قال مسؤول افغاني بارز انه القي القبض أمس على احد عناصر القاعدة العرب الاربعة الذين هربوا من مركز الاحتجاز الأمريكي الرئيسي في افغانستان. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه انه عثر على الرجل مختبئاً في مسجد على بعد كيلومترين شمال غربي القاعدة العسكرية الأمريكية الضخمة في باغرام التي تضم السجن الذي هرب منه الرجال الاربعة في ساعة مبكرة من صباح امس الأول . وقال ان المتشدد العربي الذي لم يذكر اسمه اعتقل دون أن تلحق به اصابة في عملية اشتركت فيها قوات الرد السريع التابعة للشرطة الافغانية ثم جرى تسليمه إلى القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة. وقال متحدث باسم الجيش الأمريكي انه لا توجد لديه معلومات تؤكد التقرير وانه سيتحرى الأمر. وجاء خبر الاعتقال وسط عملية برية وجوية كبيرة تشمل مئات الجنود الامريكيين والافغان بعد فرار اربعة من اعضاء تنظيم القاعدة من جنسيات عربية من مركز للاحتجاز شديد الحراسة في قاعدة باغرام الجوية اكبر القواعد الأمريكية في افغانستان في اول هروب من نوعه على الاطلاق. ومثل الفرار احراجا كبيرا للجيش الأمريكي الذي غزا افغانستان عام 2001 للاطاحة بحكومة طالبان بعد رفضها تسليم زعيم القاعدة اسامة بن لادن وزعماء اخرين مسؤولين عن هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولاياتالمتحدة. وقال اللفتنانت كولونيل جيري اوهارا حينما سئل عما اذا كان الهاربون قد يكونون تلقوا مساعدة داخلية من الحرس «انه امر خطير بالنسبة لنا... سنجري تحقيقا في الموضوع بالتأكيد.» ورفض اوهارا الافصاح عن أسماء الرجال الاربعة ولكنه قال انهم «مقاتلون اعداء خطرون.» ولكن مسؤولين افغان قالوا ان الرجال هم عبد الله هاشمي (سوري) ومحمود احمد محمد (كويتي) ومحمود الفتحني (سعودي) ومحمد حسان (ليبي). وقال مفتي لطيف الله حكيمي المتحدث باسم طالبان أمس إن طالبان تحاول أيضا العثور على مكان المعتقلين الهاربين. وقال «سنوفر الامان لاخواننا المسلمين». كما وصف حكيمي الهروب بأنه كارثة دعائية للولايات المتحدة. وقال «انه احراج كبير لهم... في الماضي كان هناك احساس بأن الامريكيين اقوياء للغاية لدرجة قدرتهم على عمل المعجزات ولكن هذا (الهروب) يظهر بوضوح انهم قد يكونون ضعفاء.» من جهته نفى مصدر امني كويتي وجود اي مواطن كويتي محتجز في قاعدة باغرام الافغانية وذلك اثر اعلان القوات الأمريكية امس الأول عن هروب اربعة ارهابيين اعضاء في تنظيم القاعدة من معتقل باغرام من بينهم كويتي يدعى محمود احمد محمد0 وقال المصدر في تصريح لصحيفة الانباء الكويتية نشرته أمس ان الامر لايعدو كونه التباسا فلا يوجد في باغرام اي محتجز كويتي. كما نفى رئيس اللجنة الشعبية لأهالي المعتقلين الكويتيين في غوانتانامو خالد العودة ان تكون لديهم اي معلومات حول وجود معتقلين كويتيين في باغرام. ورجح العودة ان يكون هذا الهارب عربيا من مواليد الكويت مشيرا إلى ان الغرب دائما ينسب الجنسية إلى مكان الولادة0 على صعيد آخر ذكر المتحدث الرئاسي الافغاني أمس أن حكومته عازمة على إقالة من تربطهم صلات بأجهزة الاستخبارات الاجنبية من مناصبهم في الحكومة الافغانية. وقال عبد الكريم رحيمي المتحدث باسم الرئيس الافغاني حامد كرازاي للصحفيين في كابول «لو ثبت وجود مسئولين حكوميين يتعاملون مع أجهزة استخبارات أجنبية سواء كانوا في مناصب رفيعة أو لا فسوف يواجهون إجراءات مشددة من جانب الحكومة». وأضاف أن أفغانستان ظلت طوال عشرين عاما من الصراع المسلح معرضة لاختراق أجهزة الاستخبارات الاجنبية. ولم يحدد المتحدث الرئاسي المناصب التي يشغلها الجواسيس في الحكومة الافغانية أو الدول التي يتجسسون لصالحها. ورغم أن رحيمي لم يحدد اسم أي دولة أجنبية فقد دأبت الحكومةالافغانية مؤخرا على توجيه انتقادات لباكستان بسبب سماحها لعناصر من حركة طالبان باجتياز حدودها ومهاجمة القوات الأمريكية والافغانية داخل أفغانستان. من جهة ثانية زعمت حركة طالبان أمس أنها قتلت ستة من رجال الشرطة الافغان في إقليم لوجار جنوب شرق أفغانستان بعد مهاجمة نقطة تفتيش هناك. وقال المتحدث باسم الحركة مفتي لطيف الله حكيمي عبر التليفون من مكان مجهول إن الحركة هاجمت نقطة التفتيش في إقليم لوجار مساء أمس الأول . وأن اثنين من مقاتلي طالبان أصيبا بجروح خطيرة خلال الاشتباك المسلح. يذكر أن حركة طالبان التي أطيح بها من جانب تحالف دولي عسكري بقيادة الولاياتالمتحدة في أواخر عام 2001 زادت في الفترة الاخيرة من هجماتها ضد القوات الافغانية والامريكية خاصة في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية من البلاد. على صعيد آخر قال مسئولون استراليون أمس إن الحكومة اتخذت قرارا بشأن إرسال قوات جديدة إلى أفغانستان ولكنها لن تعلن على الفور ما إذا كانت ستنضم إلى حلفائها وترسل الجنود للمشاركة في تعقب فلول طالبان ومقاتلي القاعدة في جنوب البلاد. وسيعلن القرار رئيس الوزراء جون هاوارد صباح اليوم استجابة لطلب قوات من الرئيس الافغاني حامد كرازاي وحكومتي واشنطن ولندن. وحذر نيل جيمس المدير التنفيذي في رابطة الدفاع الاسترالية من أن الالتزامات المتتالية للجيش في العراق وأفغانستان قد تزيد الضغط عليه. وأضاف «قواتنا البرية لديها التزامات كبيرة في العراق وبالتالي من المرجح أن تكون العناصر القتالية الوحيدة التي يمكن أن نرسلها إلى أفغانستان هي القوات الخاصة».