ربما كان الحديث عن التفاوت بين الإمكانيات للرجل والإمكانيات للمرأة على المستويات كافة مملاً للغاية، غير أن الحديث عنه في شأن حيوي ومهم وملح مثل مراكز الرياضة أصبح ضرورياً للغاية وبخاصة أن الأرقام التي تتحدث عن مستويات السمنة في السعودية بين النساء كثيرة، وأجزم بأن السمنة لا تقتصر على المرأة دون الرجل، لكنني أتحدث عن النساء بوصفهنّ المظلومات بسبب عدم إتاحة الإمكانات لهنّ بأن يركضن ويتريّضن وأن يقضين على السمنة بطريقة أو بأخرى. والحلول كثيرة غير أن الأيدي قصيرة بسبب الخوف والرعب من كل مجال يتاح للمرأة أن تتحرك فيه أو أن تسفيد منه. لفت نظري التحقيق الذي نشر عن "سمنة المرأة" في جريدة "الرياض" قبل أيام، وأخص بذلك تصريح عبدالرحمن القحطاني الأمين العام لجمعية حياتنا والذي قال: "إن أمراض القلب والأوعية الدموية تأتي في صدارة الوفيات في المملكة بنسبة (42%) وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2011، كما تؤدي إلى وفاة واحدة من كل ثلاث سيدات على مستوى العالم، هناك انتشار واضح لعدد من المشكلات الصحية التي تُعد بوابة للإصابة بالأمراض القلبية والوعائية وفي مقدمتها ارتفاع «الكوليسترول»، الذي يعانيه ربع المجتمع من البالغين تقريباً، تلك المؤشرات مُقلقة للغاية إذا أضيف إليها انتشار داء السكري لدى ربع المجتمع من البالغين، حيث تشكل الأمراض القلبية أحد أهم مضاعفاته، إلى جانب ارتفاع ضغط الدم بنسبة (25%) لدى البالغين، عدا انتشار تعاطي التبغ في شريحة كبيرة من مجتمعنا"!! كل هذا المؤشر الخطير الذي ينذر بالمزيد من ارتفاع الوفيات بسبب أعراض السمنة وملحقاتها لا يمكنه أن ينتهي من دون أن يتاح للنساء مزاولة الرياضة في مراكز رياضية أسوة بالمراكز الرياضية الرجالية، نعم هناك مراكز رياضية نسائية لكنها قليلة وقلتها جعل من أسعارها باهظة تتجاوز قدرات الشريحة العظمى من النساء، ولا مبرر للخوف على المرأة بل علينا أن نخاف على صحتها أولاً بدلاً من الوساوس التي لا علاقة لها بالواقع. بآخر السطر، يمكن أن تؤسس مراكز تدريب نسائية تكون عائلية إذ تأتي المرأة وبناتها وصغارها ويكون للصغار صالة ألعاب خاصة، وتكون المرأة مع بنات جنسها تمارس الرياضة وتجعلها روتيناً يومياً، والرياضة ليست محرمة كما أن مراكز الرياضة النسائية مثلها مثل أي نشاط مدني تزاوله المرأة وتتخذه وسيلة للنمو بالصحة والعقل.