والخليوي، وعبدالله صالح؟ هل في وسط المنتخب نجوم امثال صالح خليفة، ويوسف خميس، وفهد المصيبيح، وفؤاد انور، وخالد مسعد، ونواف التمياط، ومحمد الشلهوب؟ هل يمتلك منتخب اليوم مهاجمين وهدافين مهرة امثال ماجد عبدالله، وسامي الجابر، ويوسف الثنيان، وفهد المهلل، ومحيسن الجمعان؟ والأهم من هذا كله.. كان يقف وراء تلك الكوكبة الرائعة من النجوم قائد اداري فذ وربان ماهر قل ان يجود الزمان بمثله الامير فيصل بن فهد "رحمه الله" الذي قاد مسيرة المنتخب السعودي الى ذروة المجد في كأس آسيا ثلاث مرات خلال 12 عاماً اخرها في 1996 وتوفي "رحمه الله" قبل موعد دفاع (الاخضر) عن لقبه الاخير بعام واحد ومازال يبحث عنه حتى اليوم ، وتخللها وصول المنتخب لكأس العالم لأول وثاني مرة في تاريخه 94 – 1998 واليوم اصبحنا نخرج من دورة الخليج في ادوارها التمهيدية مع اليمن وفي هذا دلالة واضحة تكشف حجم الضعف الذي بلغته كرتنا اليوم !! نقاط اداره الهلال الى اين تقود فريقها "بتخبيصها" في اسهل دوري كان بإمكان فريقها تصدره في ظل الخروج المبكر للكبار من ميدان المنافسة نتيجة الاختيار السيئ للمدرب كمبواريه وغربلة اللاعبين الاجانب في معمعة الدوري. إداره الاهلي الناجحة بقرارها دعوة الاستاذ بدر السعيد لتوعية لاعبيها بأضرار المنشطات كشفت عن وجه الفكر الاداري الراقي الذي تدير به النادي الراقي. في الشباب عينة غريبة من اللاعبين. المدافع حسن معاذ اصر على اللعب امام الفتح في الجولة الماضية برغم تلقيه نبأ وفاة والده قبيل انطلاقة المباراة وسمحت له الادارة بالتغيب عن المباراة لكنه رفض، بينما في المقابل نجد وفاء ويسلي الهلال لوالده جعله يسافر إلى البرازيل للإطمئنان على صحته!!