تعد منطقة الجوف من أكثر مناطق المملكة اهتماما بالزيتون حيث تبلغ عدد أشجار الزيتون قرابة السبعة ملايين شجرة معظمها منتج وتمتلك الشركات الزراعية الكبرى الكمية الأكبر حيث تسوق إنتاجها السنوي داخل وخارج المملكة. ويمتاز زيت الزيتون المنتج بالجوف أنه خالي من الأسمدة المركبة والهرمونات حيث تعتمد الشركات والمزارعون على حد سواء على الأسمدة الطبيعية كما أن الزيت هو ناتج لعصرة واحدة فقط. منطقة الجوف تعد الآن صاحبة المركز الأول لإنتاج زيت الزيتون وكذلك ثمار الزيتون المخلل على مستوى المملكة بل أن صادراتها تعدت المملكة إلى دول الخليج والعالم العربي بل إلى أسبانيا حتى غدا زيت زيتون الجوف مطلباً ملحاً على الموائد في كل مكان. اشجار الزيتون المتحجرة التي وجدت في أماكن متعددة من أراضي الجوف أكدت أن الجوف منشأ هذه الشجرة المباركة وقد أكد علماء الآثار أن الأشجار التي وجدت متحجرة تعود إلى ملايين السنين مما يؤكد توافق هذه الشجرة مع الطبيعة المناخية والتربة والمياه في أرض الجوف. وتعيش أشجار الزيتون حياة طويلة ، حيث يُعتقد بأن حياتها قد تمتد من 300 إلى 600 سنة، أو حتى أكثر من ذلك. وحتى إذا مات الساق والأغصان ، فإن لشجرة الزيتون المقدرة على أن تنبت من جديد وتعيد الحياة إلى شجرةٍ جديدة. تُقّدر أعداد أشجار الزيتون الموجودة اليوم فوق سطح الأرض بحوالي 800 مليون شجرة، تنتمي إلى 400 صنف مختلف من أشجار الزيتون المزروعة في أنحاء العالم. ولكون الجوف تحتفظ بهذا التاريخ الطويل لشجرة الزيتون فكان من الطبيعي أن تعود زراعة الزيتون في مزارع الجوف من منطلق التأكيد على نشأته القديمة. وللنظرة التاريخية الأكيدة لشجرة الزيتون هب المزارعون في الجوف تتقدمهم الشركات الزراعية العملاقة لزراعة أشجار الزيتون بأصنافه المختلفة ومع تزايد الأيام وسهولة غرس هذه الشجرة وعدم حاجتها للرعاية الكبيرة سواء من ناحية التغذية أو المياه تزايد عدد أشجار الزيتون حتى تجاوز عددها في المزارع الخاصة والمشروعات والشركات الكبرى سبعة ملايين شجرة ولاتزال النسبة في تزايد كبير. ونظراً للطلب الكبير المتزايد على هذه الشجرة المباركة من قبل المزارعين ولكون المزارعين في السابق يحصلون عليها بصعوبة كبيرة عن طريق بلاد الشام وبأسعار مرتفعة فقد تنبه المستثمرين وعلى رأسهم الشركات الزراعية الكبرى فقاموا بإنشاء مشاتل متخصصة ومجهزة بالكامل لشتل شجرة الزيتون وتسويقها على المزارعين والبلديات مما تسبب في انخفاض سعر الشتلة الواحدة إلى حد كبير. وللأسباب السالفة الذكر في زراعة الزيتون والاهتمام بها فطن المستثمرون إلى مسألة عصر الزيتون فقامت الشركات والجمعيات بإنشاء معاصر الزيتون المتطورة في عدد من المدن والمحافظات في منطقة الجوف وقد باشر المستثمرون أعمالهم بتصاعد وأصبح المزارع يحمل إنتاجه مباشرة إلى المعصرة ليحصل على كمية من الزيت. // يتبع // 1153 ت م