يُفتتح الاثنين القادم المعرض الشخصي للتشكيلية مها محمد الملوح والذي يحمل عنوان "صحارى " وذلك بغاليري سلمى فرياني بلندن، حيث يعتبر المعرض المتفرد الأول في لندن للفنانة السعودية مها الملوح حيث ستعرض أحدث أعمالها من التركيبات القائمة على المكونات الثقافية المختلفة، وكذلك مجموعتها من الفوتوجرام" المسماة '' كابشرينج لايت'' او " التقاط الضوء". تأثرت الملوح تأثيرا بالغا بالصلة الروحية التي تربطها بمنطقة نجد التاريخية، وراقبت التغييرات المتزايدة في بلدها الحبيب على مدى العقود الأخيرة، وذلك بعين متنّبهة وقلب قلق. وقد ركّزت على استخدام الاجسام والأشياء في عملها كوسيلة لتصوير هذه التغييرات وما نتج عنها من مواجهة بين الحداثة والتراث الثقافي. واستخدمت الفنانة في البداية تقنية الكولاج كوسيلة للتعبير مستعينةً بالأشياء القديمة، ثم انتقلت الى تقنية التصوير المعروفة ب" الفوتوجرام " وهي التقنية الشهيرة التي أنشأها مان راي ومؤسس فن التصوير الفوتوغرافي الحديث وليام فوكس تالبوت. مجموعة 'كابشرينج لايت ' او"التقاط الضوء" هي رساله للشباب الذين اكتسحتهم موجة الثقافة الاستهلاكية التي أغرقت البلاد في فترة قصيرة جدا من الزمن. في هذه الصور استعملت الفنانة اغراضها الشخصية من الأشياء الصغيرة التي لا تقدر بثمن والتي تحكي لنا قصصنا وذكريا تنا والتي تسعد الإنسان في وقت لاحق في الحياة. تقول الملوح:"أجد الهامي خلال ترددي المتواصل الى جدران المستشفيات البيضاء مع والدتي وأطفالي، والأشياء الصغيرة في جميع أنحاء المنزل، مثل صور الأشعة لإصبع ابنتي المكسور أو سماعة الطبيب التي استخدمها لفحص ضغط دم أمي أو جهاز تقويم أسنان ابني ... " وتخطّت مها الملوح في "صحارى" محيط منزلها لتصل الى البيئة السعودية الواسعة؛ فالأغراض التي تستخدمها لم تعد حاجيات شخصية صغيرة فحسب بل يمكن وصفها بأنها أشياء تاريخية تمثّل الهوّية الجماعية للمجتمع السعودي. ففي هذه الحالة، لم تلجأ الفنانة الى الفوتوجرام كوسيلة للتعبير، بل استعانت بالمكونات الثقافية المختلفة التي تتكون من الأشياء بذاتها؛ لأنه عندما يتوقّف شيء ما عن تأدية العمل الذي وجد لأجله أصلا فلا بدّ من توظيفه وتكييفه مجدّدا من وظيفته الاساسية الى وظيفة تشكيلية جمالية. فيكون هذا التحويل هوالسبيل الوحيد للحفاظ على أهميته الموروثة. عمل «أكل للفكر 2» للملوح عمل « أبواب» للملوح عمل «حلوى» للملوح عمل «حلوى للفكر»