أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية نجاح موسم الحج لهذا العام 1433ه وقدم سموه التهنئة لحجاج بيت الله الحرام الذين توافدوا من كل أنحاء العالم ليؤدوا هذه الفريضة على سلامتهم وعلى كل ما قدم لهم من خدمات من المملكة العربية السعودية التي نذرت نفسها لخدمة ضيوف الرحمن ، وعلى اهتمام قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، الذين وفروا جميع السبل وأسباب الراحة والخدمات لحجاج بيت الله الحرام في هذه الأيام المباركة ، وعلى هذه الأرض المباركة. وشكر سموه لجنة الحج العليا برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية على كل الجهود التي بذلها الأعضاء والمؤسسات والهيئات المشاركة في خدمة الحجيج. وذكر الأمير خالد الفيصل في المؤتمر الصحفي الذي عقده سموه امس أن هناك ما يزيد عن 120 ألف رجل أمن في القطاعات الأمنية في خدمة ضيوف الرحمن، إضافة إلى 10.000 آلية و 25 طائرة عمودية للدفاع المدني، و20 طائرة عمودية للأمن العام ، يعمل بها 360 طيارا وفنيا إضافة الى 30 ألف كاميرا للمراقبة و100 دورية أمنية متجولة، و200 مركز أمني وقال سمو أمير منطقة مكةالمكرمة : إن أمانة العاصمة المقدسة وفرت خلال حج هذا العام 12 ألف عامل نظافة في مكةالمكرمة، والمشاعر المقدسة، كما تم ضخ 3600 مليون متر مكعب من المياه في المشاعر المقدسة، بمعدل 600 ألف متر مكعب يوميا، وتم توفير طاقة كهربائية في مكةالمكرمة، والمشاعر المقدسة، والحرم المكي دون أي قصور أو انقطاع لأحمال تصل إلى 3300 ميقا وات بزيادة 30 في المائة عن العام الماضي ، كما قدمت شركة الكهرباء خدماتها ل 565 جهة حكومية وخدمية. وأضاف سموه : إن حجاج بيت الله الحرام حصلوا على خدمات صحية ذات جودة عالية من خلال 3500 سرير في ثماني مستشفيات في مكةالمكرمة، وسبعة في المشاعر المقدسة، و150 مركزا صحيا، وتم إجراء أكثر من 2500 عملية متنوعة بينها 400 عملية قلب وقسطرة، و8 حالات ولادة، فيما راجع المراكز الصحية نحو 200 ألف حاج. زيادة كبيرة في أعداد الحجاج غير النظاميين تحتاج إلى نظام صارم وأوضح سمو رئيس لجنة الحج المركزية أنه تم إجراء 400 عملية قلب، وأن هناك من ضيوف الرحمن من لم يستطع أن يؤدي مناسك الحج بمفرده؛ فوفرت له الحكومة سيارة إسعاف مجهزة بجميع التجهيزات لغرف العناية المركزة، ونقلت هؤلاء المرضى من المستشفيات، ومكنتهم من الوقوف بعرفة، وأداء الفريضة وإكمال حجهم، مؤكدا سموه أن هذه الخدمة المجانية من الدولة لا تتوفر في أي مكان في العالم فهي خدمة - إنسانية إسلامية سعودية - تنفرد بها المملكة. واستعرض سمو رئيس لجنة الحج المركزية في المؤتمر الصحفي جهود هيئة الهلال الأحمر السعودي التي أقامت 152 مركزا للهلال الأحمر، ووفرت 510 سيارات إسعاف، و400 طبيب وإخصائي مساعد، وست طائرات إسعاف جوي، كما عالجت حتى يوم أمس 4 آلاف حاج ومصاب في منى وعرفات. وقال سموه : لقد شارك في خدمة ضيوف الرحمن في هذا العام 4500 كشاف في ثماني معسكرات ، وتم إرشاد 25 ألف حاج في عرفات ومنى. ووجه سموه تحية خاصة للشباب المتطوع الذي تطوع في مكةالمكرمة ، والحرم المكي الشريف ، والمشاعر المقدسة وآثر أن يقدم هذه الخدمة مجانية بكل إخلاص وتعاون تام مع الجهات الحكومية المختصة ، قائلا : تحية إعزاز وإكبار لكل من ساهم وشارك في نجاح حج هذا العام وخصوصا الذين عملوا في الميدان تحت الشمس نهارا ، وسهروا الليل مساءً لخدمة الحجاج لهذا العام ". وقال سموه : كما ذكرت لكم قبل بدء اللقاء إن عدد الحجاج في هذا العام وبحسب مصلحة الإحصاء كان 3 ملايين و 161 ألف حاج ، وفي الحقيقة هناك إحصاء آخر، أو تعداد آخر من منشأة جسر الجمرات يبين أنه قد مر من فوق منشأة جسر الجمرات في أول يوم من الرجم في هذا العام ( يوم العيد ) أكثر من 3 ملايين و 657 ألف حاج ، هناك فارق كبير في التعداد ،وأنا أعتقد أن الرقم كبير جداً، وهو قريب جداً من أربعة ملايين حاج في هذا العام. «المفترشون» سبب مشاكل الحج ومعظمهم من المقيمين وأضاف سموه قائلا : للأسف الشديد هناك زيادة كبيرة جداً من الحجاج غير النظاميين ، الذين لا يحملون تصريحاً ، وهم بالذات سبب الافتراش ، وهم سبب الكثير من المشاكل التي تحدث في الحج ، ومعظم هؤلاء من المقيمين في المملكة وغير سعوديين. وأضاف سموه : ومع هذه الزيادة في الأعداد التي لم تكن محسوبة أصلاً ؛لأنها غير نظامية ، لكن الأمور ولله الحمد سارت بشكل جيد، ويعد موسم حج هذا العام أنجح المواسم التي مضت، ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتم الأمر على خير، وأن لا نشهد في هذا اليوم أي تكدس في الحرم. إثر ذلك أجاب سموه على أسئلة الصحافيين وقال فيما يتعلق بتفعيل تجربة الحج المخفض : كل شيء ممكن أن يطور ، ليس هناك شيء لا يمكن تطويره أو إصلاحه أو الإضافة عليه، وفي كل عام نجتمع بعد الحج مباشرة ، ونحن في هذا العام دعونا لاجتماع لجنة المركزية يوم 25 /12 من هذا الشهر لنُقيّم ونراجع أعمالنا في هذا الحج، ونراجع جميع السلبيات التي حدثت إذا كان هناك سلبيات، وكذلك الايجابيات حتى نعززها في الأعوام القادمة. ثم استعرض سموه الخطط والمقترحات المعنية بالحد من ظاهرة الافتراش قائلاً : هناك مقترحات وخطط، ونرجو أن يوضع حد لموضوع الافتراش، ولابد أن نبدأ بحزم وبحسم هذه المشكلة ابتداء من الحج القادم إن شاء الله. وأرجع سمو أمير منطقة مكةالمكرمة الزيادة في أعداد الحجاج المخالفين ( غير النظاميين ) الى أن العقوبة ليست واضحة، ولم تطبق تطبيقاً كما يجب، قائلا : لابد أن نوضح العقوبة في العام القادم، ويجب أن نطبقها بصرامة وبدون مجاملات، وبدون عواطف، لأننا نواجه إساءة للحجاج النظاميين، إساءة لموسم الحج، إساءة لما تقدمه الدولة من خدمات، هناك دراسات تبنى عليها الخدمات التي تقدم للحجاج، ووجود هذا الكم الهائل من المخالفين يضع هذه الدراسات أو يهمشها في الحقيقة لأنها لم تعد صالحة، هناك مابين 1.300.000 إلى 1.400.000 حاج غير نظامي يشاركون الحجاج النظاميين في كل الخدمات التي ليس لهم حق فيها. وعن تعليق سمو رئيس لجنة الحج المركزية على مستوى التوعية بالنسبة للحجاج قال سموه: أنا أعتقد أن التوعية في المملكة جيدة منذ أن يدخل الحاج الأراضي السعودية، ولكن هذا لا يكفي لابد أن تبدأ التوعية والثقافة للحجاج من بلادهم، إذا لم تكن هناك دورات تثقيفية وتوعوية للحاج من بلاده قبل وصوله إلى المملكة لن تفيدهم هذه الحملات داخل المملكة . وقال سموه في إجابته على سؤال عن فشل مقاول النظافة في مكةالمكرمة في أعمال النظافة : لا أعرف لماذا هذا الفشل، لأن هذا من اختصاص وزارة الشؤون البلدية والقروية، وأمانة العاصمة المقدسة، لكن الذي أعرفه الآن أن هناك خطة ودراسة متكاملة لموضوع النظافة سوف تطبق إن شاء الله في مشروع تطوير المشاعر المقدسة. وأكد سمو رئيس لجنة الحج المركزية أن لجان الحج ليست مضطرة للرد على كل مايرد في وسائل الإعلام الجديد، قائلا : هناك بعض الأمور التي تستدعي الرد، وهناك أحيانا مغالطات للحقيقة، إن المهم هو النقد البناء، واذا كان هناك نقد بناء في وسائل الإعلام الجديد أو القديم، فنحن نرحب بالنقد البناء، ونشكر كل من يكتب عنه، وإذا أردنا الإصلاح فعلينا أن نبدأ بأنفسنا قبل أن نصلح الآخرين، أما إذا كان التهجم والافتراء لمجرد محاولة تشويه الصور الجميلة، فهذه لا تعنينا. وحول مسألة الافتراش والتزام مؤسسات حجاج الخارج بالتعليمات ، قال سموه: إن معظم المفترشين، ومعظم الذين يحجون بدون تصريح ليسوا من حجاج الخارج، وإنما هم من حجاج الداخل، وهم من المقيمين في داخل المملكة، لأن حجاج الخارج كلهم يتبعون شركات تؤمن لهم السكن، مبينا سموه أن لجنة الحج المركزية تقوم في كل عام بدراسة التقارير الميدانية التي تعالج المشاكل في وقتها. وأشار الأمير خالد الفيصل إلى أن هناك دراسة لتسوير المشاعر المقدسة أُعلن عنها في مجلس الوزراء ، وأمر بها خادم الحرمين الشريفين في شهر رمضان الماضي، وهناك ثلاثة أشياء وافق عليها مجلس الوزراء ، وصدر بها أمر ملكي، الأولى اعتماد المخطط الشامل لمكةالمكرمة، والثانية الموافقة على مشروع النقل العام في مكةالمكرمة، والثالثة الموافقة على فكرة مخطط تطوير المشاعر المقدسة. وبين سموه أن هناك لبس في معنى كلمة (تسوير) فالمقصود بها التحكم في مداخل المشاعر المقدسة، وهو جزء من أجزاء مواجهة الافتراش، ومواجهة الحج بدون تصريح، قائلاً: إذا استطعنا أن نتحكم في مداخل عرفات فسوف نقلل الفرصة للحجاج غير النظاميين، فربما أن هناك أناساً تحدثوا عن الموضوع وهم لا يعلمون عن الدراسة، فأعلنوا انه ليست هناك دراسة، ولكن هناك دراسة وموافق عليها، ونحن الآن نقوم بتنفيذها، وبعد الحج مباشرة لدينا مشاريع سوف نبدأ بها إن شاء الله.