يكون الحوار مفيداً إذا تحلى المتحاورون بعدم اتهام الطرف الآخر بأن له مآرب أخرى بتحريف كلامه عياناً بياناً كما فعل أخي ابن جمعة (سامحه الله) فقوّلني مالم أقله فقال بالنص: " يقول د.أنور إن الثورة الايرانية عام 1979 لم يكن لها أي تأثيرعلى قفزة الأسعار". بينما الذي قال هذا الكلام هو أدلمان ( قدوة أخي ابن جمعة) وأنا صحّحت هذه المعلومة فقلت بالنص: " إن الذي حدث تماماً عكس مايقوله ادلمان". تحريف كلامي واضح لايمكن أن يخفى على القارئ لاسيما أن جريدة " الرياض" أحسنت صنعا فأوردت مقالي في خانة مواضيع مشابهة بجوار مقاله وبإمكان القارئ المهتم أن يقرأ ماقلته أنا ويقارنه بما قاله أخي ابن جمعة فيدرك مدى التحريف. لقد كان كلامي واضحاً وبسيطاً وموثقاً لايصعب فهمه على مغمض العينين فكيف صعب فهمه على أخي ابن جمعة. أستبعد ان يكون تحريف مقالي تم عمداً لأنه لابد أن أخي ابن جمعة يخشى على سمعته ويعرف أنه بمجرد الاطلاع على مقالي ستنكشف مغالطته للقارئ. إذن ماهو الدافع لتحريف كلامي؟ أبسط تفسيرهو أن أخي ابن جمعة عندما قرأ مقالي أذهلته الحقيقة التي لم يكن يعرفها عن نظرية ادلمان ففقد رباطة جأشه وأخذته العزة بالإثم فاندفع يكتب بانفعالية ينتقل من موضوع إلى موضوع من غير رابط يجمع بينها. لذا حتى لايتشتت الموضوع سأجاوب على تساؤله ( كعينة لإثبات جهله بأسواق البترول): هل سلوك أوبك تنافسي؟. الجواب نعم سعر البترول تنافسي، بل إنه أقل من سعر السوق الحر (التنافسي) وأنا مسؤول علمياً عن إثبات ذلك في مقالات لاحقة. يقول أخي ابن جمعة بالنص: " لم اقرأ بحثاً واحداً يدّعي أن سلوك أوبك تنافسي". ثم يقول انه كتب بحثاً طبّق فيه "الأربعة نماذج: المنافسة، والدخل المستهدف، وانتقال الملكية، والكارتل". نظرية الدخل المستهدف ( هي نظرية منحنى العرض المتجه إلى الوراء)، ونظرية انتقال الملكية (هي نظرية أسطورة الكارتل) كلاهما تؤكدان أن سلوك أوبك سلوك تنافسي وليس احتكاريا فكيف يقول الدكتور إنه كتب عنهما بحثاً وفي نفس الوقت يقول إنه لم يقرأ بحثاً واحداً يدعي أن سلوك أوبك تنافسي، هل يعقل أن يكتب باحث عن نظرية وهو لايعرف مضمونها؟. نظريات الكارتل عن أوبك جميعها خاطئة (لأنها لاتتوفر فيها قواعد الكارتل) وكلها نشأت في بداية السبعينيات عقب إحساس حكومات الدول المنتجة بمدى ظلم الشركات الأجنبية فاتحدت لتطالب برفع الظلم عنها فبدأ الانتهازيون (على رأسهم ادلمان) بمهاجمة أوبك وسموها زورا وبهتانا الكارتل ( أبشع نظريات الاحتكار) وتوقعوا أن مصيرها مصير كل كارتل ستنهار لأن جشع حكومات أوبك الذي دفعها للتكتل ضد مصالح العالم سيدفعها أيضاً للتآمر ضد بعضها بالتسابق على الحصص. أكثر نظريات الكارتل تخبطاً هي نظرية ادلمان لأنها عاملت البترول وكأنه مورد مشاع (لايملكه أحد) كالماء والكلأ والنار وتتوقع أن ينهار سعره الى ما بين 10 – 20 سنتا لتتساوى (وفقا لشرط نظرية الكارتل) مع تكاليف استخراجه الحدية من الشرق الاوسط (الصفحة 76 من كتاب ادلمان: The World Oil Market, 1972). يأبى أخي ابن جمعة الا ان يعيش في جلباب أدلمان فيقول بالنص: "ان نتيجة بحوثي لاتختلف عن ادلمان ...على أن سلوك أوبك احتكاري". يا أخي الدكتور فهد إن التناقضات في مقالك تجعلني أتساءل هل حقاً ماتدّعيه أن لك بحوثاً لاتختلف عن هرطقات ادلمان..!!..؟.