سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
30دقيقة من الرياضة اليومية قد تقي الرجال من الأمراض القلبية والوعائية والسكري والضغط يعيشون 5سنوات أقل من النساء والأبحاث تشير إلى إهمالهم وعدم المحافظة على صحتهم
صحة الرجال موضوع في غاية الأهمية من الناحية الطبية والاجتماعية وحتى السياسية وقد تداوله الخبراء عالمياً في العديد من الأطروحات والمقالات والندوات والمؤتمرات الطبية مع إرساء القواعد والتوجيهات لكافة الرجال لتحسين صحتهم والمحافظة عليها والتمتع بجودة الحياة، لاسيما انه من المعلوم أن معظم الرجال مهملون وغير مبالين ولا يتقيدون بأبسط القواعد لبلوغ هذا الهدف الذي لا يسنح لهم بالتمتع بصحة جيدة فحسب بل يساعدهم على الوقاية من الاصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة التي قد تقضي عليهم لا سمح الله. فلماذا يعيش الرجال حوالي 5سنوات أقل من النساء ولماذا يصابون بنسب أعلى بالسمنة مع مضاعفاتها الوخيمة التي تشمل داء السكري وارتفاع الضغط الدموي وزيادة الكوليسترول والشحيمات في الدم والأمراض القلبية والوعائية والفالج مثلاً؟ فالإجابة على تلك الأسئلة بسيطة ويمكن تلخيصها بكلمة واحدة: الإهمال. نعم وللأسف أن معظم الرجال لا يكترثون بصحتهم ويترددون حتى في طلب المعاينة الطبية ولو مرة في السنة الا اذا اصيبوا بأعراض سريرية قد تكون بولية كانت أو جنسية مثلاً التي تنغص حياتهم وتدفعهم نحو الطبيب للاستشارة. فما هي الخطوات التي يمكن على كل رجل خصوصاً بعد تجاوزه 40سنة من العمر ان يتبعها للمحافظة على صحة جيدة وتفادي التعرض الى الأمراض الخطيرة؟ وقد نشرت حول هذا الموضوع عدة مقالات ومن أهمها تلك التي نشرها الدكتور كربي وزملاؤه في مركز البروستاتا في لندن حديثاً في المجلة البريطانية الدولية لجراحة المسالك البولية والتناسلية. ومن أهم التوجيهات التي شدد عليها الخبراء: التغذية الصحيحة والامتناع عن التدخين لقد أظهرت عدة اختبارات في الولاياتالمتحدة وبريطانيا عن ارتفاع متزايد للسمنة عند حوالي 50% من الرجال نتيجة معتقدات ثقافية وشذوذ سلوكي، وعدم ممارسة الرياضة والإفراط في تناول المأكولات الغنية بالدهونات الحيوانية والسكريات والإدمان على الكحول. ومن المؤسف أن هؤلاء الرجال الذين يصابون بالسمنة تدريجياً لا يدركون أن للسمنة علاقة وثيقة في تقصير مدى بقائهم على قيد الحياة، بإذن الله عز وجل، بنسبة حوالي 9سنوات أي أنها قد تقضي عليهم بأسرع من بعض الأورام الخبيثة كسرطان البروستاتا مثلاً وتعرضهم للإصابة بداء السكري وارتفاع الضغط الدموي والعديد من أنواع السرطان وزيادة الشحيمات الخطيرة في الدم مع عواقبها الطبية الوخيمة كالأمراض القلبية والوعائية والفاصل العظمي في الركب والأوراك والكواحل والألم في العامود الفقري وتورم الساقين. ورغم أن الرجال السمان يفرطون بتناول المأكولات على أنواعها، إلا أن حميتهم عادة غير متوازنة وتفتقر الى المواد الغذائية الجيدة كالفاكهة والخضار والحبوب والمواد الدهنية غير المشبعة التي يتوجب تناولها ثلاث مرات يومياً للمحافظة على صحة جيدة. وكما ظهرت دراسة قام بها الدكتور كنوبس وزملاؤه حول تأثير نوع التغذية وتغيير السلوك على نسبة الوفيات عند الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم ما بين 70و 90سنة، أظهروا ان اتباع حمية "البحر المتوسط" مع زيادة تناول الخضار وزيت الزيتون والحبوب والفاكهة وممارسة الرياضة والامتناع عن التدخين قلل من نسبة وفاتهم، باذن الله، بنسبة أكثر من 50%. ورغم أهمية السمنة وتأثيرها السلبي على الصحة العامة وهي تعتبر نوعاً من الإدمان، فإن التدخين مع عواقبه الوخيمة والقاتلة يعتبر أشد إدماناً وعادة أصعب في التغلب عليه وهو القاتل الأول طبياً في جميع أنحاء العالم. وهنالك عدة وسائل علاجية وسلوكية ونفسية والتنويم المغناطيسي والأبر الصينية والمناشق واللصقات الجلدية التي تحتوي على النيكوتين وبعض العقاقير مثل مضاد الكآبة "الزيبان" وغيرها التي قد تساعد على وضع حد لهذا الإدمان الخطير إلا أن جميعها لا تفيد اذا لم يكن الشخص مقتنعاً تماماً ومصرّاً على التوقف عن التدخين. الرياضة ثبت طبياً في العديد من الاختبارات أن ممارسة الرياضة اليومية لمدة حوالي 30دقيقة قد تقي من الإصابة بالعديد من الأمراض القلبية والوعائية وداء السكري وارتفاع الضغط الدموي وهشاشة العظام وبعض أنواع السرطان وزيادة الشحيمات في الدم وتقلل من نسبة الوفيات، باذن الله. ولكي تكون الرياضة مفيدة خصوصاً من الناحية القلبية يجب على الشخص أن يمارسها بطريقة تزيد فيها نسبة سرعة القلب بمعدل 50% الى 85% من سرعته القصوى اذا امكن من الناحية الطبية وحسب الارشادات الطبية وذلك لمدة 30دقيقة 5مرات أو أكثر في الاسبوع. ولكن اذا لم يكن بالامكان وفي حال عدم الرغبة في ممارستها بتلك الطريقة فمن المستحسن عندئذ القيام ببعض النشاطات التي لا تتطلب المزيد من المجهود كالمشي وتسلق السلم بدل استعمال المصعد، وركوب الدراجة ولعب الغولف والسباحة والالتحاق بالجمناز يوم او مركز رياضي لمزاولة بعض التمارين الرياضية او القيام بها في المنزل على جهاز الحركة الدائرية Treadmill. وعلاوة على الحوافز الطبية العديدة في ممارسة الرياضة فقد أبرزت دراسة حديثة للدكتور جيوفانوتشي أن ممارستها من قبل الرجال الذين تجاوزوا 65سنة من العمر لمدة 3ساعات في الاسبوع خفضت نسبة الإصابة بسرطان البروستاتا الشديد الخبث والمتقدم والنقيلي بحوالي 70% تقريباً. الحياة الجنسية كما عرضناه بالتفصيل في كتابنا الحديث حول "الصحة الجنسية" فإن حوالي 50% من الرجال الذين تراوحت أعمارهم بين 40و 70سنة قد يصابون بالعجز الجنسي مع نسبة الإصابة حوالي 150مليون رجل عالمياً مع التوقع أن ترتفع تلك النسبة الى حوالي 320مليون في عام 2025.وقد يكون العجز الجنسي أول علامات الإصابة بأمراض قلبية ووعائية كامنة وخصوصاً تصلب الشرايين العصيدي في شرايين القلب التاجية وشرايين العضو التناسلي الأصغر حجماً. فإن تشخيص العجز الجنسي مبكراً ومعالجته لا يساعدان على استعادة الطاقة الجنسية فحسب بل قد يقيان من الإصابة ببعض الأمراض القلبية والوعائية الخطيرة اذا ما شخصت في أوائل مراحلها. ارتفاع الضغط الدموي وداء السكري وزيادة الشحيمات في الدم ان الاصابة بارتفاع الضغط الدموي مع عواقبه الطبية الوخيمة في الكثير من الحالات كالأمراض القلبية والوعائية والفالج والفشل الكلوي وانسداد الشرايين في السيقان وباعتلال الشبكية قد يكون كامناً بدون أية أعراض سريرية توحي بوجوده بنسبة حوالي 36% من المصابين به والذي لا يتم علاجه دوائياً إلا في حوالي 25% من تلك الحالات. ويمكن معالجته بالتغيير السلوكي كالامتناع عن التدخين وممارسة الرياضة وتناول غذاء غني بالبوتاسيوم كالفواكه والخضار او التقليل من تناول الملح. وأما داء السكري الذي يصيب الملايين من الأشخاص عالمياً من الفئة الثانية حيث يكون الجسم مقاوماً لمفعول الأنسولين والذي يعرض المصابين به لشتى المضاعفات الخطيرة والأمراض القلبية والوعائية والفشل الكلوي وانسداد السيقان مع خطورة إصابة أنسجتها بالتقرح والموات اللذين قد يستدعيان بتر الأقدام واعتلال الشبكية، مع احتمال الاصابة بالعمى وبالعجز الجنسي والعقم ونقص مستوى هرمون الرجولة فإنه يستدعي المعالجة الطبية الصحيحة تحت إشراف أخصائي أمراض الغدد الصماء والمتابعة الدورية. ويمكن تدارك الإصابة بهذا المرض الخطير اذا ما شخص في مراحله الأولى عندما تظهر التحاليل المخبرية زيادة معتدلة لمستوى السكر في الدم قبل ظهور المرض سريرياً حيث يمكن بالتمارين الرياضية والحمية المنتظمة والتغير السلوكي الوقاية منه ومن مضاعفاته الوخيمة. واما في حال زيادة مستوى الشيحمات كالكولستيرول "السيىء" او البروتين الشحمي الخفيف الكثافة مع نقص في مستوى البروتين الشحمي الرفيع الكثافة (الكوليسترول الجيد)، فإن التقيد بحمية قليلة الدهونات الحيوانية وفرط تناول الفاكهة والخضار والحبوب وممارسة الرياضة اليومية والإكثار من تناول الأسماك الدهنية كالسلمون مثلا والجوز والبندق قد يقلل نسبة الإصابة بالذبحة القلبية بمعدل حوالي 19% لكل تدني مستوى البروتين الشحمي الخفيف الكثافة 2ميليمول/لكل ليتر أو مستوى الكولسترول العام 4ميليمول في الدم. نقص مستوى هرمون الرجولة ابرزت عدة اختبارات حديثة ترابط انخفاض مستوى الهرمون الذكري في الدم مع الإصابة بداء السكري وزيادة الشحيمات الدموية وفرط الضغط الدموي لاسيما مع تقدم السن وارتفاع درجة السمنة علاوة على اصابة الرجل بفقدان الرغبة الجنسية والعجز الجنسي. ومن الممكن الآن معالجة تلك الأعراض والمضاعفات بالهلامة أو اللصقات الجلدية او الحقن التي تحتوي على الهرمون الذكري او التستوستيرون مع استرجاع الطاقة الجنسية في العديد من تلك الحالات. والجدير بالذكر أنه من السهل تحديد درجة السمنة بقياس محيط الخاصرة فإذا ما زاد على 100سنتم فذلك يشكل خطراً على الشخص من الناحية الطبية ويعرضه الى الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة التي ذكرناها آنفاً.