لا تزال أحياء دمشق الجنوبية وضواحيها تحت نار القصف والمعارك منذ أيام، في وقت دعا ناشطون مناهضون للنظام السوري إلى التظاهر أمس الجمعة تحت شعار "دعم الائتلاف الوطني" المعارض، وذلك عشية لقاء بين رئيس الائتلاف الجديد أحمد معاذ الخطيب والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون عن استمرار القصف والاشتباكات أمس على الأحياء الجنوبية في دمشق والمناطق القريبة منها في الريف. وأفاد سكان في دمشق أنهم لم يتمكنوا من النوم طيلة الليلة الماضية بسبب قوة الانفجارات التي كانت تترد أصداؤها في العاصمة. وفي محافظة حلب تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة في محيط مطار النيرب العسكري الذي شن المعارضون عليه هجمات عدة خلال الأشهر الماضية من دون أن ينجحوا في التقدم نحوه. كما شهدت بعض أحياء مدينة حلب معارك وقصفا في ساعات الصباح الأولى، بحسب المرصد. وفي حمص أفاد المرصد عن محاولة القوات النظامية اقتحام مدينة الرستن واشتباكات عنيفة عند أطرافها الشمالية مع المقاتلين المعارضين الذين يتحصنون فيها، مشيرا إلى خسائر في صفوف الطرفين. وذكرت لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة السورية أن الجيش الحر تمكن من صد محاولة تقدم القوات النظامية نحو الرستن المحاصرة منذ أشهر طويلة. وتسببت أعمال العنف في مناطق مختلفة الجمعة بمقتل 15 شخصا، بحسب المرصد السوري. في هذا الوقت، خرج متظاهرون سوريون يطالبون بسقوط النظام بعد صلاة الجمعة في مسيرات وتجمعات في عدد من المناطق السورية تلبية لدعوة الناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت. ودعا هؤلاء إلى التظاهر "دعما للائتلاف الوطني" الذي شكل في نهاية الأسبوع الماضي في قطر وجمع غالبية أطياف المعارضة سعيا للحصول على اعتراف دولي يعطي دفعا لمعركته من أجل إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وفي أول خطوة متقدمة على صعيد إعطاء شرعية لهذا الائتلاف، يلتقي رئيسه أحمد معاذ الخطيب اليوم السبت في باريس الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي وعد بأن يطرح مع حلفاء بلاده الغربيين مسألة تسليح المعارضة السورية، وهو مطلب ملح من المعارضين. على صعيد آخر، نفت الأممالمتحدة مجدداً إعطاءها موافقة لدمشق لتقوم بعمليات عسكرية ضد مقاتلي المعارضة في الجولان.