طالبت الجمعية الخيرية للتوعية الصحية «حياتنا» في بيان أصدرته أمس بمناسبة اليوم العالمي للقلب، أن أمراض القلب والأوعية الدموية تأتي في صدارة الوفيات في المملكة بنسبة 42 في المائة وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2011م، وطالبت بتفعيل سياسات للحد من نسبة الدهون والملح والسكر في الأطعمة، ودعت كافة قطاعات ومؤسسات وأفراد المجتمع لاتخاذ تدابير فعالة للحد من الإصابات والوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، مع إعطاء المزيد من الاهتمام بحماية النساء والأطفال منها. وبين الأمين العام للجمعية وخبير تعزيز الصحة الدكتور عبدالرحمن يحيى القحطاني، أن من أهم العوامل المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية، ضعف النشاط البدني، قلة استهلاك الخضار والفواكه والتي تصل نسبة كل منهما إلى 80 في المائة لدى البالغين في مجتمعنا، إضافة إلى الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية، مضيفا أن السمنة من أهم المشكلات الصحية التي تؤدي للإصابة بتلك الأمراض، حيث تصل نسبتها في المجتمع السعودي إلى 36 في المائة لدى البالغين، عدا زيادة الوزن التي تتجاوز 60 في المائة من المجتمع. وكشف عن انتشار عدد من المشكلات الصحية تعد بوابة للإصابة بالأمراض القلبية والوعائية، في مقدمتها ارتفاع الكوليسترول الذي يعاني منه ربع المجتمع من البالغين تقريبا، وقال «تلك المؤشرات مقلقة للغاية إذا أضيف إليها انتشار داء السكري لدى ربع المجتمع من البالغين، حيث تشكل الأمراض القلبية أحد أهم مضاعفاته، وكذلك ارتفاع ضغط الدم بنسبة 25 في المائة لدى البالغين، عدا انتشار تعاطي التبغ في شريحة كبيرة بمجتمعنا وتسارع انتشاره في فئة الفتيات والمراهقات عوضا عن المراهقين. وأوضح أن علاج تلك الأمراض ومضاعفاتها يستقطع نسبة كبيرة من ميزانية وزارة الصحة، مضيفا أن طرق مواجهة الأمراض القلبية والوعائية تستدعي اتخاذ إجراءات شاملة ومتكاملة على المستوى الوطني، ولعل من أهم استراتيجيات المواجهة هو كسب التأييد السياسي للوقاية من تلك الأمراض والأمراض المزمنة ككل، ووضع ذلك في صلب الأجندة السياسية لدى قيادة البلد، وجعلها ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الصحية. وزاد، ترى الجمعية أن إنشاء نظام وطني للترصد وتوسيع دائرة الكشف المبكر لعوامل الخطورة وتوفير الأدوية الوقائية لمن يحتاجها يعد من الاستثمارات بالغة الأهمية للحد من الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية. وطالب وزارة التجارة وهيئة الغذاء والدواء بتفعيل سياسات وتشريعات للحد من نسبة الدهون والملح والسكريات في الأطعمة والمشروبات، الاستعاضة عن الدهون المهدرجة في الأغذية بدهون صحية، خصوصا في الوجبات السريعة، إضافة إلى منع أساليب الترويج للأطعمة غير الصحية وخصوصا للأطفال، وضع ضرائب على الأطعمة الغنية بالدهون والملح والسكريات.