أصبح مهرجان الزيتون السنوي في الجوف علامة فارقة في مجال السياحة والاستثمار وتسليط الضوء على هذه الشجرة المباركة حتى غير زيت زيتون الجوف النظام الغذائي للمواطنين في المملكة بعد أن عرفوا أهميته الغذائية وفوائده الصحية والطبية لجسم الإنسان. لعل تأثير المهرجان أصبح واضحا لدى المزارعين بالمنطقة ففي الوقت الذي كانت ثمار الزيتون تسقط تحت أشجارها ولا تجد من يستفيد منها جاء المهرجان ليخلق فرصا عديدة لتسويق هذا المنتج حتى اصبح توجه المواطنين لزراعة أشجار الزيتون واضحا بعد 6 سنوات من انطلاقه من خلال تخصيص مشاريع زراعية للزيتون، مراهنين على مهرجان الزيتون لتسويق منتجاتهم. لقد أصبح تأثير مهرجان الزيتون واضحا على الشركات الزراعية الكبرى التي بدأت في سباق محموم للتوسع في زراعة الزيتون العضوي حيث من المتوقع خلال السبع سنوات القادمة أن يبلغ تعداد أشجار الزيتون بالمنطقة حوالي 20 مليون شجرة، فيما أصبحت معاصر الزيتون منتشرة بشكل كبير ولم تعد تقتصر على الشركات الزراعية الكبرى، فيما لعب بنك التسليف والادخار دورا كبيرا في تقديم قروض ميسرة لشراء معاصر للمزارعين الراغبين في هذه المعاصر كما أن وحدة أبحاث الزيتون تقدم خدماتها للمزارعين لفحص نسبة الحموضة بالزيت وتقديم الدعم والاستشارة للمزارعين سواء في اختيار شتلات الزيتون أو في طريقة الزراعة والري وطرق القطف المختلفة، فيما تأتي واحة الزيتون التي أمر بإنشائها صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر للمزارعين ثمرة أخرى من ثمرات المهرجان. أعطت الأنشطة المصاحبة للمهرجان بعدا اقتصاديا آخر، ويأتي معرض الأسر المنتجة على رأس هذه الأنشطة الذي ترعاه وتشرف عليه جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية بالتعاون مع فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار وبإشراف من صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت عبدالله بن عبدالعزيز حيث يعتبر مهرجان الزيتون نافذة اقتصادية مهمة لتسويق منتجات الأسر من الأشغال المتعددة من السدو والمشغولات اليدوية. كما يقدم في المهرجان العديد من الفعاليات المتعددة كالمعارض الحكومية والأمسيات الشعرية والندوات والمحاضرات والدورات التدريبية التي تناسب جميع فئات المجتمع، ووسائل الترفية للأطفال وأسرهم من الفرق الاستعراضية والمسابقات اليومية. لقد أصبح زيت زيتون الجوف مطلبا لجميع المتسوقين باعتباره علامة فارقة يحرص الجميع عليه ويقدمونه كهدية ثمينة. قدم المهرجان فرصة أمام زوار الجوف للاطلاع على آثار المنطقة التي تضم الكثير من المناطق الأثرية كالشويحطية وقلعة مارد ومسجد عمر بدومة الجندل وقلعة زعبل بسكاكا وآثار الرجاجيل جنوب قارا.