أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس الجمعة أنه سيقرِّر خلال أيام ما إذا كان سيعترف بالمعارضة السورية الجديدة بعد محادثات «مشجعة» مع قادتها في لندن. وقال هيغ إنه أكد لأحمد معاذ الخطيب ونائبيه، الذين قاموا بأول زيارة لهم إلى العاصمة البريطانية منذ إعلان الائتلاف الوطني السوري، الذي شُكِّل الاسبوع الماضي، الحاجة إلى أن يكون الائتلاف شاملاً، وعلى احترام حقوق الانسان. وأضاف بعد لقائه القياديين الثلاثة في مقر وزارة الخارجية البريطانية بأن «ما سمعته ورأيته من قادة الائتلاف مشجع»، موضحاً أنه سيقدم عرضاً لمجلس العموم في هذا الشأن الأسبوع المقبل. وأجرى هيغ محادثاته مع الداعية المعتدل الشيخ أحمد معاذ الخطيب، الذي انتُخب الأحد الماضي رئيساً لائتلاف المعارضة السورية ونائبيه رياض سيف وسهير الأتاسي. وكانت بريطانيا قد رحبت بزيارة المعارضة السورية الجديدة إلى لندن، لكنها قالت إنها بحاجة لمعرفة المزيد عن مشاريعها قبل أن تنضم لفرنسا في الاعتراف بها بوصفها صوت المعارضة الرئيسي ضد نظام الرئيس بشار الأسد. في غضون ذلك خرجت تظاهرات عديدة في مناطق مختلفة من سوريا الجمعة تحت عنوان «دعم الائتلاف الوطني» المعارض الذي أعلن تشكيله قبل نحو أسبوع، ورفعت شعارات داعمة لقطاع غزة الذي يتعرض منذ ثلاثة أيام لهجوم إسرائيلي، بحسب ما أظهرت أشرطة فيديو منشورة على شبكة الإنترنت. وفي اليادودة في ريف درعا (جنوب) رفع شبان ساروا في مقدمة تظاهرة لافتات كُتب فيها «إلى الائتلاف الوطني، درهم لتسليح الجيش الحر خير من قنطار كلام». ويمثل تسليح المقاتلين المعارضين مطلباً أساسياً للائتلاف الذي شُكِّل بعد اجتماع في الدوحة، ولقي ترحيباً من دول غربية وعربية، أبرزها فرنسا التي أعلن رئيسها فرنسوا هولاند أن مسألة تسليح المعارضة «سيعاد طرحها» في شكل جدي. وفي خربة غزالة بدرعا عمدت السلطات السورية في الفترة الأخيرة إلى إقفال مكاتب حركة المقاومة الإسلامية حماس في دمشق، التي كانت حليفاً أساسياً لنظام الرئيس الأسد، قبل أن تتخذ موقفاً مؤيداً للاحتجاجات المطالبة بإسقاطه، المستمرة منذ منتصف مارس 2011. وعلى صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على موقع فيس بوك للتواصل الاجتماعي نُشر رسم يظهر غزة وسوريا، وفوق كل منهما طائرة حربية، على إحداها العلم الإسرائيلي، وعلى الثانية العلم السوري، تقومان بإلقاء صواريخ. وعلى صعيد آخر تواصل القصف طيلة ليل الخميس/ الجمعة على مناطق في جنوبدمشق وضواحيها، ولا يزال مستمراً صباح اليوم، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون. وأفاد سكان في دمشق بأنهم لم يتمكنوا من النوم طيلة الليلة الماضية بسبب أصوات الانفجارات التي كانت تتردد. وقال المرصد في بيان صباحي إن مدينة دوما وبلدتي المعضمية وعربين في ريف دمشق تعرضت للقصف من القوات النظامية. وذكرت لجان التنسيق المحلية في بريد إلكتروني أن «القصف بقذائف المدفعية تجدد على مدينة معضمية الشام» القريبة من دمشق والحجر الأسود في جنوب العاصمة، بينما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية ب»قصف شديد» على مدينة حمورية في الريف، طال منازل عدة. وكانت العمليات العسكرية والمعارك في هذه المناطق قد أوقعت الخميس 39 قتيلاً، بحسب المرصد السوري الذي يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين في أنحاء سوريا كافة، وعلى مصادر طبية. وفي محافظة حلب تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة في محيط مطار النيرب العسكري، الذي شن المعارضون عليه هجمات عدة خلال الأشهر الماضية، من دون أن ينجحوا في التقدم إليه. كما شهدت بعض أحياء مدينة حلب معارك وقصفاً في ساعات الصباح الأولى، بحسب المرصد. وفي محافظة حمص أفاد المرصد بمحاولة القوات النظامية اقتحام مدينة الرستن، وخاضت اشتباكات عنيفة مع المقاتلين المعارضين الذين يتحصنون فيها عند أطرافها الشمالية.