أجبر إعصار «ساندي» الذي ضرب السواحل الشرقية للولايات المتحدة شركات الطيران لإلغاء 20 ألف رحلة خلال الأيام الأربعة الماضية، وركنت الطائرات في مطارات بعيدة عن وطأة العاصفة. وبدأت شركات الطيران الأمريكية في وضع خطة للعودة رويداً إلى الحياة الطبيعية من أجل إرضاء جحافل المسافرين الذين بقي بعضهم يسد رمق عطشه وجوعه داخل المطارات بدلاً من البقاء داخل المنازل. وتسعى شركات الطيران التي نجح قليل منها من تفادي غضب العملاء إلى وضع خطة محكمة لإعادة جدولة الرحلات من خلال زيادة ساعات عمل موظفيها، الذين يجهدون لامتصاص غضب المسافرين. ووقعت شركة الطيران في أمريكا بين سندان الإعصار ساندي ومطرقة إرضاء الزبون، فكما كانت مجبرة على تأمين طائراتها من حدوث أي آثار دمار تتلفها رياح العاصفة الأكثر ضراوة على الولاياتالمتحدة لعقود، ظلت حائرة في كيفية التعاطي مع المسافرين الذين اعتراهم الضجر والملل. ولكي تتفادى شركة الطيران هذا الإشكال الطارئ بسبب إعصار ساندي دعت إلى إعادة جدولة سريعة للرحلات، ليس على متن رحلاتها فحسب بل نقل الركاب على طيران شركات منافسة داخل الولاياتالمتحدة بغية عدم الوقوع في حرج مع المسافرين. ولكن يبدو أن تحركات شركات الطيران من أجل الحصول على رضا مسافريها بعد الإرباك الذي خلفة إعصار ساندي لن يكون سهلاً على أقل تقدير في المستقبل القريب، لا سيما وقد بدأت تتصاعد حدة انتقادات الركاب وطلب جزء منهم بتعويضات مالية جراء المعاناة والخسائر المعنوية والمادية التي تكبدوها طيلة الأسبوع المنصرم. وتقول كيت هاني الناشطة في الدفاع عن حقوق المسافرين في الولاياتالمتحدة «هناك نسبة من الناس غير قادرة على السفر على متن الرحلات الجوية في أعقاب إعصار ساندي ومن المؤمل أن تمنحهم شركات الطيران حقوقهم التي نصت عليها عقود النقل الملزمة بين شركات النقل نفسها والركاب المسافرين». ودعت الناشطة في مجال الدفاع عن المسافرين ركاب الرحلات المتعطلة إلى «التعرف على تفاصيل عقود النقل بشكل دقيق من أجل الحرص على حفظ الحقوق باعتبارهم مستهلكين يجب حمايتهم من الغش، لكن ليس من المستغرب أن شركات الطيران تجعل معرفة تفاصيل عقود النقل سهلة أمام المستهلكين لكي لا تزيد على عاتقها المسؤولية». وعلى الرغم من أن مطارات شرق الولاياتالمتحدة التي كانت هدفاً لإعصار ساندي، قد بدأت تستأنف رحلاتها تدريجياً، بيد أن عشرين ألف رحلة مؤجلة حتماً ستكون مربكة لمطارات الولاياتالمتحدة، إذ لا زالت بعض الطائرات التي كانت تخطط للقدوم إلى شرق البلاد إما جاثمة أو اتخذت مساراً آخر بسبب تعطل مدارج المطارات. ومن المطارات التي بدأت تسير رحلاتها، مطار ريغن الواقع في حضن نهر البوتماك بالعاصمة الأمريكيةواشنطن، إذ أطلق رحلاته بشكل محدود بعدما ألغى 850 رحلة يومياً طيلة الأيام الأربعة التي مر خلالها إعصار ساندي. وقالت ل»الرياض» كيمبرلي جيبس مساعد العلاقات الإعلامية في دائرة الطيران في مطار ريغن «ألغيت مئات الرحلات الجوية نتيجة ساندي، أثناء العمليات العادية لمطار ريغن الوطني والذي يخدم أكثر من 850 رحلة يوميا، وأن تأثير إلغاء الرحلات نتيجة الإعصار سبب تأخرا لنظام الطيران ليس على واشنطن بل على العالم». وحول المدة الزمنية التي يمكن أن تستغرقها إدارة المطارات لإعادة خدمتها قالت كيمبرلي جيبس «بعض المطارات تستطيع استئناف العمليات الجوية على الفور بعد العاصفة لكن المطارات الأخرى قد تستغرق عدة أيام. وعلى الرغم من استئناف الرحلات في العاصمة واشنطن بمطاريها (ريغن، ودالاس)، لكن لا تزال معظم مطارات شمال شرق أمريكا تجهد للعودة إلى استئناف الرحلات الجوية الاعتيادية، وظل مطار لاغوارديا أقرب مطار رئيسي إلى نيويورك حبيس الغرق لشدة هطول الأمطار واندفاع مياه خليج «فلاشينغ» المتاخم لمدرج طائراته.