تحدثت الصحف الرسمية الصينية للمرة الاولى امس عن احتمال حصول "قطيعة" في العلاقات بين بكين وحليفها الكوري الشمالي، في ما يعتبر تحذيرا اخيرا قبل ان تجري بيونغ يانغ تجربة نووية جديدة يرجح ان تكون وشيكة. وكتبت صحيفة غلوبال تايمز التي تنتمي الى مجموعة "صحيفة الشعب" الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني في افتتاحية ان بكين وبيونغ يانغ "يجدر بهما ان تتقاسما المخاوف ذاتها في ما يتعلق باحتمال حصول قطيعة في العلاقات، وهو ما لن تجني منه بيونغ يانغ اي مكسب". وتابعت الصحيفة التي تعبر عن وجهات نظر قسم من القيادة الصينية على الاقل انه "اذا تعنتت كوريا الشمالية واصرت على القيام بتجربة نووية ثالثة بالرغم من الجهود المبذولة لردعها عن ذلك، فسوف تدفع الثمن غاليا. من المفترض تخفيض المساعدة التي تتلقاها من الصين". وهي اول مرة تستخدم الصحف الرسمية الصينية كلمة "قطيعة" في العلاقات بين الدولتين الحليفتين، بعد افتتاحية سابقة نشرتها الصحيفة في 25 يناير ولوحت بخفض المساعدة الصينية لحليفها. ووصف دبلوماسيون اميركيون معنيون بالملف الكوري الشمالي في احاديث خاصة هذه الافتتاحية الاولى بأنها "تاريخية". وتحت عنوان "على الصين الا تخشى نزاعات مع كوريا الشمالية" تابعت الصحيفة ان "بيونغ يانغ مهمة للصين، لكن ليس الى حد ان تتخلى الصين عن مبادئها". وكتبت ان بكين "تريد الحفاظ على الصداقة الصينية الكورية الشمالية، لكن على بيونغ يانغ ان تبادل بالمثل" وحذرت من انه "يجب الا تخطئ بيونغ يانغ بشأن الصين" مؤكدة ان بكين "لن تضع علاقاتها مع بيونغ يانغ فوق مصالحها الاستراتيجية". ومضمون افتتاحية غلوبال تايمز هو نفسه بالنسختين الانكليزية الموجهة الى الخارج والصينية. واكتفت بكين رسميا حتى الان بدعوة جميع الاطراف الى الهدوء. من جهة ثانية أعلن مسؤول عسكري في سيؤل امس إن الجيش الكوري الجنوبي يدفع نحو نشر أقمار تجسس فوق كوريا الشمالية، فيما دعت الرئيسة المنتخبة بارك كون هيه إلى اجتماع طارئ بين الحكومة والمعارضة لمناقشة احتمال إجراء بيونغ يانغ تجربة نووية. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" عن مسؤول عسكري رفض الكشف عن هويته لأنه غير مخوّل التحدث إلى الإعلام، إنه "على الرغم من أن بإمكان الجيش الكوري الجنوبي تعبئة مختلف أدواته الاستخباراتية لمراقبة أنشطة كوريا الشمالية العسكرية، إلاّ أن قدرته محدودة في مراقبة قيادة التحكم ومنشآت الدعم في كوريا الشمالية". وأضاف "من أجل التمكن من مراقبة نشاطات العدو بشكل مستقل، سيدرج الجيش نشر أقمار تجسس عسكرية ضمن خطة متوسط وبعيد المدى". ولكن المصدر لم يقدم تفاصيل إضافية حول الخطة المقترحة. وتشغّل كوريا الجنوبية حالياً قمر "أريرانغ 3" متعدد المهام الذي يقدم معلومات جغرافية حول شبه الجزيرة الكورية بينها مواقع الصواريخ والتجارب النووية في كوريا الشمالية. ويأمل الجيش الكوري مع إضافة أقمار تجسس، بأن يزيد قدرته على مراقبة مرافق الجيش الكوري الشمالي من أجل استباق أي هجمات من الشمال. الى ذلك جمدت اليابان امس أصول ست منظمات وأربعة أفراد لهم صلة بكوريا الشمالية، في إطار تشديد الاممالمتحدة عقوباتها على بيونغ يانغ في أعقاب إطلاقها صاروخا بعيد المدى في ديسمبر الماضي، انتهاكا للقرارات السابقة لمجلس الامن الدولي. وقالت هيئة الاذاعة والتليفزيون اليابانية (إن.إتش.كيه) إن القرار يتضمن اللجنة الكورية لتكنولوجيا الفضاء ومسؤوليها البارزين. وتورطت المنظمة في عملية إطلاق الصاروخ الذي تقول كوريا الشمالية إنه كان يهدف إلى وضع قمر صناعي في مدار بالفضاء في استعراض لممارسة حقها في استخدام الفضاء لاغراض سلمية طبقا ل"إن.إتش.كيه". وكان مجلس الامن الدولي تبنى بالاجماع القرار بشأن تشديد العقوبات ضد بيونغ يانغ في 22 يناير. وأعرب المجلس أيضا عن إصراره على اتخاذ "إجراء خطير" حال إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية أخرى طبقا لهيئة الاذاعة والتلفزيون اليابانية.