أعلن صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر، أمير منطقة الجوف، عن إطلاق مهرجان للتمور في محافظة دومة الجندل، لدى إطلاقه البارحة الأولى مهرجان الزيتون في دورته الثالثة تحت شعار «كل زيتون وأنت طيب»، بحضور عدد من المسؤولين ورجال الإعلام ورجال الأعمال، وذلك في مركز الأمير عبدالإله الحضاري في سكاكا. وافتتح أمير المنطقة المهرجان بغرس شجرة زيتون، وقال زكريا حمود الدرعان في كلمة اللجنة المنظمة: إن المهرجان الذي انطلقت فكرته قبل ثلاثة أعوام أصبح اليوم يشار إليه بالبنان، وجاءت نتائجه باهرة، وفاق كل التوقعات، ما حفزنا على بذل المزيد من الجهد للوصول إلى آفاق التطور وفضاءات النجاح التي يتطلع لها الجميع. وأضاف «رغم الشواهد التي تبرهن على وجود شجرة الزيتون في منطقة الجوف منذ آلاف السنين، إلا أنها مرت بفترة طويلة من الركود لمدة ربع قرن تقريبا، حيث عادت تزدهر من جديد، ومع ذلك فقد وجد المنتج نفسه أمام صعوبات جمة تبدأ من ساعة القطاف ولا تنتهي، لعل أهمها صعوبة تسويق المنتج من الزيتون والزيت. 600 ألف هكتار زيتون من جهته قال وكيل الوزارة للشؤون الزراعية المهندس محمد عبدالله الشيحة في كلمة الوزراة: إن منطقة الجوف اشتهرت منذ القدم بالزراعة، فزرعت الزيتون والفواكه والخضار، وتطورت الزراعة في الزيتون وتوسعت إلى أن بلغت المساحة المزروعة في المنطقة 600 ألف هكتار، وتحتاج منتجات المزارعين إلى تسويق ويأتي هذا المهرجان لتحقيق هذا الهدف. وعقب ذلك قدم فلم وثائقي عن منطقة الجوف وتاريخها، وأبرز معالمها الأثرية والسياحية، ثم عرض عن الزيتون في المنطقة والمراحل التي مر بها، ثم قدم المنشد محمد المعيقل أوبريتا، ليكرم بعده أمير المنطقة رعاة المهرجان. وفي ختام الحفل تجول أمير المنطقة في معارض المهرجان بدأها بمعرض الأسر المنتجة، واطلع على أجنحة الأسر وما تحويه من منتجات وحرف يدوية اشتهرت بها نساء المنطقة، من السدو، النسيج، الخوص وصناعة صابون زيت الزيتون، ثم واصل جولته في معرض الزيتون واطلع على أجنحة المزارعين والشركات المشاركة وما تحويه من زيت الزيتون، وعقب ذلك تجول في سوق الحرفيين واطلع على الحرف المشاركة من السمح والنجارة والجمرية والنجارة والحدادة ومعصرة الزيتون البدائية، كما تجول في المعارض المصاحبة منها معرض التصوير الفوتوغرافي ومعرض الفنون التشكيلية وعدد من المعارض الحكومية. نقطة تحول للمنطقة وبين رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان المهندس محمد بن حمد الناصر، أن هذه التظاهرة تعد نقطة تحول للمنطقة، وإبرازها إعلاميا وإظهار إمكاناتها الاقتصادية والسياحية والزراعية، مشيرا إلى أن المهرجان الذي يستمر حتى 21 ذي الحجة المقبل يصاحبه عدد من الأنشطة، منها معرض تجاري لعرض إنتاج المزارعين والشركات من الزيتون وزيت الزيتون، إضافة لعرض خدمات شركات التعبئة والتغليف والمعدات والآلات الزراعية وشركات الأسمدة العضوية. وقال: «يتضمن البرنامج العلمي للمهرجان عددا من المحاور من خلال إقامة محاضرات علمية، يتحدث فيها عدد من الخبراء والمختصين عن فوائد زيت الزيتون الغذائية والعلاجية، والطرق العلمية لقطف ونقل وعصر وتخزين الزيتون وزيت الزيتون». معرض للصور الفوتوغرافية وأضاف «يصاحب المهرجان معرض للصور الفوتوغرافية، وآخر للفنون التشكيلية، ومعارض لجهات حكومية، إضافة لمسرح الطفل المشتمل على مسابقات يومية، وجوائز مع شخصية زيتون وزيتونة للأطفال، وحلبة السيارات، وعروض ترفيهة، وأخرى للطيران الشراعي والطيران المتحرك عن بعد. وبين المهندس الناصر أن إجمالي إنتاج المنطقة من الزيتون بلغ أكثر من 70 ألف طن زيتون سنويا، و50 ألف طن زيت من أجود الزيوت في العالم تنتجها 13 مليون شجرة زيتون، وذلك في ظل إقبال المزارعين المتزايد على مضاعفة زراعة أشجار الزيتون فوق سفوح الجبال والتلال، نتيجة لقوة المردود الاقتصادي لهذه الزراعة في المنطقة المشهورة بإنتاج الزيتون وزيت الزيتون. وقال إن الجوف تعتبر حاليا منطقة جذب عال لزراعات حوض البحر الأبيض المتوسط، وأدى التوسع في زراعة الزيتون إلى إنشاء ثماني معاصر متخصصة في إنتاج زيت الزيتون الطبيعي، إضافة إلى ست معاصر صغيرة خاصة استوردت من إيطاليا بمبادرة من البنك السعودي للتسليف والادخار. وزاد أن القيمة الاستثمارية للمشاريع الزراعية التي نفذت في المنطقة تقدر بحوالي ملياري ريال، وبلغت الأرباح المتحققة في مهرجان السنة الماضية 31 مليون ريال. وأضاف «يشتهر إنتاج المنطقة من زيت الزيتون الطبيعي بالجودة العالية والطعم اللذيذ، وخلوه من أي إضافات أو معالجات كيماوية. وتاريخيا تعتبر زراعة الزيتون في الجوف كما يقول المنصور من أقدم الزراعات، وقد لاحظ الباحثون وجود جذوع متحجرة لأشجار الزيتون تعود لآلاف السنين، وأطلق الرحالة وليم بالجريف على منطقة الجوف خلال رحلته إلى الجزيرة العربية عام 1862، أطلق عليها اسم الفردوس، كما ذكر الرحالة (الويس موسيل) في عام 1901 أنه شاهد حجرا في محافظة دومة الجندل كانت عليه نقوش كتب عليها اسم (الزيتون). ووجد في المنطقة، أنواع متعددة من الزيتون، منها: «بيكوال»، «صوراني»، «قيسي»، «النيبالي»، «السوري البلدي»، «نصوصي»، و«مترانللو»، ومنها ما هو ثنائي الغرض، ومنها ما يستخدم لاستخراج الزيت منه فقط. وأكد أن الجهات المختصة اعتمدت واحة الزيتون، ووضعت آلية تضمن عدم الاتجار بالقطع الممنوحة للمستثمرين الحقيقيين، بحيث تسحب في حال عدم الاستفادة منها خلال فترة وجيزة. من جانبه قال مدير الإدارة العامة لشؤون الزراعة في المنطقة المهندس فهد بن طعم الله الدرباس: إن زراعة الزيتون في الجوف بدأت عام 1380ه عندما جلب أحد المزارعين شتلات الزيتون من أحد الدول المجاورة، حيث أحضر صنف للتخليل يسمى «أبوسطل» واستبدله بعد ذلك بصنف نيبالي معروف بإنتاج زيت كثير، وكان هذا المزارع وبعض المزارعين يعصرونه في الأردن حتى أنشأت الجمعية التعاونية أول معصرة في المنطقة وبعدها أنشأت شركة الجوف الزراعية معصرة أخرى حتى بلغ عدد المعاصر 14 معصره حاليا. وعن دور الإدارة العامة لشؤون الزراعة في المنطقة يقول: إنها ترشد المزارعين باتباع الطرق الزراعية الحديثة والأصناف الجيدة والملائمة للمنطقة. وقال إن وحدة الزيتون أنشئت بقرار وزير الزراعة الصادر في 10/11/1423ه، بهدف تحسين وتطوير إنتاج الزيتون وطرق إكثاره، وارشاد المزارعين للتقنيات الحديثة في زراعته، وتحسين وتطوير إنتاج زيت الزيتون، وتطوير قدرات المهندسين وتنمية قدراتهم بدءا من الإكثار وحتى الإنتاج. وأضاف أن أمير المنطقة شجع على العناية بزراعة الزيتون، وذلك بصدور توجيهه على إقامة المهرجان سنويا، تخصيصه جائزة منه شخصيا لأفضل منتج للزيتون بقيمة مائة ألف ريال. مركز إعلامي أما رئيس لجنة الإعلام والتسويق مريح المريح، فقد أكد أن المهرجان استطاع استقطاب عدد من القنوات الفضائية والمطبوعات الإعلامية والإذاعات، خصوصا بعد النجاحات التي حققها في نسختيه الأولى والثانية، وقال «تشارك في تغطية المهرجان خمس قنوات شهيرة وكافة صحف المملكة وأربع صحف خليجية وإذاعتان وعدد كبير من المجلات، فيما أنشئ مركز إعلامي متكامل لخدمة كافة وسائل الإعلام، وجهز موقع إلكتروني متطور يحدث بشكل مستمر». وقال: «اعتمدت اللجنة المنظمة للمهرجان شعار (كل زيتون وأنت طيب) ويحمل أكثر من معنى من خلال كلمة (كل) حيث تنطق بمعنى تناول الطعام فتكون تناول الزيتون وزيت الزيتون وستكون بصحة طيبة، وذلك للقيمة الغذائية والعلاجية والوقائية للزيتون، وفي جانب آخر تنطق كلمة (كل) بمعنى الشمول فتكون بمعنى كل مهرجان زيتون وأنت بخير، حيث إن المهرجان يقام كل سنة ويتداخل مع أيام عيد الأضحى المبارك. وأضاف أن مهرجان الزيتون أصبح علامة فارقة ومميزة وحصرية للمنطقة، بل أصبح زيت الزيتون هوية تعرف بها الجوف كأرض للزيتون. جائزة أفضل تغطية وقال: «خصصت لجنة الإعلام والتسويق في المهرجان جائزه للصحافة الورقية، وذلك لأفضل تغطية صحيفة للمهرجان سعيا لإبراز هذه التظاهرة»، لافتا إلى أن هذه الجائزة تبرع بها الإعلامي فيصل الحيزان. من جانبه أوضح عضو اللجنة العليا للمهرجان زكريا الدرعان، أن المهرجان يستضيف الدكتور عبدالباسط محمد السيد الحاصل على شهادة الدكتوراه في إعجاز القرآن وعلوم الفيزياء الحيوية الطبية والخبير في الطب النبوي (التداوي بالأعشاب الطبيعية) وعضو هيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة، وله العديد من المؤلفات. وأضاف «تعتبر استضافة د. عبدالباسط السيد ضمن استضافة الشخصيات الدينية المؤثرة في المجتمع الإسلامي، وسيقدم عدة محاضرات».